أبوظبي – صوت الإمارات
كشفت اللجنة المنظمة للجائزة العالمية للرواية العربية «البوكر العربية» قائمتها القصيرة، أمس في مؤتمر صحفي عقد في النادي الثقافي في العاصمة العمانية مسقط.
وضمت القائمة ست روايات؛ اثنتان لكاتبين من فلسطين، هما «مديح لنساء العائلة» لمحمود شقير (مواليد 1947) و«مصائر: كونشرتو الهولوكوست والنكبة» لربعي المدهون (مواليد 1945)، إلى جانب رواية «نوميديا» للمغربي طارق بكاري (مواليد 1988)، و«عطارد» للمصري محمد ربيع (مواليد 1978)، و«سماء قريبة من بيتنا» للسورية شهلا العجيلي (مواليد 1946)، و«حارس الموتى» لللبناني جورج يرق. (مواليد 1958).
وقد اختيرت هذه الروايات من القائمة الطويلة التي ضمت 16 رواية من بينهم روائيون رواد مثل رواية «كتيبة سوداء» للمصري محمد المنسي قنديل، ورواية «في الهنا» للكويتي طالب الرفاعي والتي تقرر إيقاف انتقالها إلى مرحلة القائمة القصيرة بعد أن تبين أن طبعتها الأولى صدرت قبل الفترة المسموح بها للترشيح لهذه الدورة ما بين يوليو2014 ويونيو2015.
ويلاحظ أن القائمة تمزج بين روائيين مخضرمين وشباب، وقالت الشاعرة والناقدة الإماراتية د. أمينة ذيبان، رئيسة لجنة التحكيم: «شهدت هذه الدورة ترشح أعمال مهمة تمثل تجارب روائية حديثة منفتحة على حقول غير مطروقة سابقا تندمج فيها الذات الفردية والذات الجماعية. وتشمل هذه الحقول فضاءات نفسية واجتماعية وسياسية وتاريخية، تتميز بانفتاحها على أشكال وأساليب سردية مبتكرة تسائل الموروث الروائي العربي وتتفاعل مع اللحظة المأساوية الراهنة»، واعتبرت ذيبان أن مهمة لجنة التحكيم اتسمت بالمتعة والتحدي، حيث ضمت اللجنة كلاً من الصحافي والشاعر المصري سيد محمود، والأكاديمي المغربي محمد مشبال، والأكاديمي والمترجم البوسنوي منير مويتش، والشاعر والناقد اللبناني عبده وازن.
من جهته، قال ياسر سليمان، رئيس مجلس أمناء الجائزة: «روايات القائمة القصيرة لهذا العام متنوعة في مواضيعها وتقنياتها وتجليات شخوصها، تجعل من القريب بؤرة مكثفة في تماهيها مع الوضع الإنساني في أطره الاجتماعية والسياسية، وفي البوح عن مكونات النفس البشرية».
وحسب البيان الصحفي الصادر عن الجائزة، تتميز الروايات الست بمجموعة من الخصائص المشتركة، فرواية «نوميديا» تصور قلق المثقف العربي الباحث عن هويته في مواجهة التمثيلات المختلفة لهذه الهوية، بينما تمثل رواية «عطارد» صرخة عنيفة وواعية بالإحباطات التي آل إليها طموح الحالمين بالتغيير. أما رواية «مديح لنساء العائلة» فتحكي عن التحولات الفلسطينية الجذرية، جغرافيا وثقافيا وسياسيا، وعن الأثر الذي تركته في الأفراد والجماعات، خصوصاً المرأة. وتتحدث رواية «سماء قريبة من بيتنا» عن يقظة الذاكرة السورية ووجعها؛ تستعيد الألم الشخصي وتطل منه على ضمور الجسد بنبرة أنثوية خافتة. وتعتبر «مصائر» الرواية الفلسطينية الشاملة، فهي ترجع إلى زمن ما قبل النكبة لتلقي ضوءا على المأساة الراهنة المتمثلة في الشتات والاستلاب الداخلي. إنها رواية ذات طابع بوليفوني مأساوي، تستعير رمز الكونشرتو لتجسّد تعدّد المصائر. وتقارب رواية «حارس الموتى» المأساة اللبنانية عبر منظور جديد يتساوى فيه الضحايا على اختلاف هوياتهم، وتسعى إلى إيجاد أجوبة عن أسئلة عبثية لا أجوبة لها أصلاً.
وترعى الجائزة السنوية «مؤسسة جائزة بوكر» في لندن، بينما تقوم «هيئة أبو ظبي للسياحة والثقافة» في الإمارات العربية المتحدة بدعمها مالياً.