الدكتور تومي وير

قدم الكاتب والمتحدث الخبير ومدرب الرؤساء التنفيذيين الدكتور تومي وير، لأعضاء نادي "كابيتال كلوب" وضيوفهم، فرصة للتأمل والتفكر بتاريخ القيادة الناجحة في دبي، وفي حديث له خلال حفل إطلاق كتابه "نموذج دبي في القيادة"، سلط الدكتور وير الضوء على تاريخ دبي في القيادة، وتحولها إلى مصدر للإلهام والرؤية السديدة، مستشهدًا بالرؤى الثاقبة للمغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم منذ العام 1959، وجرت فعاليات حفل إطلاق كتاب "نموذج دبي في القيادة" بضيافة نادي "كابيتال كلوب"، نادي الأعمال الخاص الرائد في دبي وعضو مجموعة شركات إنشاء، الخميس في التاسع من أيلول/سبتمبر، وتخلل الحفل كلمة معبرة ألقاها الكاتب حول خلفية هذا الكتاب.

ولخص الدكتور وير مسيرته في أعقاب ثلاثة أعوام من البحث والمقابلات مع مجموعة واسعة من قادة السوق، والتي توّجها بإصدار هذا الكتاب، قائلاً إن العنصر الأهم المطلوب لتحقيق النجاح، كما في نموذج دبي، يكمن في الرغبة والطموح، مؤكداً بأن مدينة دبي قد شُيدت بفضل الإقدام وبعد النظر، وتعد قوة دبي الاقتصادية خير مثال على أن الرغبة والطموح يقودان إلى تحقيق نتائج عظيمة.

وأوضح أن العنصر الثاني المدرج على قائمة مقومات النجاح، وفقا لاستنتاجه، فيكمن في خلق البيئة الملائمة التي تتيح للآخرين تحقيق النجاح، وناقش الدكتور وير ثقافة النجاح في دبي، حيث رجع في سرده إلى العام 1901، قائلا "لم تغير دبي استراتيجيتها منذ العام 1901، ولكنها باتت اليوم أوسع وأكثر تميزاً وحداثة، حيث قدمت دبي على مر السنين خططاً مختلفة لتحقيق غاياتها، ولكن إذا نظرنا في صلب هذه الاستراتيجية، فإنها تركز على استخدام الموقع الجغرافي المتميز كمركز إقليمي، وعلى جذب المستثمرين ومساعدتهم على تحقيق النجاح".

وأضاف "يبدو الأمر مثيراً للاهتمام على المستويات العليا، لأننا لو حاولنا جمع كتب القيادة اليوم، فإننا سنصادف على الدوام عبارات مثل "التغيير" والإستراتيجية"، ونجحت دبي في استقطاب رواد التغيير لتعزيز استراتيجيتها الأولية. ولا تستخدم الإمارة اليوم التكنولوجيا كاستراتيجية بحد ذاتها، بل توظفها كوقود لتحقيق استراتيجيتها الأصلية".

وتابع الدكتور وير قائلا إن هذه العناصر التي أسهمت في تحويل دبي إلى مكان مزدهر وناجح ليست جديدة، فكل الممارسات الاثني عشر المذكورة في كتاب "نموذج دبي في القيادة" تم تطبيقها من قبل كل شخص تولى قيادة دبي منذ تأسسها، حيث تناوب 11 قائداً على مدار ستة أجيال على تطبيق هذه الممارسات، ويبدو أن هذا السلوك راسخاً بحيث بات متأصلاً وأحد أسباب مواصلة بروز دبي كنموذج ناجح اليوم. وترتكز الطبيعة الفريدة لنجاح دبي على التوازن المثالي بين هذه العناصر الاثني عشر، بحيث قد يؤدي استبعاد أي من هذه العناصر إلى انهيار النموذج بالكامل.

وركز الدكتور وير في حديثه على نقطة أخرى تمثلت بأن تفكير قادة دبي لا يقتصر على الوقت الحاضر فقط، بل ويتخذون قرارات للمستقبل أيضاً، وبأن الرؤية الثاقبة اليوم تعني تطوراً نوعياً فيما بعد. واستخدم الدكتور وير مثالا من المقابلات التي أجراها، وقال "الشيخ محمد آخر من تحدث عن ذلك حيث قال، لا أعلم إذا كنت قائداً جيداً، ولكن بإمكاني أن أقول لك بأني أقود الآن للسنوات  10-20 المقبلة‘".

وتحدث الدكتور وير في ختام كلمته عن المراقبة الدقيقة، وكيف يمكن للقادة الحاليين الإشراف على تطوير دبي، وبمدى أهمية الاهتمام بالتفاصيل الدقيقة، وبأن كل خطوة تمثل فرصة لدعم وتنمية النجاح.

واستمتع أعضاء النادي الحاضرين بحديث الدكتور وير، والذي أبدى درجة عالية من الاحترام لدبي، خلال الأمسية التي تمحورت على فكرة أن "ما نراه في دبي هو ثمرة جهودها، فالثقافة المتأصلة في البلاد تتمثل بتطلع القادة والسكان إلى المستقبل، ومحاولة إيجاد سبل لخلق بيئة للنجاح".