أظهرت معلومات صادرة عن اللجنة القومية للتنمية والإصلاح التابعة لمجلس الوزراء الصيني أن حجم انتاج النفط الخام الصيني بلغ 207.48 مليون طن خلال العام الماضي بزيادة قدرها 1.9% عن عام 2011، بينما سجل حجم واردات النفط الخام 271.09 مليون طن بزيادة قدرها 7.3 % لتصل نسبة اعتماد الصين على النفط الأجنبي إلى 56.4 % مسجلة بذلك رقما قياسيا جديدا. ويعد مستوى الاعتماد الصيني على واردات النفط الخام الأجنبي احد المؤشرات التحذيرية لأمن البلاد النفطي، حيث شهد هذا المستوى ارتفاعا مستمرا خلال السنوات الأخيرة في ظل تراجع حجم الانتاج المحلي وزيادة الواردات.  وكانت الصين قد أصبحت مستوردا صافيا للنفط لأول مرة في عام 1993، حيث سجلت نسبة اعتماد الصين على النفط الأجنبي 6 % فقط، وارتفعت هذه النسبة إلى 47 % بحلول عام 2006 ، وسجلت بعد ذلك ارتفاعا بنسبة تتراوح بين 2 و3 % بشكل سنوي لتتجاوز في عام 2009 حاجز الـ50 % التي تعد مؤشرا تحذيريا للأمن النفطي. ويرى متخصصون في قطاع الطاقة أن حجم إنتاج النفط المحلي يصعب عليه تحقيق زيادة ملحوظة بسبب قدم معدات التعدين في حقول النفط المحلية الرئيسية وزيادة تكاليف الاستخراج، وسيواصل مستوى اعتماد الصين على النفط الأجنبي ارتفاعه خلال السنوات الخمس المقبلة على أقل تقدير. وكان مجلس الدولة الصيني قد طالب في الخطة الخمسية الثانية عشرة حول تنمية الطاقة التحكم في نسبة اعتماد الصين على النفط الأجنبي عند مستوى أقل من 61% بحلول عام 2015، ويرى مراقبون أنه من الصعب تحقيق هذا الهدف في ظل زيادة الطلب الحالي.