إنتاج النفط

 

تراجع البيت الأبيض عن إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وعد ترامب بأن المملكة ستزيد إنتاج النفط مليوني برميل إلى 12 مليون يومياً، وهو مستوى لم تختبره من قبل، موضحاً أن السعودية لن تصل إلى هذا المستوى إلا إذا اقتضت الحاجة.

 وقال البيت الأبيض إن ترامب أبلغ الملك سلمان بأن سوق النفط قد يستفيد من زيادة الإنتاج عندما تحدث الزعيمان الجمعة.

وأضاف في بيان إن السعودية مستعدة لزيادة الإنتاج عند الحاجة.

وقال البيان «استجابة لتقييم الرئيس للعجز في سوق النفط، أكد الملك سلمان أن المملكة تحتفظ بقدرة إنتاجية إضافية مليوني برميل يوميا وستستخدمها بحكمة إذا لزم الأمر لضمان توازن السوق». 

وكان ترامب غرد في وقت سابق قائلا «تحدثت لتوي إلى العاهل السعودي وأوضحت له أنني أطلب أن تزيد السعودية إنتاج النفط بما قد يصل إلى مليوني برميل بسبب الاضطرابات والخلل في إيران وفنزويلا، وذلك لتعويض الفارق، الأسعار مرتفعة جدا، وقد وافق».

وذكرت وسائل الإعلام السعودية أن ترامب والملك سلمان أكدا خلال الاتصال ضرورة المحافظة على استقرار أسواق النفط والمساعي التي تقوم بها الدول المنتجة لتعويض أي نقص محتمل في الإمدادات. 

ولم يحمل البيان الذي نقلته وسائل الإعلام السعودية أي إشارة إلى أن السعودية، تعتزم زيادة الإنتاج بما يصل إلى مليوني برميل يوميا.

وقالت أمريتا سين كبيرة محللي النفط لدى إنرجي أسبكتس «سنكون في وضع غير واضح المعالم. بينما لدى السعودية الطاقة (الإنتاجية) من الناحية النظرية، فإن إنتاج هذه البراميل (الإضافية) يحتاج مالا ووقتا قد يصل إلى عام». 

وقالت مونيكا مالك كبيرة الاقتصاديين في بنك أبوظبي التجاري إن توقعاتها المحافظة تشير لزيادة 500 ألف برميل يوميا في النصف الثاني من 2018 وهذا يعني زيادة سنوية بنحو 5%. 

وأضافت إن تعطل الإمدادات في أماكن أخرى في العالم قد يدفع السعودية إلى زيادة الإنتاج أكثر وتوقعت أن تسجل المملكة معدل نمو 2.1% في العام الحالي بقيادة قطاع النفط.

والأسبوع الماضي، وافقت أوبك بقيادة السعودية وحلفائها ومن بينهم روسيا على زيادة إمدادات النفط، بعد أن ظلت تقلص الإنتاج منذ عام 2017 لتعالج تخمة في المعروض بالأسواق العالمية. 

وخلال إفادات منذ ذلك الحين، أشار مسؤولو أوبك إلى أن الإنتاج الإضافي سيكون في مستوى ما بين 700 ألف إلى مليون برميل يوميا.

 ومطالبة ترامب بإضافة مليوني برميل يوميا تمثل ضعفي توقعات السوق على الأقل.

واتفق خبراء على أن دول الخليج المنتجة للنفط هي أكبر مستفيد من قرارات أوبك الأخيرة برفع الإنتاج لأن قرار أوبك أشار إلى رفع سقف إنتاج المنظمة ككل وليس كل دولة على حدة، ما يسمح للدول الأعضاء بتوزيع الطاقة الإنتاجية لرفع الإنتاج لتعويض انخفاض الإنتاج لدول أخرى. 

وقالوا إن النمو في الإنتاج من جانب الولايات متحدة وكندا لن يكون كافياً لتعويض النقص من إنتاج فنزويلا، والتناقص المحتمل من جانب إيران، والنمو في الطلب العالمي على النفط بمقدار 1.4 مليون برميل يومياً.

 وبالتالي فإن دول أوبك والدول غير الأعضاء هي التي يمكنها تعويض النقص في الإنتاج.