النفط

التقطت أسعار النفط الأنفاس أمس، بعدما ارتفع خام برنت لأعلى مستوى في 26 شهراً، مدعوماً بتهديد تركيا بوقف تدفقات الخام من كردستان العراق للعالم الخارجي.

وهدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم الاثنين بغلق خط الأنابيب الذي يحمل صادرات النفط من شمال العراق، لتكثف الضغط على إقليم كردستان، في ظل الاستفتاء على استقلال الإقليم.

وعادة ما يضخ خط الأنابيب ما بين 500 ألف و600 ألف برميل يومياً لميناء جيهان التركي. وفقد هذه الإمدادات، إلى جانب تخفيضات الإنتاج بواقع 1.8 مليون برميل من المنتجين في أوبك وخارجها، أثار مخاوف بشأن شح الإمدادات.

وارتفع خام القياس العالمي مزيج برنت في العقود الآجلة تسليم نوفمبر المقبل سنتاً واحداً إلى 59.03 دولار للبرميل بحلول الساعة 0621 بتوقيت جرينتش، بعد أن أغلق مرتفعاً 3.8 ٪ يوم الاثنين. وفي وقت سابق، ارتفع برنت إلى 59.49 دولار وهو أعلى مستوى منذ العاشر من يوليو 2015. ونزل الخام الأميركي تسليم نوفمبر عشر سنتات إلى 52.12 دولار للبرميل، بعدما سجل أعلى مستوى في خمسة أشهر عند 52.43 دولار. وقفز برنت فوق 55 دولاراً للبرميل قبل أسبوع، بعد تأكيد المنتجين من أوبك وخارجها أن السوق في سبيلها لاستعادة التوازن مع تراجع مخزونات النفط. من ناحية أخرى، قال بن لوكوك، المسؤول في شركة ترافيجورا لتجارة السلع الأولية: «إن الطلب العالمي على النفط قد يزيد بما يتراوح بين مليونين وأربعة ملايين برميل يومياً عن الإمدادات العالمية بحلول نهاية 2019، مع تراجع الإنفاق على التنقيب نتيجة لهبوط الأسعار».

وتابع لوكوك، الرئيس المشارك لقسم مخاطر الأسواق، أن التباين بين العرض والطلب ناجم عن تراجع الإنفاق على التنقيب عن احتياطيات نفط وغاز جديدة، لاسيما وأن الآبار الحالية، وبخاصة الآبار الجديدة من مكامن صخرية، استنفدت طبيعياً. وأشار إلى انخفاض الإنفاق على التنقيب في 2016 لنحو 300 مليار دولار من 700 مليار قبل عامين كسبب لانخفاض الإمدادات عن الطلب.

ويتزامن تراجع الإنفاق مع زيادة الإنتاج من آبار في مكامن النفط الصخري في الولايات المتحدة، والتي تصل لذروة الإنتاج أسرع من الآبار التقليدية. وقال لوكوك: «طبيعة مكامن النفط أن مخزوناتها تنفد وهذا يحدث في مكامن النفط الصخري بوتيرة أسرع من المتوسط. هذا يعني أننا بحاجة لإيجاد بديل لنحو تسعة ملايين برميل يومياً خلال العامين المقبلين».

وقالت وكالة الطاقة الدولية في أحدث تقرير عن سوق النفط: «إن إمدادات النفط العالمية بلغت 97 مليون برميل يومياً في الربع الثاني من العام، بينما بلغ الطلب 97.9 مليون برميل يومياً».

وواصلت روسيا تفوقها على السعودية متصدرة قائمة أكبر موردي النفط الخام إلى الصين للشهر السادس في أغسطس الماضي، حيث زادت شركات التكرير المستقلة مشترياتها في الوقت الذي أقبلت فيه المصافي الحكومية على شراء شحنات محمولة بحراً من ميناء كوزمينو بأقصى شرق روسيا.

وبلغ حجم واردات الصين النفطية من روسيا 4.426 مليون طن، أو نحو 1.04 مليون برميل يومياً، بانخفاض 4.5 ٪ على أساس سنوي، وفق بيانات تجارة السلع الأولية التفصيلية التي نشرتها الإدارة العامة للجمارك أمس.

وفيما يتعلق بالأشهر الثمانية الأولى من 2017، زادت الكميات القادمة من روسيا 13 ٪ على أساس سنوي إلى 38.65 مليون طن بما يعادل 1.16 مليون برميل يومياً. وانخفضت إمدادات السعودية الشهر الماضي 16.2 ٪ على أساس سنوي إلى 3.657 مليون طن، أو نحو 861 ألفاً و200 برميل يومياً، لتتراجع المملكة إلى المرتبة الثالثة بعد أنجولا.

وزادت شحنات أنجولا الشهر الماضي نحو 28 ٪ على أساس سنوي إلى حوالي 983 ألفاً و500 برميل يومياً حسبما تظهر البيانات. وانخفضت الإمدادات السعودية للفترة من يناير إلى أغسطس 1.7 ٪ على أساس سنوي إلى 34.24 مليون طن، أو 1.03 مليون برميل يومياً. وبلغت واردات الصين من الخام الأميركي، التي بدأت العام الماضي، نحو 107 آلاف و620 برميلًا ًيومياً في أغسطس، في حين وصل الإجمالي إلى 5.26 مليون طن للفترة من يناير إلى أغسطس. وارتفعت الواردات القادمة من العراق 30 ٪ إلى 736 ألفاً و400 برميل يومياً وفقا للبيانات.