شركة فينترسهال للنفط

كشف راينر زيله، رئيس مجلس إدارة شركة فينترسهال عن بدء عمليات الحفر في البئر التقييمي الثاني في حقل الشويهات خلال العام القادم، مشيرا إلى أن عمليات التنقيب في البئر الأول انطلقت في مايو/آيار من العام الجاري، وأنه بناء على النتائج التقييمية للبئرين سيتقرر متابعة أو عدم متابعة حفر الآبار في الحقل وبدء الإنتاج .

أوضح زيله: تنشط فينترسهال في منطقة الخليج بشكل متزايد وتعتزم توسيع أنشطتها في استكشاف وإنتاج النفط هناك . وقال زيله في (أديبك): "نحن أيضاً بصدد توسيع أنشطتنا في الإمارات العربية المتحدة لأننا نؤمن بالشراكات الموثوقة وطويلة الأجل كتلك التي تجمعنا مع (أدنوك) في مشروعنا (الشويهات)" .

وأضاف يتطلب حقل الشويهات بشكل خاص عمليات استكشاف وإنتاج كبيرة، فالغاز الحامض داخل المكمن يحتوي على نحو 20 في المئة من كبريتيد الهيدروجين ونحو 7 في المئة من ثاني أكسيد الكربون، وهما من المواد الأكالة التي يمكن أن تُتلف الأنابيب ومعدات الإنتاج، إضافة إلى ذلك، يعتبر كبريتيد الهيدروجين بالفعل شديد السمّية بتركيزات تبلغ نحو 05 .0 في المئة فقط، ولذلك، فإن كل برنامج لإنتاج الغاز الحامض يحتاج لدرجة عالية من السلامة ومعدات تقنية متطورة .

أشار زيله إلى أن شركة فينترسهال تطبق خبرة أكثر من 40 عاماً في مجال إنتاج الغاز الحامض في عملية تقييم حقل الشويهات، حيث يتم منع كبريتيد الهيدروجين من الرشوح بطريقة غير منضبطة من خلال استخدام أنابيب مصنوعة من فولاذ خاص، والعديد من صمامات الإيقاف على أجهزة الحفر وكاشفات الغاز .

وأوضح أن "فينترسهال" قامت بتركيب 20 من هذه الكاشفات مباشرة على طول السياج المحيط بموقع الحفر، وهناك 24 محطة كشف أخرى بالتحكم بالراديو تحيط بالموقع على مسافات 500 و1000 متر، ويحتوي كل واحدة منها على 3 أجهزة استشعار مختلفة ليست فقط قادرة على الكشف عن الغاز، بل أيضاً ثاني أكسيد الكبريت والميثان .

وشدد زيله على أن الطلب على النفط والغاز سيستمر في الارتفاع على مستوى العالم، وينبغي على صناعة الاستكشاف والإنتاج مواجهة هذا التحدي من خلال التكنولوجيا الحديثة والكفاءة ومفاهيم جديدة للشراكة .

وذكر أن الطلب على حلول أكثر كفاءة لاستخدام احتياطيات النفط والغاز يزداد أيضاً في منطقة الشرق الأوسط، حيث تزداد أيضاً أهمية الإنتاج من المكامن المعقدة والصعبة، وتعتبر المهارات الهندسية في فينترسهال جزءاً لا يتجزء من ركائز الشركة على مدى السنوات الثمانين الماضية، ويعود ذلك إلى أن عمليات الإنتاج في موطن الشركة الأصلي، في أوروبا وخاصة في ألمانيا، كانت دائماً معقدة . فبدون تكنولوجيا وإدارة مثالية للمشروعات لن يكون العمل هنا ممكناً، ولن يكون أيضاً ممكناً في المستقبل .

واضاف زيله في أبوظبي: "لا غنى عن النفط والغاز أيضاً في المستقبل" . وهذا ما تؤكده الأرقام الصادرة عن وكالة الطاقة الدولية، والتي تتوقع، على سبيل المثال، ارتفاع الطلب العالمي على الطاقة في عام 2035 بنسبة تزيد على الثلث، وستتم تغطية نحو 75 في المئة عن طريق استخدام الوقود الأحفوري، وخاصة النفط والغاز .

ولفت أن الطلب العالمي المتزايد يؤدي إلى تحديات كبيرة في مناطق محددة، وهذا ينطبق بشكل خاص على البلدان العربية، التي ستواجه في المستقبل، مهمة الحفاظ على مكانتها باعتبارها أهم منطقة في العالم لتصدير الطاقة الأحفورية وفي الوقت نفسه تغطية احتياجاتها المتنامية بسرعة من الطاقة، وكذلك أيضاً التعامل مع المكامن المعقدة .

ونوه رئيس مجلس إدارة فينترسهال إلى أن العالم العربي لديه أفضل الظروف لمواجهة هذا التحدي إذا تم استخدام التكنولوجيا الصحيحة، حيث توجد في العالم العربي حقول ضخمة وغير مطورة من الغاز الحمضي، تتصف بصعوبتها الكبيرة من الناحية التكنولوجية، ولا ينبغي أن ننسى الحقول الناضجة في الشرق الأوسط التي يصعب استغلالها في حين أنها توفر إمكانات هائلة .