الملاح الفرنسي ايف بارلييه

شكلت رياضة ركوب الامواج مع التعلق بمظلة طائرة للدفع، مصدر الهام لبحار فرنسي للانطلاق في مشروع غريب الاطوار يقضي بتزويد اليخوت وسفن الصيد والشحن بمظلات ساحبة بقوة الهواء.

واطلق هذا الملاح ويدعى ايف بارلييه على مشروعه اسم "بيوند ذي سي" (وراء البحار)، وهو ضمن المشاريع الابتكارية التي يجري العمل على تطويرها منذ عشر سنوات في فرنسا، بهدف تعزيز الانشطة الاقتصادية المراعية للبيئة.

فربط سفينة طولها 200 متر بمظلة مساحتها 320 مترا مربعا، يتيح الاقتصاد في المحروقات بنسبة 25 % في رحلة اجتياز للمحيط الاطلسي مثلا، اي 134 طن من انبعاثات غاز ثاني اوكسيد الكربون، بحسب ما يشرح ايف بارلييه لوكالة فرانس برس.

ويرى خبراء من الأمم المتحدة ان هذه التقنية قد تؤدي الى جعل السفن تتخلى عن 20 % من استهلاكها للوقود، علما ان 90 % من حركة نقل البضائع في العالم تجري في البحر، ولذا فان الاثر سيكون كبيرا على الحد من انبعاثات غاز ثاني اكسيد الكربون.

ويقول ايف بارلييه "ان النقل البحري يشكل 50 % من استهلاك الوقود في العالم، و13 % من انبعاثات غازات الدفيئة" المسببة لارتفاع حرارة الارض.

ولذا فان استخدام هذه التقنية المساعدة سيكون له اثر واضح.

ولتطوير هذا المشروع الذي يندرج ضمن برنامج يرمي الى التوصل الى ملاحة بحرية نظيفة وآمنة ومنخفضة التكاليف، حصل البحار الفرنسي على 4,4 ملايين يورو من اصل ميزانية تقدر بخمسة عشر مليونا وتمتد على اربع سنوات.

اطلق هذا المشروع في ايلول/سبتمبر من العام 2014، وجرب للمرة الاولى على سفينة صيد تزن تسعين طنا. ويسعى القيمون عليه اليوم الى ان يتوصلوا خلال اربع سنوات الى تصميم جناح مساحته 200 متر مربع لجر السفن التي يبلغ طولها بين 18 مترا وستين، وخصوصا سفن الصيد واليخوت.

وفي مرحلة لاحقة، سيجري العمل على تصميم اجنحة مساحتها 800 متر مربع لدفع سفن الشحن الضخمة.

ويشارك ايف في مشروعه مركز ابحاث تابع لكلية انستا بروتانيه للهندسة، وشركة "اي أم آ- سي أم جي"، وهي ثالث اكبر شركة شحن في العالم. وستضع هذه الشركة سفينة شحن تعمل على خط ملاحة عادي لاختبار هذه التقنية.

ويقول كوستيا رونسين الباحث في انستا بروتانيه "هناك العديد من المشكلات التي تواجه هذا المشروع، ولذا اطلقنا برنامج الابحاث".

ويضيف "لكن في ما يتعلق بالسلامة، فان هذه التقنية افضل من غيرها من تقنيات الدفع الهوائي".

ومن بين انظمة الدفع الهوائي الاخرى التي يجري اختبارها في العالم، تزويد سفن الشحن بمراوح هوائية قادرة على دفعها، او تقنية فليتنر التي تقوم على توليد الطاقة من توربينات هوائية.

لكن ما يميز تقنية الملاح الفرنسي انها خفيفة ولا تحتل مساحة، ويمكن ان تتلاءم مع كل انواع السفن.

وقد بدأت شركة الشحن الالمانية سكاسيلز باستخدام هذه التقنية فعلا، وجهزت اربعا من سفنها باجنحة طائرة.

ويقول مدير هذه الشركة لوكالة فرانس برس "حين تكون الرياح ملائمة، يتيح لنا هذا النظام ان نقتصد عشرة اطنان من الوقود يوميا، اي اكثر من خمسة الاف دولار وثلاثين طنا من انبعاثات غاز ثاني اكسيد الكربون".