التواصل الاجتماعي

قرّبت وسائل التواصل الاجتماعي المسافات بين البشر إلى حد كبير، وهذا التقارب والتفاعل نتج عنهما تداخل شديد بين الأفكار والثقافات، فوسائل التواصل الاجتماعي أصبحت اليوم في يد جميع الفئات العمرية، ونادرًا ما نرى شخصًا لا يمتلك حسابًا على إحدى هذه الوسائل. ولأن كل شيء جديد يحتاج إلى تنظيم وضبط، نتساءل كيف نحمي الأفراد والمجتمع من فوضى استخدام هذه الوسائل؟

الحقيقة أنه يمكن تجاوز فوضى الاستخدام من خلال التوعية، ومن خلال التعليم الصحيح لكيفية استخدام وسائل الاتصال الحديثة، خصوصًا لهؤلاء الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي بصوره تسيء لمجتمعنا المحافظ وديننا الحنيف الذي يحث على الأخلاق الحميدة، فواجب على من يستخدم مواقع التواصل الاجتماعي أن يكون واعيًا بالاستخدام الصحيح الذي يفيده ويفيد المجتمع، وأن يكون واعيًا بالقوانين المنظمة لاستخدام هذه الوسائل، فربما تنشر صورة لك مع أصدقائك في موقف أو مكان معين، ودون أن تدري ترتكب مخالفة أو جريمة إلكترونية بسبب عدم وعيك بالاستخدام الأخلاقي والقانوني الصحيح لهذه الوسائل، بل إنك يمكن أن تسيء إلى وطنك دون أن تدري.

ومن المطلوب من هؤلاء المستخدمين خصوصًا الشباب منهم الحذر من التعامل مع الحسابات الوهمية والمجهولة المصدر، التي ربما تبث أفكارًا هدامة أو تطلب منك بيانات خاصة تستغلها بعد ذلك في بث الشائعات أو السرقة الإلكترونية أو غيرها. كما أن استخدام الصور الشخصية، وكذلك صور الأفراد في الأماكن العامة لابد أن يكون بحذر، حتى لا يستغل أحد صورتك، أو تجد نفسك وقد انتهكت خصوصية أحد بحسن نية، فتجد نفسك مساءلًا أمام القانون.

التربية الإعلامية والتوعية الصحيحة بكيفية استخدام التكنولوجيا الحديثة أصبحت مطلبًا ملحًا يستوجب أخذه بعين الاعتبار ضمن المناهج الدراسية في المدارس، وكذلك يجب أن تركز وسائل الإعلام على تقديم هذه التوعية ضمن برامجها المختلفة، خصوصًا الموجهة للشباب.