أبوظبي – صوت الإمارات
أبرمت وكالة الإمارات للفضاء وكليات التقنية العليا مذكرة تفاهم لمدة خمس سنوات سيتعاون خلالها الطرفان على تنمية كوادر بشرية واستقطاب كفاءات وطنية للعمل في قطاع الفضاء الإماراتي، وذلك من خلال تقديم منح دراسية وتطوير برامج أكاديمية في قطاع الفضاء، وإنشاء مختبرات متطورة لبرامج الفضاء وأنظمة الأقمار الصناعية اضافة إلى توفير فرص تدريب عملي للطلبة.
ووقع مذكرة التفاهم كل من الدكتور محمد ناصر الأحبابي، مدير عام وكالة الإمارات للفضاء والدكتور عبد اللطيف الشامسي، مدير مجمع كليات التقنية العليا، بحضور محمد عمران الشامسي رئيس كليات التقنية العليا، وخليفة محمد الرميثي، رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء، وذلك في مقر كليات التقنية العليا بأبوظبي.
وعبر مدير مجمع كليات التقنية العليا الدكتور عبد اللطيف الشامسي عقب التوقيع عن فخر كليات التقنية العليا بهذا التعاون مع وكالة الإمارات للفضاء، والذي يمثل إضافة نوعية لمسيرة كليات التقنية، التي تسعى دائماً لطرح البرامج والمبادرات التعليمية بما يتماشى مع رؤية 2021 التطويرية للدولة، والتي تعتمد في تحقيقها على بناء الإنسان الإماراتي القادر على التنافسية العالمية والذي يتمتع بالكفاءة والموهبة للتعامل مع التحديات، مشيرًا إلى أن طموحات قياداتنا اليوم تصل إلى الفضاء، ويجب أن نعد شبابنا للانطلاق لهذا العالم الواسع، وتمكينهم من العلوم والتكنولوجيا والمهارات التي تجعل منهم اضافة حقيقية لمسيرة الدولة.
وأضاف أنه منذ إعلان القيادة الرشيدة دخول الإمارات رسميًا السباق العالمي لاستكشاف الفضاء، والذي وضعها على طريق اقتحام الفضاء ودخول هذه الصناعة العالمية التي كانت مقتصرة على الدول المتقدمة، فإن هذه الخطوة مثلت تحديا كبيرا يتطلب تكاتف الجهود لتحقيقه، وتلعب مؤسسات التعليم دورًا أساسيًا فيه لأنها المعنية بإعداد كوادر بشرية مؤهلة لذلك، معتبراً أن مذكرة التفاهم مع وكالة الإمارات للفضاء، ستعزز من مساهمة الكليات في جهود الدولة لدخول عالم الفضاء، خاصة أنها أكبر مؤسسة للتعليم العالي بالدولة، وتركز على تقديم التعليم التطبيقي التكنولوجي، ما يعني التميز بتقديم مخرجات وطنية ذات كفاءات أكاديمية ومهارية بمعايير عالمية في مختلف التخصصات التي يحتاجها سوق العمل. وذكر الدكتور الشامسي، أنه من خلال المذكرة ستعمل الكليات ووكالة الفضاء على تطوير برامج أكاديمية في قطاع الفضاء، ومراجعة المناهج العلمية المرتبطة بهذا القطاع، وإنشاء مختبرات متخصصة، وإتاحة فرص للتدريب وتقديم المنح الدراسية للطلبة في المجالات الهندسية والتكنولوجية وغيرها من التخصصات التي تخدم القطاع الفضائي، معبرًا عن امله في أن يحقق هذا التعاون أهدافه ويكون خريجو كليات التقنية العليا خياراً أولياً للعمل في هذا القطاع وغيره من القطاعات الحيوية المهمة بالدولة.
وأكد مدير عام وكالة الإمارات للفضاء الدكتور محمد ناصر الأحبابي، أهمية هذه الخطوة نحو تعزيز قطاع التعليم في الدولة وتسليحه بالقدرات اللازمة لتحفيز وتشجيع الطلبة على التوجه نحو دراسة علوم وتكنولوجيا الفضاء والعلوم ذات العلاقة، الأمر الذي من شأنه تهيئة وإعداد الجيل المواطن الذي يمتلك الكفاءات والقدرات للمساهمة في تطوير مراكز ومؤسسات الدولة العاملة في هذا القطاع الحيوي المهم الذي يشكل أحد الروافد الرئيسية للاقتصاد الوطني.
وذكر الأحبابي : في الوقت الذي يحقق فيه قطاع التعليم في الإمارات خطوات واسعة في التقدم فإنه يجد اهتماماً خاصاً من قبل صناع القرار لتعزيزه بشكل يسمح بتطوير وتأهيل كوادر تعمل على قيادة القطاعات المختلفة وتحقيق أهداف الدولة في تطوير اقتصاد لا يعتمد على الإيرادات النفطية، "كما يتسم القطاع التعليمي في الدولة وفي ظل التطور الذي تشهده الدولة بمرونته ما يتيح لنا فرصاً للعمل مع مختلف المؤسسات التعليمية الرائدة مثل كليات التقنية العليا لتطوير وتحديث المناهج بشكل متواصل بشكل يواكب هذا التطور ويلبي متطلبات قطاعات رائدة مثل قطاع الفضاء بالكوادر البشرية المؤهلة لقيادته".
وأضاف "سيعمل الطرفان على تطوير برامج أكاديمية في قطاع الفضاء ضمن برامج كليات التقنية، ومراجعة المناهج العلمية المرتبطة بهذا القطاع، وتلتزم الوكالة بتوفير الخبراء المختصين في طرح المساقات الدراسية المتعلقة بقطاع الفضاء لتعزيز إعداد البرامج، وسيعمل الطرفان معا على إنشاء مختبرات لبرامج الفضاء وأنظمة الأقمار الصناعية في الكليات، كما تلتزم الوكالة بتوفير فرص التدريب العملي للطلبة الدراسين في برامج الفضاء وذلك في مقرها، وستعمل أيضاً على المساعدة في توظيف الطلبة من خريجي كليات التقنية لدى جهات قطاع الفضاء الوطني وذلك بعد تخرجهم بدرجتهم العلمية حسب شروط التعيين المعمول بها في تلك الجهات".