الإمارات تحتل المرتبة الـ23 عالميًا ضمن مؤشر الجاهزية الشبكية

يتواصل زخم حقبة "إنترنت كل شيء" وتأثيرها الملموس في الارتقاء بحياة الإنسان اليومية على صُعِد عدَّة حول العالم، لاسيما في منطقة الشرق الأوسط وتزداد يومًا بعد آخر أهمية وقيمة الأعداد المتزايدة من الوصلات الشبكية، التي تربط بين الأفراد والعمليات والبيانات والأشياء ليبلغ عدد الأشياء المتصلة بالشبكة زهاء 50 مليارًا بحلول العام 2020 وزهاء 500 مليار بحلول العام 2030.

فيما تواصل الإمارات خطواتها نحو الرقي بالتقنيات الرقمية؛ حيث تحتل الدولة المرتبة 23 عالميًا ضمن مؤشر الجاهزية الشبكية للعام 2014.

ولم تَعُد "إنترنت كل شيء" مجرَّد نظرية تقنية؛ إذ طال تأثيرها كافة قطاعات الأعمال في منطقة الشرق الأوسط.

واليوم تستعد الشركات والمؤسسات العامة والخاصة حول العالم لحقبة الاقتصاد الجديد وما سيحققه من عوائد مالية تصل قيمتها إلى 19 تريليون دولار بحلول العام 2022.

ومن المتوقع أنَّ تحقق المؤسسات والهيئات العامة حول العالم قيمة تناهز 4.6 تريليونات دولار خلال حقبة "إنترنت كل شيء"، بفضل التوفير في النفقات، والارتقاء بالأداء، وتحقيق عوائد غير مسبوقة وإثراء تجربة المواطنين.

وفي المقابل، من المتوقع أنَّ تحقق الشركات نحو 14.4 تريليون دولار خلال حقبة " إنترنت كل شيء" بفضل الاستفادة من أصولها والارتقاء بأداء موظفيها وتعزيز سلسلة الإمداد والخدمات اللوجستية، وإثراء تجربة عملائها وتعزيز زخم الابتكار.

وستكون بلدان الشرق الأوسط، لاسيما بلدان مجلس التعاون من البلدان الأكثر استفادة من حقبة " إنترنت كل شيء" في تعزيز ريادتها في ابتكار الأعمال لما تتميز به من بنية تحتية شبكية قوية للبرودباند والإقبال الهائل على الأجهزة النقالة والقيادات ذات الرؤية الاستشرافية الطموحة والجاهزية الشبكية.

ووفقاً لمؤشر الجاهزية الشبكية 2014 الصادر عن " المنتدى الاقتصادي العالمي" احتلت الإمارات المرتبة 23 عالميًا من بين 148 دولة ويقيس مؤشر الجاهزية الشبكية ظروف السوق وحالة الاتصال الشبكي حول العالم.

وناقش المدير العام لشركة سيسكو في الإمارات العربية المتحدة، ربيع دبوسي، بعضًا من أبرز التوجهات التقنية التي ستدفع عجلة نمو القطاع التقني وتلعب دورًا رئيسيًا في دعم استعدادات الدول للانتقال للعام 2015.

منذ عهد ليس بالبعيد، كانت الحَوْسَبَة السحابية مجرَّد عبارة تقنية رنانة لا أكثر غير أنها أصبحت اليوم في طليعة الاهتمامات التقنية للشركات في منطقة الشرق الأوسط في إطار حرصها على تحقيق النقلة الافتراضية للبنية التحتية التقنية الفعلية.

وعالميًا، تتوقع "سيسكو" نمو حركة الحَوْسَبَة السحابية، والأعباء السحابية، والتخزين في بيئة الحَوْسَبَة السحابية.

وستتضاعف ثلاث مرات تقريبًا حركة مراكز البيانات حول العالم، وستستحوذ الحَوْسَبَة السحابية على 76 % من الحركة الإجمالية لمراكز البيانات.

 وبحلول العام 2018، سيملك نصف سكان العالم خدمة الإنترنت المنزلية وسيستخدم أكثر من نصف هؤلاء "53 في المائة" خدمة التخزين السحابية الشخصية.

ويقود الازدياد الهائل في استخدام الحوسبة السحابية ومراكز البيانات في منطقة الشرق الأوسط إلى زيادة مهولة في كمية البيانات وفئاتها الناجمة عن ذلك، بتأثير أعداد الأفراد والأشياء والأجهزة النقالة المتصلة بشبكة الإنترنت.

ويبدو واضحًا أنَّ الشركات الشرق أوسطية متحمسة لإدارة البيانات الكبيرة وتحليلها بما يعزز معرفتها ودرايتها بعمليات الأعمال ومتطلبات العملاء الحالية والمستقبلية.

وربطت المدن الذكية في أنحاء المنطقة ملايين المِجسَّات المثبتة في الأشياء من حولنا بشبكات الإنترنت اللاسلكية "واي فاي"، الأمر الذي يثمر عن بيانات يمكن استخدامها لنطاق عريض من الخدمات، بدءًا من تحديد موقع أقرب سيارة أجرة ومتابعة جودة الهواء، ووصولاً إلى رصد توجُهات الجريمة ومتطلبات المواطنين من خدمات الرعاية الصحية.

ويمكن للشركات أنَّ تستعين بالبيانات الكبيرة لتحليل مشتريات العملاء عبر الإنترنت طوال فترة زمنية ممتدة؛ من أجل تطوير منتجات جديدة تتلاءم مع احتياجاتهم، وتتبُّع الشحنات لتحديد طرق الارتقاء بأداء سلسلة الإمداد حول العالم، فضلاً عن رصد توجهات العملاء من واقع مشترياتهم حسب المناطق الجغرافية.

ولكي تتمكن الشركات والهيئات من تسخير البيانات الكبيرة لتحقيق فوائد عديدة، تقترح "سيسكو" منهجية من ثلاث خطوات لتستفيد الشركات والمؤسسات بالشكل الأمثل من البيانات الكبيرة؛ تحديد البيانات واحتياجاتها للأعمال، ثم تحديد البيانات التي يتعين عليها جمعها، والأهم من هذا وذاك كيفية إدماج تلك البيانات بعد جمعها في عمليات الأعمال.

وبعد الانتهاء من ذلك، يمكن للشركات والمؤسسات أنَّ تحدّد البنية التحتية اللازمة لتسير جَمْع البيانات.

ودأبت "سيسكو" على تقديم الدعم للشركات الشرق أوسطية في نشر حلول استقصاء معلومات الأعمال وحلول التنقيب عن البيانات وحلول تحليل الأعمال لتمكينها من استخلاص القيمة المنشودة من البيانات الكبيرة وإدارتها على أكمل وجه.

وفقًا لتقرير "مؤشر سيسكو للشبكات المرئية: تحديث توقعات حركة البيانات النقالة عالميًا في الفترة بين 2013-2018 "، سيتجاوز عدد الأجهزة النقالة المتصلة بالشبكة عدد سكان العالم بحلول نهاية 2014 بفضل الإقبال على التقنية المتقدمة ذات التكلفة المتدنية.

ومن المتوقع أنَّ تسجل منطقة الشرق الأوسط أسرع معدل نمو في حركة البيانات النقالة في العالم؛ بسبب التركيبة السكانية الفتية لبلدانها وشغف شبانها بالتقنية الحديثة بالإضافة إلى انتشار مفهوم طواقم العمل المتنقلة.

ويتوقع التقرير أنَّ تتضاعف حركة البيانات النقالة في بلدان المنطقة 14 مرة خلال الفترة من العام 2013 إلى العام 2018.

وأضحت الأجهزة النقالة وتطبيقاتها النقالة جانبًا أساسيًا من حياتنا اليومية، في مكاتبنا ومدارسنا ومنازلنا، ونعتمد عليها للتعاون في إنجاز المشاريع والتواصل مع أُسرنا وأصدقائنا، وهي أيضًا بمثابة " شاشة ثالثة" للمحتوى الرقمي.

يتوقع أنَّ تسجل منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا أعلى معدل نمو في العالم في الهواتف الذكية والحواسيب اللوحية المتوافقة مع النسخة السادسة من بروتوكول الإنترنت (IPv6)؛ إذ سيزداد عددها من 133 مليونًا في العام 2013 إلى نحو 598 مليونًا في العام 2018.

وفي سياق متصل، من المتوقع أنَّ تزداد أعداد التقنيات القابلة للارتداء مثل الساعات والنظارات الذكية وأجهزة مراقبة اللياقة البدنية على نحو كبير لتصل إلى 7.95 ملايين في 2018 مقارنة بـ 712.000 العام 2013.