دبي - جمال أبو سمرا
توقع مسؤولون في قطاع التقنية والاتصالات بالدولة أن انضمام مدينتي أبوظبي ودبي إلى قائمة المدن الخمس الأولى على مؤشر السعادة بحلول 2020، وذلك بعد إنجاز منظمومة التحول إلى مدن ذكية بالكامل. واعتبروا أن التحول إلى المدن الذكية يعد بمثابة أقصر الطرق لرفع مستويات السعادة بين الأفراد، مؤكدين أن دولة الإمارات تمتلك بالفعل مدنا ذكية على صعيد البنية التحتية الخاصة بالاتصالات والتطبيقات المتاحة على الأجهزة الذكية التي تسهم في تسهيل الولوج للخدمات الحكومية.
وقلل هؤلاء المسؤولين خلال جلسة "من الحكومات الذكية إلى المدن الذكية: الرحلة نحو المستقبل"، من المخاوف التي تثار فيما يتعلق بمنظومة حفظ البيانات الضخمة للمدن الذكية والتي قد تؤثر في حال اختراقها على الثقة في هذه الخدمات، لافتين إلى الإجراءات الصارمة التي يتخذها القائمون على هذه المدن لتحصين هذه البيانات أمام مخاطر الاختراق، موضحين بأن أهم تحد يواجه تسريع وتيرة التحول إلى منظومة المدن الذكية يتمثل في صعوبة تغيير ثقافة شرائح مختلفة من الناس في التعامل مع التكنولوجيا.
وناقشت الجلسة التي شارك فيها رئيس مجلس إدارة شركة الإمارات للاتصالات المتكاملة "دو"، كل من أحمد بن بيات ومدير عام مركز أبوظبي للأنظمة الإلكترونية والمعلومات، راشد لاحج المنصوري وأدارها الصحافي ريتشارد كويست من قناة "سي.أن.أن"، مدى جاهزية الإمارات للتحول إلى نموذج المدن الذكية.
وأوضح بن بيات: إن المدينة الذكية التي نتطلع لها هي التي توفر منصة للاستدامة والأفراد، وتلتزم بالعنصر الإنساني ولا تكون عبارة عن مجرد أنظمة، مؤكداً أن الإمارات تمتلك الأسس اللازمة لذلك، فالمدن الذكية هي بنية تحتية وخدمات ذكية تحت مظلة واحدة.
وفي ما يتعلق بحماية المعلومات، أشار إلى أن كل ما هو مرتبط بشبكة الإنترنت معرض للاختراق، ما يؤدي لمشاكل كبرى، فالبيانات الفردية هي مسؤولية كبيرة، ويجب التأكد من أنها محمية، أما المعلومات الأساسية فتوفيرها للجميع أساس نجاح المدن الذكية. واعتبر أن "التنفيذ يمثل التحدي الأكبر لتأسيس المدن الذكية، خاصة إذا أردنا التأكد من فاعلية الخدمات المقدمة، لكن هذا الأمر ليس مستحيلاً".
وتحدث عن صور الخدمات الذكية المستقبلية التي ستقدمها المدن الذكية، وأكد إنها قد تكون على صورة امتلاك كل فرد جهاز خاص يرتب له أمور حياته اليومية، فيحدد له مواعيد أخذ الدواء، أو حجم استهلاكه من الوقود.
من جهته، لفت راشد المنصوري: إن البنية التحتية للمدينة الذكية يجب أن تكون ديناميكية لتتمكن من الاستجابة لطلبات المتعاملين، ونحن نرى أن مدن الإمارات ذكية على صعيد الاتصالات، كما أنها ذكية كوننا نستمع للجمهور ونلبي احتياجاتهم، ولدينا تقارير وبيانات تأتينا من الجمهور ونعمل بشكل مباشر على حل المشكلات التي يواجهونها، ما يؤهلها فعلاً لتعتبر مدناً ذكية.
وأفاد بأن أهم تحدٍ يواجه المدن الذكية هو تغيير ثقافة الناس في التعامل مع التكنولوجيا، والتأقلم مع متغيراتها، الأمر الذي يتطلب تحديث السياسات وتجديدها من قبل الحكومات، وأكد أن تأسيس المدن الذكية يؤدي لارتفاع مستوى السعادة، وإذا قمنا بإدارة مدن الدولة بشكل صحيح من خلال إشراك الناس والاستماع لتوقعاتهم، ستصبح حياتهم سعيدة أكثر وستتمكن دولتنا من الحصول على مركز متقدم ضمن مؤشر سعادة الدول. واستعرض كويست خلال الجلسة نماذج من دول ومدن وحكومات عدة، وظفت الخدمات الذكية في التحول إلى مدن ذكية، وأكد أنه من المهم أن تستفيد دبي من هذه التجارب خاصة أنها تستعد لاستضافة حدث ضخم مثل "إكسبو 2020".
وأشار إلى أن سيريلانكا على سبيل المثال استخدمت البنية التحتية الذكية لتمكين الناس من الحصول على الخدمات الأساسية في جميع المجالات، كما أن هايتي أدخلت بعد كارثة تسونامي التكنولوجيا في المساعدات من خلال "نظام إدارة الأزمات"، الذي استخدم في مختلف المجالات من الرعاية الصحية والإمدادات المائية والاستجابة لأي حالة طارئة بوساطة الرسائل القصيرة.
وأوضح بأن خطة دبي 2021 ترمي ضمن أهدافها الأولى إلى رفع مستوى السعادة لدى الناس، وأن تصبح ضمن العشرة الأوائل عالمياً في مستوى السعادة، منوهاً بأن كوستاريكا هي الدولة الأسعد في العالم حالياً. وفي ختام الجلسة طرح المحاور سؤلاً على المشاركين حول توقعهم لانضمام أبوظبي ودبي لأفضل 5 مدن في مؤشر السعادة بحلول 2020، حيث أكد الجميع إمكانية حدوث ذلك حتى قبل هذا الموعد لاسيما وأن المدينتين حققتا إنجازات كبيرة على صعيد التحول إلى مدن ذكية والتي تترفع فيها مستويات السعادة.
وأشار مدير عام مركز أبوظبي للأنظمة الإلكترونية والمعلومات راشد لاحج المنصوري أن عدد مستخدمي تطبيق حارس المدينة ارتفع ليصل إلى 70 ألف مستخدم، لافتاً إلى نسبة التعامل الفوري مع البيانات الواردة عبر التطبيق وصلت إلى 85% على صعيد حل المشاكل.
وأوضح أن برنامج حارس المدينة ليس مجرد تطبيق على الأجهزة الذكية فحسب بل هو برنامج يهدف إلى الاستماع إلى آراء الجمهور وحل المشاكل وتقديم التوصيات من خلال فريق متخصص يجمع التقارير ويتابع معالجتها بشكل فوري فيما قد يستغرق التعامل مع بعضها وقتا أطول لكن بشكل عام هناك اطار زمني محدد لحل كل مشكلة. ويعمل تطبيق حارس المدينة على الهواتف المتحركة والذي يمكِّن سكان أبوظبي من تقديم بلاغات أو شكاوى أو حوادث تتطلب اهتماماً وتحقيقاً وإجراءات تصحيحية من السلطات المختصة.