جسم يشبه فقاعة صابون كونية ضخمة أُطلق عليها "سديم الفقاعة"

نشرت وكالة الفضاء ناسا NASA يوم الخميس الماضي صورة جديدة التقطها تلسكوب الفضاء هابل Hubble Space Telescope ويُختصر HST لما يشبه فقاعة صابون كونية ضخمة, وهذا الجسم يسمى «سديم الفقاعة» يبعد عن الكرة الأرضية ب 8 ألاف سنة ضوئية ، وهو سحابة من الغاز والغبار تسطع بواسطة نجم موجود في داخلها.

وسديم الفقاعة يقع ضمن مجموعه نجوم ذات الكرسي ، تم اكتشافه للمرة الأولى بواسطة الفلكي ويليام هرشل عام 1787 ، علما بأن هذه ليست المرة الأولى التي يرصد فيها السديم بواسطة تلسكوب الفضاء هابل, ونظرا لحجم السديم الكبير جدًا في السماء ، فإن الصور السابقة التي التقطها تلسكوب الفضاء هابل قدمت تأثيرا أقل, ولكن الآن يمكننا رؤية كامل السديم في صورة واحدة للمرة الأولى.

وتسمح الصورة الكاملة لـ«سديم الفقاعة»  أن ننظر بشيء من التأمل لهذا الغطاء المتناسق في أعماق الكون, ويعتبر هذا الغطاء الذي نراه هو نتيجة لتدفق غازي قوي يعرف بإسم «الريح النجمية»  يأتي من نجم لتشكل ضغطا قويا بواسطتها حيث طوق المادة النجمية يدفعها إلى الخارج مشكلة شكل الفقاعة.

وتتوهج السحابة الضخمة المحيطة بالنجم بواسطة الأشعة فوق البنفسجية، ومعروف أن قطر هذه الفقاعة أو السحابة يبلغ حوالي 10 سنوات ضوئية إلى أنها لا تزال في طور التمدد نتيجة ثبات الضغط للريح الشمسية, وحاليا معدل التمدد أكبر من 100000 كيلومتر في الساعة, وهناك أمر أخر حول هذا السديم وهو النجم في داخله الذي لا يقع في مركز السديم ، ولا يزال هناك نقاشات في الوسط العلمي لماذا لا يقع ذلك النجم في الوسط؟ وكيف أن هذه السحابة تامة الاستدارة حول ذلك النجم؟ من ناحية أخرى يتسبب ذلك النجم في الألوان الرائعة للفقاعة والتي تظهر بشكل بارز مقارنة بالصور السابقة.

ويمكن ملاحظة أن الفقاعة محاطة بما يسمى «بالعقد المذنبية» والتي يمكن رؤيتها بوضوح في هذه الصورة إلى يمين النجم، علما بأنه لا توجد لها علاقة بالمذنبات التي نعرفها ولكنها مجرد تسمية بسبب مظهرها, وهذه العقد منفردة بشكل عام حيث أنها أكبر حجما في النظام الشمسي ولها كتل مشابه للأرض ، تتألف من أشكال كروية من الغبار وذيول متدلية لامعة ومتأنية تحت تأثير النجم .

ويعتبر رصد هذه العقد والسديم في صورة واحدة مهم لأنه يساعد في فهم أفضل لمعرفة هندسة وديناميكية هذه الأنظمة المعقدة.وهذه الصورة الجديدة نشرتها وكالة الفضاء ناسا احتفالا بمرور 26 سنة على وجود تلسكوب الفضاء هابل في المدار, ففي يوم 24 نيسان/أبريل 1990 أطلق هابل إلى الفضاء على متن مكوك الفضاء  ديسكفري (STS-31) كأول تلسكوب فضائي من نوعه ، وفي كل عام يتم اختيار أحد الأجسام الفضائية احتفالات بهذه المناسبة وفي هذا العام 2016 تم اختيار «سديم الفقاعة».