بناء تليسكوب "ثيرتي ميتر" على أعلى جبل في ولاية هاواي

منح مجلس أراضي ولاية هاواي ترخيصًا لبناء تليسكوب "ثيرتي ميتر" الذي تبلغ قيمته 1.4 مليار دولار أميركي على أعلى جبل في الولاية يسمى ماونا كيا، لكن من المحتمل أن يستأنف المعارضون القرار أمام المحكمة العليا في الولاية، وكان المتظاهرون ناجحين في عرقلة البناء في الماضي، حيث أعلن في وقت ماضي فريق مشروع البناء أنه اختار إقامة المشروع على جزر الخالدات الإسبانية في المحيط الأطلسي كبديل محتمل لهاواي، وجاء القرار بعد معارضة من سكان هاواي ونشطاء البيئة لخطط بناء التلسكوب الذي يحمل اسم ثيرتي ميتر تلسكوب ويتكلف 1.4 مليار دولار في بركان ماونا كيا في جزيرة بيغ آيلاند في هاواي.

وقال رئيس مجلس إدارة المرصد الدولي للتلسكوب، هنري يانغ، إن المجلس بحث عددا من المواقع البديلة للتلسكوب، مشيرًا إلى أن المجلس اختار في نهاية المطاف لا بالما في أقصى غرب جزر الخالدات قبالة ساحل المغرب كبديل أساسي لهاواي، ولم يذكر البيان ما يجعل هذا الموقع على وجه الخصوص مثاليا لإقامة المشروع، ويأتي اختيار جزر الخالدات كبديل بعد نحو عام من منع المحكمة العليا في هاواي بناء التلسكوب على جزيرة بيج آيلاند، وخلصت المحكمة إلى أن مسؤولي الولاية تصرفوا بشكل غير ملائم عندما أصدروا رخصة بناء بدون إجراء عملية تعرف كجلسة استماع يمكن للمعارضين التحدث خلالها، إلا أن السلطات في هونو لولو، عاصمة ولاية جزر هاواي الأميركية، أعادت فتح الطريق إلى قمة جبل ماونا كيا التي أغلقت، بسبب احتجاجات على إقامة تلسكوب ضخم هناك، وأعلنت جامعة هاواي يوم أمس الاثنين أن الطريق سيعاد فتحها بعدما تم إصلاح الأضرار المادية التي تسبب بها مئات المحتجين الذين اقتحموا المكان، ورفضوا إقامة التلسكوب الذي يبلغ طوله 30 مترا، وأضافت الجامعة أن قرارا سيسري قريبا يمنع الاقتراب من المنطقة خلال الليل.

وقال حاكم الجزيرة ديفيد إيغ إن سلامة الطريق هددتها أفعال قامت بها "قلة من الأفراد" على حد تعبيره، وأعرب في الوقت ذاته عن سعادته لفتح الطريق من جديد، وكان محتجون اشتبكوا مع قوات الأمن في الخامس والعشرين من شهر يونيو الماضي بسبب معارضتهم وضع التلسكوب على قمة الجبل، لأسباب بيئية.
وبيّن المسؤول عن مرصد التلسكوب، هنري يانغ، أنّ المجلس المسؤول قرّر المُضي قُدماً بعد توقفٍ دام لأكثر من شهرين من المباحثات، حيث صرح يانج: "جعلتنا مدة الانقطاع عن العمل هذه أفضل كمنظمة على المدى البعيد، ونحن الآن مطمئنون، حيث سنكون أفضل كمنظمين وكجيران أثناء مهمتنا المؤقتة والمحدودة في استخدام هذه الأرض القيمة، التي ستتيحُ لنا استكشاف السماوات، وتوسيع آفاق العلم في خدمة البشرية".

وتقرر بناء التلسكوب العملاق على قمة مونا كيا، أعلى جبال جزيرة أوكيناي، والواقعة في جزيرة هاواي الكبرى، لكن الشركة توقفت عن عملها منذ نيسان/ابريل الماضي بعدما ألقت السلطات القبض على المتظاهرين الذين أغلقوا الطريق المؤدية إلى مكان المشروع، رافضين مغادرة الموقع، وقد قالت كيلوها بيسكيوتا، واحدة من المتظاهرين المعارضين لإنشاء هذا التلسكوب على أراضي هاواي المقدسة، في اتصال من سياتل، وهي في طريقها لإلقاء محاضرة عن المواقع المقدسة في هاواي، رداً على تصريحات يانج "أنا مؤمنة أن هذا الكلام ناتج عن قلة الإيمان"، يتلقى المشروع تمويلاً كبيراً من مؤسسة غوردن وبيتي موور، في سان فرانسيسكو، وجاء هذا التصريح بعد يومٍ من قرار المحكمة العليا في هاواي أنها ستستمع للاعتراضات على مشروع التلسكوب.

وأردفت "أشعر بالأسف أن السيد موور والتلسكوب الثلاثيني يصرون على مخالفة القانون"، لكن هنري يانج يقول أن معظم سكان هاواي يساندون المشروع TMT، حيث يقول "نحن نحترم ونقدر المتحفظين على هذا المشروع، لكننا نأمل أن يسمحوا لنا باستكماله، متفهمين حقهم في التظاهر السلمي"، ورداً على هذه التصريحات تقول بيسكيوتا أن التظاهرات ستستمر على مستوى الجزيرة كلها، مشيرة إلى أنّ "هذا يعني أننا سنُعتقل لأننا نطالب بتطبيق القانون وليس لأننا نخالفه!" تمتاز قمة مونا كيا بسماء صافية على مدار 300 يوم في السنة، مع وجود حد أدنى من التلوث الهوائي والضوئي، وهذا المشروع هو تشارك بين جامعات ومعاهد من أميركا وكندا واليابان والصين والهند، وفي تصريح لحاكم الولاية ديفيد أيج في شهر نسيان/أبريل فقد أتُيح للمشروع العمل قانونياً، بعدما قضى مسانديه سبع سنين من التخطيط وتحصيل الموافقات للبدء به، محترماً من جهة أخرى حق المتظاهرين.

وتشكل مجموعة من الجامعات في كاليفورنيا وكندا شركة التليسكوب، مع شركاء من الصين والهند واليابان، والمرآة الأساسية للتليسكوب قطرها 98 قدما (30 مترا)، وبالمقارنة مع أكبر تليسكوب مرئي موجود في العالم، فإنه سيكون 3 مرات على نطاق واسع، مع 9 أضعاف مساحة أكبر، وقال مسؤولو التليسكوب ان مونا كيا، وهى بركان خامل، كان الخيار الاول، ووصفه بانه افضل مكان فى العالم لعلم الفلك.

وتوفر القمة رؤى واضحة للسماء لمدة 300 يوم في السنة، مع القليل من التلوث الجوي والضوء، وقد اختاروا موقعا بديلا في جزر الكناري الإسبانية إذا تعذر بناء المقراب في هاواي، وبعد 44 يومًا من الشهادة الأخيرة أمام مجلس أراضي الدولة، أوصى قاض متقاعد يشرف على جلسة الاستماع بمنح التصريح، وشروط يحضر فيها الموظفون التدريب الإلزامي على الموارد الثقافية والطبيعية، وتملأ فرص العمل محليا "إلى أقصى حد ممكن".