دبي - جمال أبو سمرا
تثبت المرأة الإماراتية بمرور الوقت أنها قادرة على نيل مكانتها في عالم الإبداع والابتكار، تحقيقاً وتأكيداً على ثقة القيادة الرشيدة في جدارة المرأة واستحقاقها لأرفع المناصب والانتشار في كافة المهن التي كانت حكراً على الرجال .
تأكيداً لهذه المكانة نحاور نموذجاً من المبدعات المواطنات اللواتي يعملن دائماً على خدمة الوطن، هنوف علي أحمد النقبي خريجة كليات التقنية العليا بالفجيرة تخصص هندسة الإلكترونيات، ابتكرت جهاز رادار خاصاً بمواقف السيارات يرصد الوقوف المخالف للمركبات، بهدف التخلص من مشكلة إساءة استخدام مواقف السيارات بطريقة عشوائية مخالفة للقانون والتي يتعرض لها سائقو المركبات، لا سيما زوار المستشفيات والدوائر الحكومية ومراكز التسوق يومياً .
وأكدت النقبي أن الهدف من ابتكارها تصحيح السلوكات الخاطئة من قبل بعض أصحاب المركبات للتخلص من مشكلة باتت منتشرة وتزعج الجميع.
- حيث تقوم على نظام إلكتروني يرصد الوقوف الخاطئ للسيارات داخل المواقف، وذلك بالتقاط صور السيارات المخالفة كالسيارات التي تأخذ حيزين أو تقف على خطوط المواقف، أو في مواقف ممنوعة، أو انتهاء الرصيد والوقت الزمني للوقوف، ويعمل المشروع على حساسات لقراءة الشرائح وحساسات لقياس المسافة، وتوجد كاميرا لتصوير المخالفات وإرسالها إلى جهات الاختصاص، وذلك بهدف حل مشكلة كبيرة يعانيها معظم سائقي المركبات أثناء توقفهم في المواقف، سواء في مواقف المؤسسات العامة أو الخاصة، فمن المعروف أنه بمجرد وقوف مركبة واحدة بطريقة مخالفة، فسوف يضطر سائقو عشرات، إن لم يكن مئات المركبات، للوقوف الخاطئ متجاوزين الخطوط المحددة، وعلى الرغم من التحذيرات والمخالفات من الجهات المعنية للحد من تلك السلوكات الخاطئة داخل مواقف السيارات إلا أنه لا يزال هنالك سائقو مركبات يتجاهلون خطوط تنظيم المواقف، لتصبح مشكلة من أكثر المشكلات إزعاجاً، وتشكل خطراً على حياة المرضى عندما تحدث في المواقف الخاصة بالمستشفيات، ومن ناحية أخرى التأخير في إنجاز معاملات المراجعين لدى المراكز الحكومية، ومراكز التسوق .
- وأضافت هنوف" كنت في صدد البدء بتطبيق مشروع لتخرجي في كليات التقنية العليا قسم الهندسة الإلكترونية، تبادرت إلى ذهني عدة أفكار وأجريت بحثاً كثيفاً عن احتياجات الناس من الأجهزة إلى أن صادفني موقف جعلني ألتفت إلى وجود مشكلة حقيقية يعانيها الكثير من سائقي المركبات داخل المواقف، وهي وقوف المركبات بطريقة خاطئة مخالفة لقانون المواقف، وقعت بها أنا شخصياً حين ذهبت لأحد المستشفيات وبحثت عن موقف شاغر لسيارتي، ولكن لم أستطع الحصول عليه بسبب خطأ قام به سائق واحد فقط، أوقف سيارته بطريقة خاطئة مخالفة، جعلت الباقين يخطئون بنفس الطريقة، أدى ذلك إلى ضياع 3 مواقف هدراً بسبب هذا الخطأ . من هذا الموقف تولدت لي فكرة "رادار المواقف"، فتوجهت فوراً لإنجاز الفكرة وتطبيقها واقعاً، وقدمت الفكرة مشروع التخرج، وما سهل عليّ الأمر كوني خريجة هندسة إلكترونية من كليات التقنية العليا .
- مشيرة " أن مبدأ مشروع رادار المواقف سهل، والأدوات التي استخدمتها بسيطة بحيث تمكنني بعد ذلك من العمل بسهولة على نطاق واسع في أي مكان يتطلب فيه وجود الرادار، وباختصار فإن الطريقة التي سيعمل عليها المشروع هي رصد ملامسة عجلات المركبات للخطوط المحددة لمساحات مواقف المركبات لمدة ما بعد الخمس دقائق ليتسنى للسائق تعديل مركبته بشكل صحيح، أو التوقف المخالف لقانون الوقوف داخل المواقف".
- وأوضحت " شغلت التكلفة اهتماما كبيراً لدي، وأستطيع القول إن تكلفة التصنيع غير مكلفة، بناء على دراسة اقتصادية قمت بعملها كانت نتائجها تقريباً 4000 درهم لكل موقف يتسع لمئة (100) موقف سيارة، بما في ذلك كافة أجزاء الرادار، والتركيب الكلي للأدوات على الأرض فكانت القيمة الإجمالية تقدر بنحو 132000 درهم، وأيضاً عملت على استبيان عن المعدل المناسب لأسعار المخالفات، وكان الحاصل هو 400 درهم لكل مخالفة، من بعد ذلك أجريت حساباً على مدار سنة كاملة كم سيكون العائد، وكانت النتيجة مرضية بشكل كبير، بحيث إن كانت هناك 10 مخالفات يومياً، فإن القيمة العائدة ستكون بما يقارب مليون ونصف المليون درهم، أي عشرة أضعاف ما تكلفناه لبناء المشروع، وإن كانت هناك فقط 3 مخالفات يومياً أيضاً سيكون العائد كبيراً بقيمة مقدارها نصف مليون درهم تقريباً، وهذه الفوائد ترفع من إيجابية المشروع وتدل على نجاح الفكرة وأيضاً تساعد على التمويل لتعميمها على أكبر عدد من المراكز والدوائر والمنشآت ومن ثم التقليل من تلك المشاكل بأقل قيمة مدفوعة .
أما فيما يخص عرض المشروع على الجهات المعنية، فقمت بعرض المشروع في كلية التقنية العليا بالفجيرة على رجال الشرطة ومسؤولين من إدارة المرور وبعض المهتمين بأفكار الشباب واختراعاتهم وأعمل حالياً على عرضها رسمياً كمشروع متكامل على الجهات المعنية، وأود التنويه هنا إلى أن الهدف من رادار المواقف ضبط السلوكات الخاطئة داخل مواقف السيارات وليس مشروعاً تجارياً أو ربحياً، والمبدأ فقط لحل مشكلة أزمة المواقف أمام المنشآت الحيوية .
- ولفتت هنوف" أعمل حالياً على ذلك على أمل تحقيق الوصول إلى ما أسعى إليه لتسجيل الفكرة ضمن قانون حقوق الملكية الفكرية في وزارة الاقتصاد .
- مشيرة أن كل جديد بالحياة سيواجه صعوبات أو معوقات في البداية ولكن بالإرادة والإيمان بالفكرة نتحدى الصعاب، خصوصاً ونحن في الإمارات السباقة إلى التطور والتقدم بفضل الله وقيادتنا الحكيمة .
- وأكدت أن الأهم في مشروعه هم مواقف المستشفيات والمراكز التجارية ومراكز التسوق، والبقية حسب الأهمية .
- وأضافت" بإذن الله أطمح لأن أرى مشروعي يطبق في جميع أرجاء دولتنا وعلى مستوى العالم، وستكون فكرة إيجابية ضابطة للسلوكات الخاطئة ورادعة للمخالفين وحلاً لمشكلة الإزعاجات التي تحدث باستمرار داخل مواقف السيارات، كما أتمنى أن يعرض على العالم من خلال معرض إكسبو 2020 ".
- وأعربت أن نادي الفجيرة العلمي له دور كبير، فهم يقدمون كل الاهتمام والدعم المعنوي والمادي للمساعدة في تنفيذ الأفكار وعرضها على الجمهور من خلال المعارض والأنشطة ضمن برامجهم، وكان مشروع رادار المواقف مجرد فكرة أبحث لها عن طريقة تنفيذ مميزة وبسيطة وغير مكلفة، ومساعدة المسؤولين والمهندسين الخبراء في النادي العلمي أفادت كثيراً وتشجيعهم للبدء فوراً في تنفيذ الفكرة كونها غير موجودة في العالم جعلني أنجز المهمة بكل سهولة وتشجيع النادي ولله الحمد، ويعود الفضل للنادي في عرضه المشروع على المهتمين والمعنيين ضمن أنشطتهم وبرامجهم الفعالة، أقدم لهم كل الشكر .