دبي – صوت الإمارات
أكد الشريك المؤسّس الرئيس الفخري لـ"ميديا لاب" في معهد ماساشوستس للتكنولوجيا، البروفيسور نيكولاس نيغروبونتي، إنه "لا يتنبأ المستقبل، لأن المستقبل ما نصنعه، وليس ما نتوقعه".وأوضح خلال جلسة بعنوان "ما مستقبل المستقبل؟"، ضمن أعمال الدورة للقمة العالمية للحكومات، أنه "علينا أن نصنع المستقبل، عبر فهم المتغيرات المتسارعة التي أنتجتها الثورات العلمية والتقنية، والبناء على أساسها".
وأكد نيغوروبونتي، أنه لا يوجد دولة استثنائية وكل ما يقال عن تميز إحدى الدول وتقدمها على الأخرى غير مطابق للواقع، وذلك لأن كل الدول تتشابه في حاجتها إلى الأشياء الأساسية نفسها المطلوبة لحياة الفرد البسيط، الذي يعيش في المجتمع، بغض النظر عن البلد الذي يعيش فيه.وأوضح أن هناك كثيرًا من الخدمات الاجتماعية والإنسانية يجب أن يؤديها القطاع العام لتكون بعيدة عن تحكم قوى السوق، مشيرًا إلى أهمية تطوير مؤسسات القطاع العام، الذي لا يمكن أن يتخلى عن دوره في عملية البناء والتنمية.
وأشار إلى أن تلك الحقيقة تستدعي توحيد العالم عبر شبكة من الأقمار الاصطناعية تبعد عن الأرض مسافة لا تتجاوز الـ500 ميل، من أجل ربط كل بلدان العالم عبر نقل حي لما يجري في أي بقعة على الأرض، لاسيما إذا ما تم العمل على تصميم شبكات إلكترونية لنقل المعلومات الحية حول التطورات في مجالات حيوية مثل الصحة على سبيل المثال.وأسس نيغروبونتي مؤسسة جهاز كمبيوتر محمول لكل طفل، عام 2005، بهدف توفير جهاز لكل طفل في سنّ الدراسة حول العالم، ويعتقد أن البلدان النامية ستكون في الواقع أسرع من الدول المتقدمة في تبني الكتب الإلكترونية.
وذكر نيغروبونتي إن العالم كان يفترض أن يتوحّد بعد اختراع الإنترنت الذي ربط العالم عبر شتى وسائل الاتصال، إلا أن ذلك لم يحدث، لأن استخدام الإنترنت لايزال مكلفًا لبعض الفئات الاجتماعية في بعض الدول، مطالبًا أن بتوفير الإنترنت مجانًا مثل الإنارة في الشوارع والمدارس الحكومية والمكتبات العامة.وعرض نيغوروبونتي أمثلة على بعض الموضوعات والتطورات التي تحدث عنها وبدت ضربًا من الوهم في حينها، مثل طرحه إمكانية استخدام الأصابع على شاشات الحاسوب، مشيرًا إلى أنه أصرّ في وقتها على أن المسألة تحتاج إلى وقت فقط.
وتابع أن كل شيء ممكن التفكير في تطويره بما يتعلق بما نستخدمه من أجهزة وتقنيات يمكن بالفعل أن يتحقق، غير أنه يحتاج إلى وقت ريثما يمكن لكل العوامل المتعلقة بإمكانية تحقيقه أن تتكامل، مثل نوع الشرائح الإلكترونية، على سبيل المثال.