الشارقة - نور الحلو
أكد خبراء ومتخصّصون في الشؤون الأمنية والشرطية أنَّ الشرطة الإماراتية قادرة بشكل متميز ومهني على حماية الجمهور من أخطار الجريمة الإلكترونية وتهديدات مواقع التواصل الإجتماعي المختلفة، وأنَّ هناك فرقًا أمنية تتابع بلاغات الجمهور على حسابات الشرطة في هذه المواقع؛ لاتخاذ التدابير اللازمة على مدار الساعة.
وأضاف الخبراء أنَّ دولة الإمارات العربية المتحدة كانت من بين أوائل الدول التي تعاملت بشكل فوري وعاجل مع الجرائم الإلكترونية، وأنَّ تواصلها مع الجمهور على مواقع التواصل الإجتماعي شكّل عامل ثقة وأمان واطمئنان، وحاز على نتائج مرتفعة من رضا المتعاملين.
وجاءت هذه التأكيدات وغيرها، خلال ندوة مفتوحة على محطة التواصل الإجتماعي بعنوان "شبكات التواصل الإجتماعي والجرائم الإلكترونية"، وشارك فيها القائد العام لشرطة الشارقة، اللواء حميد محمد الهديدي، والقائد العام لشرطة دبي، اللواء خميس مطر المزينة، وأدارها الإعلامي محمد السويدي، وحضرها جمهور غفير من المتخصّصين في الشؤون الشرطية والأمنية والمهتمين وأفراد الجمهور من زائري معرض الشارقة الدولي للكتاب.
واستهل الهديدي حديثه بالإشارة إلى أنَّ "مواقع التواصل الإجتماعي أثّرت كثيرًا في حياتنا المعاصرة، وأصبح من الصعوبة الإستغناء عنها، وأننا نحرص على استثمار هذه الوسائل المهمة في التواصل مع الجمهور، ونحب أنَّ نطمئن الجميع أنَّ الشرطة الإماراتية لديها من الإمكانات والمهارات والموارد والخبرات والطواقم المؤهلة مانستطيع أنَّ نطمئن به الجميع على عدم القلق من التهديدات الإلكترونية المتمثلة بالجرائم الإلكترونية ولا مشكلات وتحديات مواقع التواصل الإجتماعي، ويستطيع المتضرر تقديم بلاغ حول المشكلة وبامكاننا التعامل معه وحله بالطريقة التي تكفل حقه".
كما بيّن المزينة أنَّ استخدام مواقع التواصل الإجتماعي في أجهزة الشرطة تعد ثورة وليس تطورًا، وبحسب دراسة مسحية أجريت في الولايات المتحدة الأميركية ثبت بأنَّ 75% يرحبون بالتواصل مع الشرطة عبر مواقع التواصل الإجتماعي، وأنَّ الشرطة تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي في فهم سلوك المجتمع والتنويهات ونشر المعلومات والوقاية من الجريمة ومنع وقوعها، وكذلك في إدارة الأزمات والكوارث، مؤكدًا أنَّ شرطة دبي استحدثت في آذار/ مارس من العام 2013 إدارة شبكات التواصل الإجتماعي وأطلقت رسميًا حسابات شرطة دبي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتصدّرت قنوات التواصل الاجتماعي قائمة الوسائل المفضلة للحصول على المعلومات في شرطة دبي خلال العام 2014، وأنَّ 70% من المتعاملين مع شرطة دبي يعتقدون أنَّ مواقع التواصل الاجتماعي مصدرًا لمعلوماتهم.
وأشار الهديدي أنَّ الشرطة حريصة على أنَّ تبث رسائل توعية للجمهور لتعزيز الجوانب الإيجابية، وأنَّ شرطة الشارقة تسلمت الكثير من البلاغات التي تواصلت معها عبر مواقع التواصل الاجتماعي في عدد من القضايا المهمة، وحقق التعاون نجاحًا لافتًا، ورأى أنَّ تعزيز تعاون الجمهور مع الشرطة في مواقع التواصل الاجتماعي يعزز خدمات الشرطة، ويصب في التخفيف والقضاء على مشكلات أخرى مثل الإشاعات، وكذلك تعريف الجمهور ببعض الإرشادات، والخدمات المرورية وغيرها.
وحول حجم التفاعل مع جميع حسابات شرطة دبي عبر قنوات التواصل، أكد المزينة أنه بلغ حتى 12 من تشرين الثاني/ نوفمبر 1.283.422 متابع، في متوسط زيادة شهرية يبلغ نحو 6466 متابع، وأنها تحولت الى الخدمات الذكية بنسة 100%، وهي تقدم حاليًا نحو 75 خدمة ذكية تم إطلاقها للجمهور منذ تشرين الثاني 2014، وقد بلغ عدد مستخدمي النسخة الهاتفية لموقع شرطة دبي 1.552.279 مستخدمًا، وبلغ إجمالي عدد المعاملات المنجزة منذ إطلاق باقة الخدمات الذكية 7.442.426 معاملة، فيما بلغ إجمالي المبالغ المحصلة منذ إطلاق الخدمات الذكية نحو 66.277.655 درهم.
وحول حجم الإنتشار الإعلامي المحلي والعالمي لأخبار الخدمات الذكية في شرطة دبي، ذكر المزينة: "بلغ متابعي أخبار تطبيق شرطة دبي على نظارة غوغل في أميركا 570 مليون مشاهدة، من آيار/ مايو الماضي وحتى 13 من تشرين الثاني الحالي، و20 مليون مشاهدة على الموضوع نفسه، وللفترة نفسها في الإمارات.
وأشار المزينة إلى أنَّ شرطة دبي تستخدم مواقع التواصل الاجتماعي كطريقة غير مكلفة لحفظ الأمن والنظام العام، وبلّغت كلمات الشكر والإشادة التي حازتها من الجمهور على مواقع التواصل 949، كما تمّ تسلم 396 اقتراح وملاحظة، و116 معلومة أمنية، و624 بلاغ جنائي، و3974 بلاغ واستفسار عن خدمات شرطة دبي، و360 شكوى عامة على خدمات وممارسات وإجراءات الشرطة خلال العام 2014، كما بلغ حجم المتابعة في المواقع المذكورة 114 مليون متابعة خلال 6 أشهر.
وأكد الهديدي أنَّ التحديات التي تواجه الشرطة تكمن في ظل التطور السريع الذي يشهده المجال التقني، والتزايد في أعداد المستخدمين، وهذه التحديات تقابلها الشرطة بمزيد من الجهود التي تصب في تعزز عمل الفرق المتخصِّصة في مكافحة الجريمة الإلكترونية، والتعاون مع الجمهور لتفعيل دوره في مكافحتها ومساعدة الشرطة في أداء مهماتها على الوجه الأمثل، واشار المزينة إلى أنَّ أنواع الجرائم الإلكترونية التي رصدتها شرطة دبي ترواحت بين: قضايا النفس والعرض، وقضايا النصب والاحتيال، وقضايا التزوير والبطاقات الإئتمانية، وقضايا أمن المعلومات، وحذر من التطبيقات "الخبيثة" التي تتنوع بين سرقة البيانات، والأرصدة، والاحتيال بالنقر، وتنزيل البرامج الغير المرغوب فيها، وأدوات التجسُّس، وفيروس النظام الذي يأخذ أحقية شاملة على موارد الهاتف الذكية للتحكم فيها.
وفي الإطار ذاته، استعرض المزينة البلاغات على الجرائم الذكية، التي انتقلت من أجهزة الحاسوب إلى الهواتف الذكية؛ حيث تعاملت شرطة دبي مع 74 بلاغًا عن استدراج وابتزاز عن طريق مواقع التواصل الإجتماعي، وبلاغين عن تطبيقات وهمية لاستهداف عملاء البنوك المحليين، و240 بلاغًا عن انتحال شخصيات الغير، و84 من بلاغات الاحتيال، واتخذت الإجراءات المناسبة حسب الضوابط والأصول في البلاغات المذكورة، وحول التحديات التي تواجه المؤسسات الأمنية.
وأكد المزينة أهمية إعادة النظر في تقييم وسائل تواصل الشرطة بالجمهور، وبيّن أنَّ شرطة دبي تلتزم بشكل دائم في نشر المعلومات ذات العلاقة بالمجتمع، وحازت على 81.6% من نسبة رضا الجمهور عن نشر المعلومات العام 2012، ووصلت في العام الحالي إلى 82.5% خلال العام 2014.
وفي ختام الندوة، أكد المزينة أنَّ شرطة دبي حريصة على المشاركة في المعارض المخصَّصة للكتاب، لاسيما معرض الشارقة الدولي للكتاب، والمعارض العالمية الأخرى كالقاهرة وبيروت والولايات المتحدة وغيرها، وحول وجهة نظر شرطة الشارقة أكد المزينة أنَّ القيادة العامة لشرطة الشارقة تحرص على المشاركة الواسعة في معرض الشارقة الدولي للكتاب، وأنها قدمت خلال المشاركة الحالية 15 إصدارًا جديدًا، بينها 5 للأطفال، و10 للبحوث الشرطية، بزيادة 3 اصدارات عن المشاركة في الدورة الماضي، وقد بلغ إجمالي مطبوعات شرطة الشارقة 178 مطبوعًا وبحثًا في المجالات الشرطية والقانونية والقصص المخصَّصة للأطفال.