الخلاف مع الشريك ما بين الحب والكبرياء

لا شك أن الكثير من الناس لديهم الاستعداد للموت في سبيل الدفاع عن الحق، ولكن أيضاً الكثير من الأزواج والزوجات لديهم الاستعداد أن يقتلوا علاقتهم الخاصة في أوقات المشاحنات والخلافات بينهما، بسبب الغضب وتعمد استخدام العند والكبرياء مع المشكلة. 

هناك فارق كبير بين الدفاع عن النفس وقت الخلاف، وبين الهجوم على الطرف الآخر لمجرد الانتصار عليه وإثبات أن وجهة نظري سليمة، ومن المحزن جداً أن يصر أحد الطرفين على عناده لمجرد تحقيق الشعور بلذة الانتصار على الشريك، والاحتفاظ بالصورة المثالية أمام الآخر، وهو الأمر الذي من شأنه أن يهدم العلاقة بأكملها. 

ويجب ألا نعتقد أن الانتصار على الشريك أثناء الخلاف حق وواجب، فالحياة الزوجية ليست حرب خسارة ومكسب بين طرفين، بل هي سفينة واحدة يكسب فيها الطرفين معاً أو يخسران معاً. وبالتالي يجب عند النزاع أو الخلاف بين الزوجين، تروي الحكمة والفطنة في التعامل مع الطرف الآخر، فالموضوع ليس من فينا على خطأ ومن صواب، بل القضية في كيفية تصحيح الخطأ وتدعيم الصواب، ويحدث هذا عندما لينسى أحد الطرفين خطأ الآخر، ليبدأ في تصحيحه بهدف استكمال مشوار الحياة الزوجية بطريقة محترمة ومتأدبة، فيها من الحب والمودة الكثير كما أمرنا الله عزوجل. 

فإن كنتِ عزيزتي الزوجة أو يا عزيزي الزوج ترى أن انتصارك على الشريك، أهم من علاقتك به، فأنت فعلاً في ورطة حقيقية لأن مثل هذا الأمر ينذر بانهيار العلاقة بأكملها، والكلمات هنا لا تعني التخلي عن الكرامة والكبرياء، بل تعني التخلي عن العناد، ومحاولة الوصول إلى نقاط مشتركة مع الشريك لحل الخلاف، والتنازل في بعض الأحيان لا ينقص من الكرامة في شئ، بل بالعكس ربما يزيد الحب والمودة بين الطرفين. 

وأخيراً .. أيها الأزواج والزوجات، إن كنتم بالفعل حريصين على علاقة زوجية صحية ومستقرة، فلا يدافع أحد منكم عن نفسه بقدر ما يدافع عن الآخر وعن العلاقة بأكملها، فلا يتصدى بعضنا بعضاً بقدر ما نتصدى لأي خلاف يمكن أن يسبب في توتر الحياة الزوجية، فلن يفوز صاحب الحجة وصاحب الانتصار، بل سيفوز صاحب المنطق في التعامل، والتسامح عند الغضب. بالفعل هناك الكثير من الخلافات .. ولكن هناك القليل من الأزواج هم من يستطيعون تحويل الخلاف إلى لحظات حب ومودة واتفاق.