عزيزتي الأم كثيرًا ما نقع جميعًا في خطأ جسيم لكننا لا نلحظه برغم أن آثاره كارثية على نفسية الأطفال. وتقول الخبيرة التربوية علياء أنور: عندما يخطئ طفلك بالبيت أو حتى يتململ من عمل الواجبات المدرسية فتسرعين أنت بتهديده بأنك سوف تخبرين معلمته أو حتى مدير المدرسة لمعاقبته في طابور الصباح أمام الجميع وتصورين له مدى الألم النفسي الذي سيقع عليه إن حدث ذلك والبديل أمامه أن يكون مطيعا لك حتى يتجنب ذلك. وتضيف: في الواقع أنت تدمرين نفسية طفلك وتجعلين الصورة الذهنية عن مدرسته سيئة للغاية وكأنها مركزا للتعذيب وليست مكانا للتربية والتعليم، والأفضل من الناحية التربوية أن تجعلي المدرسة مركزا للمكافآت له كأن تقولي له: إن فعل شيئا جيدا بأنك ستبلغين معلمته بأنك طفل جميل ومؤدب وغيرها من كلمات المديح. بالإضافة إلى ذلك عزيزتي الأم عليك بالاتفاق مع معلمته بالمدرسة أن تبرز الموقف الإيجابي الذي فعله طفله أمام زملائه بالفصل الدراسي أو حتى في طابور الصباح أمام جميع الحضور من زملائه ومدرسيه أو إهدائه هدية رمزية. في هذه الحالة تتحول المدرسة إلى مكان جميل يتعلق به طفلك ويتحول التعليم إلى شيء محبب لطفلك، وستلحظين تحسنا كبيرا في أداء طفلك المدرسي وتغييرا في سلوكه بالبيت والمدرسة، لأن العلاقة بين البيئة والمدرسة علاقة تكاملية، بحيث لا يكون هناك تعارض أو تضارب بين ما تقوم به المدرسة وما يقوم به البيت والتعاون في علاج مشكلات الطالب، وبخاصة التي تؤثر في مكونات شخصيته عن طريق تبادل الرأي والمشورة في بعض الأمور التربوية والتعليمية التي تنعكس على تحصيل أبنائنا التعليمي.