اختيار الاصدقاء

من الصعب جداً التحكم في اختيارات المراهقين، الذين يحبون التحليق بحرية انطلاقا من قناعاتهم الشخصية في فضاء اختياراتهم وكل ما يتعلق بحياتهم الخاصة، وضمنها اختيار أصدقائهم.
 
ويشير الخبراء الى أن الكثير من المراهقين لا يمتلكون معايير واضحة في اختيار أصدقائهم وهو ما قد يشكل خطرا عليهم ، خاصة اذا لم يتم هذا الإختيار وفق طرق سليمة، حيث يرغب المراهق في إثباث قوته بخياراته حتى ولو كانت خاطئة.

من هنا تطرح الكثير من التساؤلات تهم كيفية اختيار المراهق لأصدقائه؟، وماهي السُبل الكفيلة التي تساعدنا على تقديم مفاتيح الاختيار الجيد للصداقات في عالمهم بالتوجيه دون مساس حرياتهم وشخصياتهم؟.
 
يشير خبراء علم النفس أن مرحلة المراهقة تمثل مرحلة انتقالية في حياة الفرد، حيث ينتقل خلالها من نطاق الأسرة إلى المجتمع، وبالتالي ارتباطه بالأسرة يبدأ يقل تدريجياً، فيجد المراهق أصدقاء يتوافقون معه في ميوله ورغباته واتجاهاته ويرتبط معهم نفسياً واجتماعياً، فنجد مثلاً ظاهرة "الصديق الحميم"، وهي ارتباط المراهق بشخص واحد من خارج الأسرة قد يكون زميلاً في المدرسة، أو أحد أبناء المنطقة التي يعيش بها، وغالباً تكون العلاقة قوية بين المراهق وبين 

صديقه الحميم فتجدهم يزاولون معظم النشاطات اليومية مع بعضهما البعض، ويمارسون الرياضة سوياً، بل قد تجدهم يشتركون في معظم أمور الحياة، إلى جانب ظاهرة أخرى في المراهقة تعرف باسم ظاهرة "الثلة" ( مجموعة الرفاق) ، وهي عبارة عن مجموعة من الأفراد يتعلق بهم المراهق ويتخذهم جماعةً له، فيتأثر بهم، ويؤثرون عليه بشكل كبير قد يفوق -أحياناً- تأثير الأسرة.
 
نصائح لمساعدة إبنك المراهق على اختيار الصديق الجيد

 
1 - غرس المعايير الأخلاقية الجيدة في نفوس أبنائنا وبناتنا من مرحلة الطفولة، مثل الابتعاد عن الأشياء المحرمة، وعدم ممارسة الرذيلة واحترام الآخرين وغيرها.
 
2 – تقديم معايير للإبن أو الفتاة يتم على ضوئها اختيار صديق مهذب ، ولا يكذب، ولا يسرق، إضافة إلى أن يسهم الوالدان في تشكيل جماعة الرفاق أو الأصدقاء لدى المراهق أو المراهقة، مثل إذا عرف الأب أن ابن زميله مؤدب وعائلته محترمة يأخذ الأب ابنه لزيارة ابن زميله في المناسبات، حتى يحدث بينهم صداقة؛ وبالتالي يُصبح المراهق لديه صديق جيد اختاره الأب بشكل غير مباشر.
 
3 - أهمية وجود القدوة، بحيث لا يكون تباعد بين المراهق ووالديه؛ حتى يشعر أنهم قدوته، ويبحث عن أصدقاء يتحلون بقيم قدوتهم.
 
4 – تفادي فرض أسماء معينة للأصدقاء، إذ أن مرحلة المراهقة تتسم بالتمردّ والاستقلال، 
وإنما إقناعه باختيار الصديق المناسب.
 
5 - ضرورة متابعة واحتواء الأم، فلابد أن تكون قريبة من الفتاة المراهقة في هذه المرحلة، وأن تعرف من صديقاتها؛ لتفهم أكثر عن عالم الصداقة تلك، وكذلك الأب عليه أن يقترب من عالم أبنائه، فالدور مشترك بين الأم والأب فيما يتعلق بتربية الفتيات والذكور.
 
6 - أهمية وجود حوار يساعد على التقارب بين المراهق والأسرة، مع ضرورة أن يكون هناك قِيم تُغرس وتُعزّز داخل نفس المراهق، مع تحميله مسؤولية أنه ابن هذه الأسرة وهو من يمثلها.
 
7 – ينصح الخبراء في حالة ملاحظة وجود صداقات سيئة تقود إلى انحراف الابن فلابد بأن يتم التدخل بطريق غير مباشر، مثل أن يتم عرض مواقف معينة أمام المراهق والحديث عنها بشكل مفصل مع ترك مساحة لأفكار المراهق للتأمل.