ساعدي ولدك المراهق على بناء تقدير الذات

عادة ما تكون سنوات المراهقة هي الفترة التي يبدأ فيها المراهق بتنمية شعوره بالهوية، مع بناء انتمائه الخاص إلى محيطه. ولكن مع ذلك، فالتغيرات الهرمونية والضغوط النفسية نتيجة الدراسة قد تتسبب في عدم شعور المراهق بالثقة الكاملة بنفسه عند التعامل مع الوالدين أو الأشخاص المحيطين به من الأصدقاء أو الأقرباء.
 
تتميز مرحلة المراهقة بمجموعة من التغيرات والتحولات التي تطرأ على الفرد، فالمراهقة تعني الخروج من مرحلة الطفولة، ويبحث الولد فيها عن اندماج أوسع في مجتمعه وذلك من خلال تكوين علاقات وصداقات جيدة، واتساع دائرة معارفه، من خلال القيام بأعمال متميزة عن الآخرين في محاولة منه لإثبات شخصيته المستقلة.
ودائما ما يرغب الاباء في أن تزداد ثقة ابنهم المراهق في نفسه ومواجهة المواقف التي يتعرض لها بثقة، وألا يشعر بالخوف أو العجز. لأنّ الأشخاص الذين لديهم حس تقدير الذات ينجزون أكثر خلال الحياة ويكوّنون علاقات ناجحة أكثر.
 
يعتبر احترام الذات وتقديرها من أهم المشاعر الإيجابية، فهو يساعد الأشخاص على تحسين شعورهم تجاه أنفسهم، والاستجابة للأشخاص الآخرين ولأنفسهم أيضا بطرق صحية وايجابية.
 
ومما سبق يمكن القول، أن تقدير الذات يلعب دورًا كبيرًا ومهمًا في استمرارية النمو، وهو دليل على استقرار ونضجٍ ويعني ذلك إحساس الفرد بالثقة والاطمئنان.
وإليك بعض النصائح المثمرة كي تساعدي ابنك على بناء تقدير مرتفع لذاته

1- شجعي ابنك عند تصرفه الصحيح

ردّة الفعل الإيجابيّة تجاه ابنك عند قيامه بالفعل الصحيح مثل قول "لقد فعلتها على أكمل وجه"، هي رسالة مهمة لتشجيعه، كما أن ذلك يساعده على اكتشاف قدراته والتمكن منها. ولكن لابد من التوجيه والإرشاد له للقيام بالمهام بالشكل المطلوب. 
2- أعلمي ولدك بأنه محبوب

المراهق في حاجة لبعض الرسائل التي تصف مدى أهميته داخل الأسرة، وأنه محبوب من كافة أفرادها. وعليك أيضا أن تعلميه أن وجوده هام وأنك تحبينه كما هو. فلتلك الرسائل الأثر الكبير في عدة نواحي من خلال تفاعلك معه.
3- لتصحيح سلوك ولدك المراهق

كوني واضحة عندما يخطئ، وأخبريه بأنه مخطئ وعليه ألا يكرر ذلك.
اشرحي له الأسباب التي جعلته مخطئا ولماذا عليه ألا يكرر ذلك.
ارشدي ولدك للتصرف البديل لكلّ تصرّفٍ خاطئ.
مع مراعاة الأسلوب والمفردات المستخدمة للتواصل مع ابنك وتوجيهه. فبدلا من نهر الولد والتحدث بعصبية شديدة يمكنك استعمال بعض الإرشادات والتوجيهات ولكن من دون حدة وقسوة.
4- قومي بمجاملة ولدك والثناء عليه

عند التعبير عن المجاملة، عبري عنها في موضعها. حاولي أن تكون المجاملة حقيقية ومرتبطة بحدث حقيقي. قومي بتقديم المجاملات المباشرة، التي من شأنها أن تساعد ابنك على اكتساب خبرات حياتية ليتعلم منها. واعلمي جيدا أن للأولاد خلال مرحلة المراهقة القدرة على التمييز بين المجاملات الحقيقية والزائفة التي قد تؤثر سلبا عليهم.
5- تعرفي إلى اهتمامات ولدك

اظهري اهتماما بولدك واصدقائه وهواياته المفضلة، حتى وإن لم تعجبك، ولكن احرصي دوما على مشاركة ولدك اهتماماته الخاصة. فهذا هو أمر هام بالنسبة لابنك خلال مرحلة المراهقة، مما يساعد على خلق علاقة وثيقة مع المحيطين به وخاصة أمّه. حاولي دوما الاستماع إلى ولدك، مشكلاته ومشاعره الخاصة، فكل ذلك يبعث برسالة هامة لولدك بأنه شخص مهم وله قيمة، مما يساعده على الشعور بالإيجابية تجاه نفسه وتجاه المجتمع أيضا.
6- عوّدي ولدك على تحمل المسؤولية

احرصي على تعويد ولدك على تحمل المسؤولية منذ الصغر وإشراكه في إيجاد الحلول الصائبة للعقبات التي قد تعترضه خلال الحياة اليومية، مع فتح باب الحوار ومنحه الفرصة الكافية كي يعبر عن رأيه، كل تلك الأمور هي أمور فعالة تسهم بشكل كبير في بناء شخصية متزنة وتعزز من ثقة المراهق بنفسه. فمرحلة المراهقة هي المرحلة التمهيدية للنضج، لذلك لابد من اعتماد المراهق على نفسه وتعلم بعض الأمور التي تساعده في حياته، مثل طهي الطعام، وتنظيف غرفته، وهي مهارات تتحسن من خلال التدريب والممارسة المنتظمة. كما أنها تساعد المراهق على كسب ثقة كبيرة في قدراته وإمكانياته، وتشعره أيضا أنه فرد فعال داخل المجتمع المحيط به.