عناد الأطفال

مشكلة عناد الأطفال أصبحت شائعة لدى الكثير، وغالبا ما يكون الحديث عن طرق معالجة حالة العناد عند الأطفال، وهنا تكون الحلول كالدواء للمرض، ولكن يندر الحديث عن الأسباب التي تجعل الطفل ينشأ عنيدا ومن ثم تحدث المشكلة وتتفاقم حتى يضطر الأهل للشكوى من طفلهم ويسعون للحلول السريعة من أجل تفادي الأضرار.

الأخصائي التربوي زاهر الحكير يفيدنا في الموضوع من خلال الإجابة على الأسئلة التالية: كيف ينشأ الطفل عنيدا، وأين يكمن الخطأ في التربية؟!
ليس خلل جينيا أو وراثيا ينشئ الأطفال عناديون وليس تقليدا لأحد، بل هو صفة وطبع يكتسبه الطفل منذ ولادته، من خلال تصرفات المحيطين حوله جميعا وطرق التعامل معه، وهنا يجب أن نستعرض الأسباب التي تنشأ الطفل عنيدا وهي:
- تعزيز الفرق الجنسي بين الطفل وأخوته، فالطفل الذكر ينشأ عنيدا إذا سبقه أخوات إناث، وإذا لم ذلك في تعامل أهله سوف يتعلم العناد من مبدأ التميز عن الآخرين. وحتى العكس وإن ندر، فأحيانا فتاة لأخوة ذكور قد يؤدي إلى نفس المشكلة.

- زيادة الإحساس بالذات من خلال الاهتمام الزائد بكل ما يحدث للطفل سلبيا أو إيجابيا، يجعله تلقائيا عنيد في كل تصرفاته.

- كف سلطة الكبار عنه، بمعنى أن لا أحدا له سلطة عليه سواء عم أو خال أو حتى مدرس، بهذا لا يقدر الطفل الكبير مهما كان، ويجعله عنيدا في تصرفاته معهم.

- تولي كل مسؤوليات الطفل عنه، والقيام بجميع الأمور نيابة عنه، مما يعزز ثقة الزائدة بنفسه والتي تسبب العناد.

- عدم احتواء مشاعر الطفل في حال فقدان أحد الوالدين أو انفصالهما، أو حتى تغير المدرسة أو السكن، مما يجعل الطفل يعبر عن حزنه الداخلي بالعناد والمقاومة.

- التدليل المادي المفرط وتلبيه جميع الرغبات والتي هي من سمات العصر الحالي في التعامل مع الأبناء. فبعض الحرمان يفيد أحيانا.

- معاملة الطفل بأكبر من عمره ومحاسبته على تصرفاته كثيرا يجعله يقاوم ذلك بالعناد.
- وأخيرا: غياب الحوار في التعامل مع الطفل وعدم الأخذ برأيه في الأمور البسيطة، وعدم الإنصات إليه، هذه أقسى أنواع التعامل النفسي مع الطفل الذي ينشأ عنيدا.