تغيير ملابسك أمام طفلك

تتساءل العديد من الأمهات هل يمكنها تبديل الملابس أمام الصغير خاصة إن كان في سن صغيرة، وهل يؤثر هذا على نفسيته؟ وإلى أي عمر يمكن للصغير أن يرى والده أو والدته يبدل ملابسه أمامه؟

عري الكبار أمام الأطفال

غالبًا ما تبدل الأم أو الأب ملابسهما أمام الرضيع وربما يتحممان معًا، أو تجلسه معها على كرسيه إن أرادت الاستحمام وكانت وحدها في المنزل وليس هناك من تترك الصغير معه، وهذا طبيعي جدًا، ولا تؤثر على الصغير أبدًا إذ تظل فكرة تبديل الملابس أو الظهور عارية أمام صغيرك لا تؤثر على الصغير في السن أصغر من عامين، إذ لا يدرك الطفل بالضبط فكرة التفكير الجنسي ولم يكتشف جسمه بعد بل إنه لا يتذكر ما يراه ولا يستطيع الربط والتذكر.

يرى الكثير من التربويين وعلماء النفس أن الامتناع عن تبديل الملابس أمام الصغير هي فترة ما بعد العامين، ويرى البعض الآخر أنها في عمر الثالثة أو الرابعة إذ يبدأ الصغير في السؤال عن أعضائه الجنسية وقد يحكي أو ينقل بعض ما يراه أمام الآخرين.

ويختلف الأمر حسب إدراك الطفل ووعيه ومعرفته بأجزاء الجسم ومدلولاتها، وكذلك تعويدًا له على فكرة الحياء من الصغر، وتجنبًا لأي يحكي ما يراه بدون قصد، لذلك يعتبر السن المناسب هو منتصف السنة الثالثة، وربما قبل ذلك بقليل بمجرد تمام الثانية إن لاحظت عليه وعيًا وإدراكًا مبكرًا.


تعري الأطفال أمام بعضهم البعض أو أمام الآخرين في العموم

من النصائح المهمة جدًا في البداية ألا تعوّدي نفسك على تغيير الملابس لصغيرك أمام الآخرين في السنة الثالثة، ليتعلم أنه لا يجب أن يراه أحد عاريًا، وأن تؤكدي عليه أنه من المهم ألا يسمح لأحد بلمسه إلا ماما وبابا والجدة مثلًا إن كان يذهب إليها وحده أو الخالة أو العمة حسب الفرد الذي تتركينه أحيانًا معه.

يمكنك أن تشرحي الأمر بأن تقولي أن جسمك هذا يخصك، ولا يجب أن يراه غيرك، وأن ماما وبابا يرونه فقط لأنك صغير لن تستطيع مساعدة نفسك في ارتداء الملابس والحمام وهما يساعدانك، وبمجرد أن تكبر ستكون أنت المسؤول عن ذلك.

لا تربطي المكان بالقاذورات أو بالتحقير منه أو بالتخويف أو غير ذلك، حتى لا يصبح بالنسبة له مرتبطًا ارتباطًا سلبيًا، وهو ما قد يؤثر فيما بعد على الإناث تحديدًا بعد الزواج في الخجل المرضي حتى من الزوج، وهذا لا ينتفي أبدًا مع غرس فكرة الحشمة والحياء. ولا تعودي نفسك على تعرية صغارك أمام بعضهم البعض سواء كانوا فتيات أو فتيان، فالبعض يفترض أن الأطفال لو كانوا إخوة أو لو كانوا من الجنس نفسه فلا مانع.

قد يتعرى صغارك خاصة إن كانا طفل وطفلة أمام بعضهما البعض، أو طفلك مع أحد أبناء عمومته أو خؤولته، وربما يزيد الأمر بين الذكور والإناث بغرض الاكتشاف وفهم الاختلاف بينهما.

تعلمي أن تكوني هادئة إن حدث وسأل عن شيء ما أو رآك عن غير قصد أو شاهدته مع طفل آخر عرايا يحاولون ملاحظة جسد الآخر، فالانفعال والعنف يتسبب في ردود أفعال غير سوية للطفل فيما بعد، ويجعله شغوفًا لفهم ما منع منه. اعملي على توجيه الأطفال نحو السلوك الصحيح دون إظهار ما بدر منهم أمام الآخرين أو تأنيبهم عليه.

من المهم أيضًا فهم أساس الموقف، وهل هو مجرد رغبة في الاكتشاف، أو هناك طفل أكبر يتحرش به أو يهدده؟ وهل يتعدى الأمر مجرد خلع الملابس؟

أنهي الموقف بهدوء ودون صراخ متحدثة إلى الصغيرين أن هذا سلوك غير صحيح ولا يجب أن يتكرر، وأخرجيهما للعب أمامك. فيما بعد تحدثي مع صغيرك بهدوء واسأليه دون انفعال عن حقيقة الموقف. والتواصل مع والد ووالدة الطفل الآخر ومعالجة الموقف ببساطة.