القاهرة ـ صوت الإمارات
وكأنى معكِ الآن.. أنتِ نائمة وإذا بطفلك يبكي، فاستيقظت لترى لماذا يبكى، فإذا به درجة حرارته مرتفعة، وسرعان ما يبدأ قلبك بالضربات السريعة ويتسرب القلق والتوتر إليكِ، ولكن كـ«سوبر ماما» عليكِ أولاً أن تأخذى نفس عميق وتسترخى، وتفكرى ماذا يجب أن تفعلين الآن؟ ومتى تقلقين؟
كما تقول لنا امهاتنا «الأطفال يتحملون ما لا يتحمله الكبار»، فى البداية.. الحمى أو ارتفاع درجة الحرارة ليس مرض فى حد ذاته، لكنه عرض لمرض معين وليس معناه دائماً أن الطفل يعانى من مشكلة خطيرة، لكن على العكس ارتفاع درجة حرارة طفلك شيء جيد، فهو يدل على أن الجهاز المناعى لطفلك يقوم بوظيفته عن طريق محاربة أى عدوى يصاب بها الطفل، ورد فعلك أمام ارتفاع درجة حرارة طفلك لابد أن يعتمد على عمر طفلك وقراءة درجة حرارته، وذلك طبقا للأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال:
الطفل أقل من شهرين: أى ارتفاع فى درجة حرارته عن 38 درجة C، لابد من استشارة الطبيب على الفور، فالطفل فى هذا العمر جهازه المناعى لم يكتمل بعد ولا يقوم بدوره، وأى ارتفاع فى درجة حرارته غالباً ما تعبر عن عدوى خطيرة، مثل الالتهاب السحائى أو الالتهاب الرئوى.
الطفل فى عمر من ثلاثة إلي ستة أشهر: أى ارتفاع فى درجة حرارته عن 38،3 درجة C، لابد من مراجعة الطبيب.
الطفل أكبر من ستة أشهر: أى ارتفاع فى درجة حرارته عن 39،4 درجة C، لابد من مراجعة الطبيب، وحتى إذا لم يصاحب ارتفاع الحرارة أى عرض آخر.
أيضا ينبغى مراجعة الطبيب إذا كان طفلك أقل من سنتين، واستمر ارتفاع حرارته أكثر من 24 ساعة، أو إذا كانت توجد عنده أعراض أخرى، مثل رفضه للطعام والتهاب الحلق، أو تصلب الرقبة، أو آلام بالأذن، أو طفح جلدى، أو إسهال، إو صداع شديد، أو يشعر بالضيق ويبدو عليه المرض.
ما هى أسباب الحمى؟
يوجد فى المخ جزء يسمى «الهيبوثلامس»، وهو المتحكم فى درجة حرارة جسم الإنسان، والتى عادة ما تختلف اختلاف طفيف على مدار اليوم، فمن الطبيعى أن تكون درجة حرارة جسم الإنسان 37 درجة C، لكنها تقل بشكل طفيف فى منتصف الليل والصباح الباكر، وتزيد بشكل طفيف إلى 37،7 درجة C فى وقت الظهيرة، و«الهيبوثلامس» يمكن أن يرفع درجة حرارة الجسم نتيجة لأسباب مختلفة:
الأسباب الشائعة لرفع درجة حرارة الجسم غالباً ما تكون الأمراض الشائعة، مثل نزلات البرد والتهاب الحلق والتهابات الأذن والمثانة والكلى والجلد والالتهابات الأخرى.
ارتفاع الحرارة كعرض جانبى لبعض الأدوية.
ارتفاع الحرارة عند تناول التطعيمات الروتينية للأطفال.
ارتفاع الحرارة فى حالة أمراض الجهاز المناعى.
ارتفاع الحرارة فى حالة الخلل الهرمونى، مثل زيادة إفراز الغدة الدرقية.
ارتفاع الحرارة فى حالات الإصابة بالسرطان - حمى الله اطفالنا جميعاً.
ما هى النصائح للتعامل مع طفلك إذا ارتفعت حرارته؟
استخدمى خافض للحرارة - كل أم تعلم جيدا ما يناسب طفلها.
اعملى كمادات باردة على جبهة طفلك، أو يمكنك استخدام الكمادات التى تباع فى الصيدلية على الجبهة والفخذ والبطن، فهى أكثر الأماكن التى تساعد على خفض الحرارة.
أو اعطى ابنك حمام مياه فاترة، لكن إذا بدأ طفلك فى الارتجاف اخرجيه، ولا تقومى أبدا باعطاء طفلك حمام مياه مثلجة، أو تقومى بفرك جسمه بالكحول، فهذه الطريقة يمكن أن تزيد من حرارته.
حافظى على جو مناسب معتدل حول طفلك.
البسى طفلك طبقة واحدة من الملابس الخفيفة، وغطيه بغطاء خفيف.
تأكدى من أن طفلك يشرب الكثير من السوائل، حتى لا يصاب بالجفاف.
كيف يتم تشخيص وعلاج الحمى؟
على الرغم من أن قياس الارتفاع فى درجة الحرارة سهل، إلا أن معرفة السبب يمكن أن يكون صعب، فغالباً يتم التشخيص عن طريق الكشف البدنى بواسطة الطبيب، ويمكن أن يسألك بعض الأسئلة عن الأعراض المصاحبة للحمى والأدوية التى تعطيها لطفلك بشكل دورى، وعليه يحدد السبب ومنه يحدد العلاج، فالعلاج يختلف حسب السبب، فمثلاً إذا كان طفلك يعانى من عدوى بكتيرية مثل التهاب الحلق، فيكون العلاج عبارة عن مضاد حيوى مع الأدوية الخافضة للحرارة.
هل الحمى يمكن أن تسبب هلوسة أو تسبب تلف بالمخ؟
بالنسبة للهلوسة.. فهى تحدث للبالغين أكثر من الأطفال، لكن يمكن أن تحدث للأطفال إذا زادت الحرارة عن 39 درجة C، ويمكن أن يحدث تلف بالمخ إذا زادت الحرارة عن 40 درجة C، لكن لا يحدث ذلك من المرض فقط، ولكن يحدث بالإصابة بضربة الشمس، كأن تتركى طفلك فى عربة ساخنة فى فصل الصيف.