الأكاذيب البيضاء

 هل تذكرين حلقة الكذب في مسلسل ونيس الجزء الأول عندما كان يحاول تعليم ابنه عدم الكذب وعندما اتصل به صديقه قال لابنه قل له أن بابا غير موجود فسأله ابنه لم أكذب ألم تقل لي لا تكذب؟
كثيرٌ من الآباء يكذبون على أطفالهم كذبات يسمونها بيضاء كأن يهدد الأبوان الطفل بالقطة أو بعمو فلان أو يرغبونهم بحلوى أو نزهة ولا شيء يرهب أو سينفذ في الحقيقة.
1- التهديد الأجوف
ويعد من ضمن الكذب التهديدات الجوفاء التي لا تنفذ لذا عليك أن تكوني منطقية في تهديداتك وأن تختاري عقوبات متناسبة مع الحدث وعليك تنفيذها.
2- المجاملات
علمي أبنائك المجاملة دون الكذب فلا داعي لأن يقول للجارة أن كعكها غير طيب ولكن يمكن أن يقول أنه لا يحب الكعك المحشو بالتمر مثلًا وبهذا يكون صادقًا دون أن يكذب والأفضل أن يقول أنه طيب وسلمت يداك لأنه بالفعل طيب بالنسبة لغيره.
3- إفشاء الأسرار
وهذا نوعان أحدهما أن يسمع الطفل أبويه يتحدثان عن أحد بسوء فيخبره ولهذا عليك ألا تتحدثي بسوء على أحد وتحديدًا أمام الأطفال.
والآخر أن يتعلم الطفل ألا يروي أسرار البيت وأن يجيب فقط على الأسئلة العادية مثل كيف كانت المدرسة؟ لكن لا يجب أن يحكي ما يدور بين أبويه مثلًا.
ابحثي عن الأسباب

 إن ظل ابنك غير مستوعب لهذه الأمور حتى العاشرة فالحقيقة أن عليك البحث عن السبب لأن هذا يعني أن هناك خللًا ما ومن ذلك:

    أن الابن يريد لفت انتباه الأهل وهو ما يعني أن الأبوين لا يتواصلان مع طفلهما كما ينبغي
    أنه لا يعرف معنى السلوك القويم ولا يعرف الصواب من الخطأ وأنه نال تدليلًا أفسده ويجب الحرص والصبر على تقويم ما أفسداه
    أنه يدافع أو ينتقم كأن يكون الأبوان مفرطين في الحديث السلبي عن الابن فيكون هذا وسيلته
    يقول خبراء التربية بعدم جواز الكذب على الأطفال، وأن يتعلم الطفل كما الأبوان أن الكذب غير مسموح به إلا في حالات الإصلاح بين المتخاصمين زوجين أو غير ذلك أو في الحرب.
    وهناك فارق كبير بين الخيال والكذب فالصغار غير مفطورين على الكذب إلا بعد أن يتعلمه منكم، إذ قد يروي لك طفلك أن له صديق خيالي أو مثل ذلك فلا تنعتيه بالكذاب لمثل هذا، ولذا فإن عليك الانتباه إن شكا من اعتداء ما لأن خياله لن يصور له مثل هذا ولن يدفعه للكذب... صدقي طفلك ودافعي عنه.
    لا تكذبي أبدًا حتى وإن كان الصدق صعبًا بل حاولي تبسيط المعلومة كالموت فالأفضل أن تقولي أن جدو ذهب للجنة من أن تقولي سافر مثلًا.
    كافئي صغيرك على الصدق حتى وإن كان مخطئًا واصفحي عنه ولا تعاقبيه جزاء صدقه.