أهمية التثقيف الجنسي للأبناء

لقد تحدثنا فى المقال السابق () عن أهمية التثقيف الجنسى للآبناء، فعندما يتساءل البعض ماذا أجيب طفلي أو طفلتي عندما تسأل : لماذا تنامين يا أمي بجوار أبي في سرير واحد، وغيره من الأسئلة التي تفاجئ الأم أو الأب، لكن أطفالنا عندما يدركون ماحولهم تكون المعلومات لديهم مشوشة ومجهولة، فكيف نبخل بالمعلومة الصحيحة والحنان والحب الذي يغلف الحقائق كيف نبخل بها علي من أعطيناهم حياتنا ؟ السؤال الذي يأتي من الأم الحائرة (كيف أجيب )وكأنها في امتحان صعب وعندما تفلت من الإجابة أو تجيب بغير الحقيقة ، يشك الصبي والصبية وفي أحيان كثيرة لايقتنع بالإجابة ، أو قد تظل المعلومة الصحيحة مجهولة بالنسبة للطفل والطفلة زمنا طويلا. 
أولا :


يمكننا أن نبدأ إعطاء حبات قلوبنا (الأطفال) المعلومات الصحيحة حول الجسد من سن الثالثة وحتي السادسة ، بطرق مبسطة فالإجابات في هذه السن المبكرة، تكون حول أعضاء الجسم ومنها الأعضاء التناسلية ووظيفتها ، والفرق بين الذكر والأنثي ، وأهمية ذلك لاستمرار الحياة ، والفرق بين علاقة الزوجين (الأب والأم ) وعلاقة الأخوة ، ومفهوم الحمل والولادة وتعب الأم حتي تضع وليدها ،وتقدم المعلومة بشرح بسيط عن الحيوانات والانسان ، مع الاستعانة بقصص مصورة ، وتدعيم المعلومات بالوازع الديني ، والقيم والأخلاق ، حتي لاتفلت الأمور من الآباء . 
ثانيا :


 تأتي مرحلة المراهقة والبلوغ ، وهنا يجب إعطاء المعلومات الصحيحة عن التغيرات الجسمية التي تطرأ علي البنت ووظيفتها والدورة الشهرية ، وماذا يعني الحيض ،وغيره من المعلومات التي علي الأم أن توصلها لابنتها قبيل البلوغ بعدة أشهر، حتي لاتفاجأ البنت وترتبك لهذا الحدث في حياتها ، ومعلومات عن النظافة الشخصية، والطهارة ،وما يترتب علي ذلك ، وغشاء البكارة ، ونمو الشعر في أماكن معينة من الجسم مثل شعر العانة وشعر تحت الإبطين ، وهذه تكون مهمة الأم أو المربية الموثوق بها، حتي لاتصاب الفتاة بالخجل المرضي ، علي أن يجري هذا الحوار بين الأم وابنتها بدون حرج ، وأن نؤكد علي النواحي الإيجابية لتلك المرحلة ، وأهميتها في المستقبل لتكوين أسرة جديدة واستمرار الحياة .

 أما بالنسبة للولد فينبغي علي الأب أو المربي أن يحنو علي ابنه ويوصل له المعلومات الصحيحة عن هذه المرحلة الهامة في حياة ابنه المراهق ، فينبغي أن يحدثه عن التغيرات التي ستطرأ علي جسده في المرحلة المقبلة مثل نمو الشعر في أماكن معينة كالصدر ونمو الشارب ، وشعر العانة ، وتغيرات في الصوت وخشونته ، وبروز الحنجرة ، ولابد من أن يتعلم ماهو السائل المنوي وما أهميته ، وأنه قد يقذف في أثناء نومه ، وأن القذف الذي ترافقه لذة هو ظاهرة طبيعية ، لأنها دليل علي رجولته وبداية النضج ، ويستتبع ذلك آداب شرعية مثل الطهارة من ذلك الحدث بالإغتسال ، تماما كما في حالة الحيض عند الفتاة ، وأن الميل نحو الجنس الآخر هو رغبة فطرية وضعها الخالق سبحانه وتعالي ، لاستمرار الحياة في إطار من المودة والرحمة عن طريق الزواج الحلال ، ويجب أن يرحب الأب أو المربي بأسئلة واستفسارات الإبن وتكون بنبرة فيها المعلومة الصحيحة واحترام العلم وتلبية رغبة المراهق في التعلم لإبعاد شبح القلق والخجل أو الجرأة غير مأمونة العواقب في هذه المرحلة العمرية الحرجة .
 ثالثا :


 ينبغي الإجابة علي أسئلة الأبناء الجنسية في حينها وعدم تأجيلها أو الهروب منها ، لإنه حتما سيبحث المراهق أو المراهقة عن الإجابة في مكان آخر ، ربما من صديق أو من وسائل إعلام قد تعطي المعلومة يشكل خاطئ ، لذا يجب أن نعطيه الوقت الكافي للإجابة علي تلك الاستفسارات ، حتي لايفقد الثقة بمن يسأله .
 رابعا :


 ينبغي أن تكون المعلومات مستمرة كلما سنحت الفرصة ، وألا تكون دفعة واحدة ، حتي لايظن المراهق والمراهقة أن الإجابة علي تساؤلاتهم هي واجب ثقيل علي الأب أو الأم ، وحتي تثبت المعلومات في الذهن شيئا فشيئا وحتي تتناسب مع نموهم وتطورهم.
 خامسا :


يجب أن تقدم المعلومات من خلال حوار هادئ ،مليء بالمحبة وتفهم تلك المرحلة وما يصاحبها من نشاط كبير ، وقلق وعناد ، لنساعد أبناءنا للوصول إلي بر الأمان من خلال الفهم الصحيح لأبعاد (التربية والتثقيف الجنسي) وتناول المعلومات في إطار من الأخلاق والقيم التي يحترمها المجتمع، وحتي لايلجأ الصغار إلي مصادر أخري غير الوالدين ، يتعلمون منها التربية الجنسية بطريقة خاطئة .
 سادسا :


 ينبغي إحاطة أبنائنا وبناتنا بالرعاية والاهتمام والحماية ، مع إعطائهم قدرا من الوعي يسمح لهم بحماية أنفسهم من التحرش الجنسي والاعتداءات الجنسية ، من قبل معدومي الضمير، وتوعيتهم بشأن الحدود المسموح بها بين أجسادهم وأجساد الآخرين، وتزويدهم بالمعلومات الصحيحة والمناطق الجسدية التي لايجب الاقتراب منها، أو لمسها من قبل الآخرين بطريقة غير سوية ، حتي يدركوا معني التحرش الجنسي ، ويجب الحذر بالنسبة للفتيات في التعامل مع الآخرين ، والحدود المسموح بها ، وعدم تواجدهم بمفردهم مع أشخاص غير مؤتمنين ( مثل الخدم والسائق والغرباء ) حتي لايحدث أمور غير مرغوب فيها ،وأن تتعلم الفتاة وكذلك الفتي كيف يحافظ كل منهما علي نفسه. 
 وأخيرا :


 لايتوقف الأمر عند فترة المراهقة ، بل يظل العلم وعلاقة الآباء بالأبناء تتدفق قبل الزواج ونصائح الأم لابنتها من أجل بناء حياة مستقرة ، والدخول في مراحل جديدة من الحمل والولادة وتكوين أسرة ، وتظل علاقة الأب بابنه في كيفية بناء بيت وتحمل مسئولية زوجة محبة وأبناء . وهكذا تستمر الحياة .