القاهرة -صوت الامارات
تسمم الحمل هو اضطراب يظهر عادة فى وقت متأخر من الحمل، بعد الأُسبوع الـ20، ويتسم بارتفاع ضغط الدم، واستسقاء تورم غالباً ما يكون في الأطراف، وزلال في البول، وفي بعض الحالات يصاحب ذلك آلام في المعدة وصداع مستمر وزغللة في العيون، وقد يسبب الضرر لبعض الأعضاء المهمَّة في الجسم كالكبد والكلى بالنسبة للسيدة الحامل، أما على الجنين فقد يسبب له ضعفاً في النمو، وضعفاً في تروية الدم، وفي الحالات المتقدِّمة قد يؤدي بالجنين للوفاة.
«سيدتي نت» التقت بطبيب الزمالة السعوديَّة لطب وجراحة النساء والولادة والمهتم بالطب الوقائي والتوعية الصحيَّة، الدكتور محمد أحمد إدريس، ليعرفنا على تسمم الحمل، أعراضه وأسبابه وكيفيَّة العلاج.
• ما مدى شيوع تسمم الحمل
ـ 5 ـ 10٪ من النساء الحوامل يصبن بتسمم الحمل، لكن ما يقرب من نصف هذه الحالات هي لنساء يعانين من ارتفاع ضغط الدم قبل الحمل، وتزيد هذه النسبة في العالم العربي لعوامل كثيرة أهمها نمط الحياة الخاطئ.
ـ النساء المعرضات لخطر الإصابة بتسمم الحمل.
ـ تزداد نسبة إصابة السيدة به في حملها الأول، وقد يتكرَّر في حملها الثاني إن أُصيبت به، كما أنَّ التاريخ الأسري لهذا المرض يؤثر بالإضافة إلى نمط الحياة السيئ المتمثل في قلة الرياضة، والتغذية غير السليمة، والبدانة المنتشرة.
• أعراضه:
أعراض تسمم الحمل تشمل تورماً شديداً، وزيادة الوزن بشكل مفاجئ لا علاقة له بالأكل، والصداع واضطرابات بصريَّة، وزغللة في العيون، وكذلك ارتفاع في ضغط الدم، وزلال في البول تنفخ وتورم الوجه والوجنتين.
• أسبابه:
السبب الدقيق لحدوث تسمم الحمل غير معروف، لكن يعتقد أنَّه يحدث عندما تكون هناك مشكلة متعلقة بانغراس المشيمة، وهي الجزء الذي يربط بين امداد الدم من الأُم إلى الجنين، لكنَّها نظريات وفرضيات لم تثبت صحتها حتى اليوم.
• كيف أعرف أنني عرضة للإصابة بتسمم الحمل؟
مع أننا لا ندرك تماماً أسباب تسمم الحمل، لكنَّنا نعلم أنَّك تكونين أكثر عرضة للإصابة به إذا:
ـ كنت حاملا للمرَّة الأولى.
ـ عانت أُختك أو أُمك من تسمم الحمل.
ـ كان لديك فارق زمني يصل إلى 10 سنوات أو أكثر ما بين حمل وآخر.
ـ كنت قد أصبت بتسمم الحمل في حمل سابق. تعاود الإصابة به نسبة امرأة واحدة من كل خمس أُمهات.
ـ كان عمرك فوق الأربعين سنة.
ـ كنت تعانين من سمنة مفرطة قبل الحمل ويبلغ مؤشر كتلة الجسم (BMI) لديك 30 أو أكثر.
ـ كنت حاملا بتوأم.
ـ كنت تعانين من مشكلة طبيَّة، مثل مرض الكلى أو ارتفاع ضغط الدم أو السكري.
ـ إذا انطبقت عليك أي من هذه الحالات فقد تُخضعك طبيبتك إلى مزيد من الفحوص المتكرِّرة أثناء الحمل. إذا كنت حاملاً للمرَّة الأولى، فستكون لديك مواعيد أكثر لمتابعة الحمل مقارنة بالأمهات اللاتي أنجبن من قبل.
• وما هي خطورة تسمم الحمل؟
لحسن الحظ.. النساء اللاتي يتلقين الرعاية الدوريَّة قبل الولادة يتم تشخيصهنَّ بتسمم الحمل مبكراً، وبالتالي يلقين العناية المناسبة، لكن إذا لم يعالج، قد يؤدي إلى تشنجات عصبيَّة للحامل، وهي حالة أكثر خطورة بكثير من تسمم الحمل، كما يسبب عدم العلاج عدداً من مضاعفات الحمل الأخرى مثل الولادة المبكرة أو ضعف النمو للجنين وأكثر من ذلك قد يؤدي بالجنين للوفاة.
• العلاج:
لا يوجد علاج لتسمم الحمل وإنَّما الرعاية والملاحظة والتنويم في المستشفى حتى لا تتدهور حالة الأُم إلى أن ينمو الجنين ويقارب العمر الطبيعي، تسعة أشهر، ليتم توليد الأم، إذ إنَّ الولادة هي العلاج الوحيد، لكن السؤال الأهم هو متى؟
• وللاجابة عن هذا السؤال نضع صحة الأُم في كفة وتكوين الجنين في كفة، ونحاول جهدنا للموازنة بينهما حتى نصل بهما لبر الأمان وذلك من خلال:
ـ الرعاية الجيِّدة قبل الولادة للكشف عنه فى مرحلة مبكرة.
ـ من خلال إتباع نظام غذائي صحي ومتوازن.
ـ ممارسة التمارين الرياضيَّة.
ـ إعطاء المرأة الحامل علاج خفض ضغط الدم في الحالات التي تكون أكثر حديَّة، والسيدات اللاتي يعانين الضغط المزمن.
ـ الاستراحة في الفراش ومراقبة تطور الحالة.
ـ الولادة هي العلاج الأمثل للتخلص من التسمم عندما يكتمل الجنين.
ـ والخبر السار هو أنَّ 97٪ من النساء اللاتي أصبن بتسمم الحمل تعود إليهنَّ صحتهنَّ بعد الولادة.
وأخيراً ينصح الدكتور محمد إدريس بمتابعة الحمل السليمة، التي تكون قبل الحمل، وذلك بتهيئة الجميع لاستقبال الجنين واتباع نصائح الطبيب. وللمرأة الحامل أقول لا تهملي أي عرض يصيبك واستشيري طبيبك