إذا كان الأطفال يستمتعون بمشاهدة أو قراءة قصص الصبي «ماوكلي» مع الحيوانات في الأدغال، فإن الفرنسية تيبي بنجامين عاشت حياة مشابهة لحياة ذلك الصبي الذي لم يكن له وجود إلا في القصص الخيالية التي ألفها الروائي البريطاني روديارد كيبلينغ. تيبي بنجامين، البالغة من العمر حالياً (23 عاماً)، نشرت أخيراً كتاباً بعنوان «تيبي: كتابي الأفريقي»، وهو الكتاب الذي تستعرض من خلاله بالكلام والصور ذكريات سنوات طفولتها التي عاشتها مع والديها في دولة ناميبيا الأفريقية. واللافت في الأمر أن تيبي تستعرض في كتابها عشرات من الصور المدهشة التي تظهر فيها عندما كانت طفلة مع حيوانات الغابة على نحو شبيه إلى حد كبير بما يفعله الصبي «ماوكلي» في القصص التي طالما أمتعت الأطفال وحركت خيالهم في شتى أرجاء العالم. وتوضح تيبي في مقدمة كتابها أنها ولدت في ناميبيا لأبوين فرنسيين كانا يعملان هناك كمصورين للحياة البرية، مشيرة إلى أنهما شجعاها منذ نعومة أظفارها على التعامل مع حيوانات الغابة دون خوف. وتبين الصور التي نشرتها تيبي في كتابها كيف أنها عاشت طفولة مطابقة لطفولة الصبي «ماوكلي» في الغابة، إذ انها تبدو في تلك الصور منسجمة تماماً مع نمور وأفيال وقرود وأفاعٍ وغير ذلك من الحيوانات البرية. وقالت الفرنسية الشابة إن والدها، الذي كان مصور حياة برية محترف، كان يحرص على التقاط الصور لها وهي لا ترتدي سوى ما يستر عورتها على غرار الصبي «ماوكلي» كي تبدو الصور موحية ومعبرة.