علمت أنني حامل في عيد الأم

ليس هناك أجمل من المصادفات السعيدة، والأجمل أن نمر بمناسبتين سعيدتين في يوم واحد، وهذا ما حدث مع أمهات علمن بحملهن الأول أو المتأخر في يوم عيد الأم، بعضهن روين ذكريات قديمة عن هذا اليوم، وبعضهن تحدثن عن ذكريات قريبة لم يمر عليها سوى عام، ولكنهن يجمعن في كلتا الحالتين أنها مناسبات لا تنسى.


• تأخر حملي لعام كامل، وكانت أمي قلقة خاصة أن زوجي كان يكبرني في العمر، وقد تعرض لحادث سير أقعده على كرسي متحرك، وخشينا ألا أنجب ولم نطرق باب طبيب؛ لأن الأمل ظل يعزونا، وفي يوم عيد الأم الماضي نزلت للسوق لأشتري لأمي هدية يومالأم، فلفت نظري محل لبيع ملابس الأطفال، فدمعت عيني، وتمنيت أن أدخله وأثناء عودتي من السوق أصبت بدوار، ونقلني إخوتي للمشفى برفقة أمي، التي كانت تحمل الهدية بيدها، وهناك أكد الأطباء أنني حامل، وهكذا كانت فرحتي لا توصف؛ لأن في هذا اليوم تحقق حلمي، وتلاشت مخاوفي خاصة أني اشتريت لأمي هدية ادخرت ثمنها لعام كامل، بسبب صعوبة وضع زوجي المادي.


• لم أكن أعلم أن يوم الأم هو اليوم الذي سأعلم فيه أني حامل للمرة الثانية، ولكن بعد أن تأخر حملي أكثر من 18 سنة بعد إنجابي ابنتي الأولى، ولم أعرف السبب لتأخر الحمل الثاني، فسافرت من مصر إلى أهلي في غزة، وتركت زوجي المصري الجنسية بعد مشاكل كثيرة بيننا؛ لأنه كان يريد "الولد العزوة"،ووصلت غزة مرهقة في يوم الأم تماماً، واحتضنتني أمي وبكيت في حضنها وفجأة شعرت بدوار اعتقدت أنه بسبب السفر المرهق، ولكن الدوار استمر ساعات، فحملتني أمي إلى الطبيب، الذي أكد أنني حامل فطرت من الفرحة، واتصلت بزوجي أخبره فطلب مني أن أشتري هدية أكبر وأثمن من الهدية الأولى لأمي؛ لأن "وشها حلو علينا".


• أما المعلمة "عبير" فقد أجمع الأطباء أنها لن تنجب مدى الحياة، وكانت تعد لحفلة المدرسة احتفالاً بيوم الأم، وقررت أن تقدم هدايا لأمهات فقيرات قدمن للمدرسة لحضور الحفل الذي نظمته هي؛ لأنها كانت معلمة الموسيقى، وفي يوم الحفلة ووسط الزحام أغمي عليها، وحملتها زميلاتها لغرفة المعلمات، وسرعان ما اكتشفت أنها حامل بعد أن أرسلت زميلاتها عينة من البول للتحليل في المختبر القريب من المدرسة، وتقول عبير: ربنا جبر خاطري؛ لأني جبرت خاطر أمهات فقيرات، وهكذا لن أنسى هذا اليوم خاصة أني أصحب طفلتي معي للمدرسة كل عام لحضور حفل يوم الأم، الذي لا زلت أصمم على تنظيمه، وتقديم الهدايا للأمهات كما تعودت.