عادات خاطئة تقلل من مناعة طفلك

تحدثنا في الموضوع الأول عن تأثير أسلوب الحياة وعاداتنا اليومية علي صحة ومناعة أبنائنا بشكل خاص والأسرة بشكل عام، ولكننا لن ننسي أيضا تأثير البيئة المحيطة علي صحتنا، فكيف يمكن أن تؤثر البيئة المحيطة سلباً أو إيجاباً في صحة ومناعة أطفالنا؟

البيئة المحيطة

الشمس والهواء هما أحد العوامل المؤثرة علي قوة المناعة، فتعرضنا للشمس في الأوقات التي تساعد أجسامنا علي الإستفادة من أشعة الشمس النافعة - قبل العاشرة صباحاً أو بعد الثالثة ظهراً - وينصح الأطباء بعدم تعرض الأطفال أقل من ستة أشهر لأشعة الشمس مطلقاً، أما فوق 6 أشهر فيمكن تعريضهم للشمس- مع ضرورة استخدام الواقي الشمسي المناسب - لمدة تتراوح من 5 إلي 10 دقائق يومياً، والأطفال فوق سنتين لمدة 20 دقيقة يومياً، مع الواقي الشمسي المناسب.
من الضروري أيضاً لتقوية مناعة طفلك أن تسمحي له باللعب خارج المنزل، فالجلوس المستمر في الغرف المغلقة أو هواء البيت غير المتجدد، يحرم الأطفال من الهواء النقي المتجدد، الذي يمكنهم الاستمتاع به، وخصوصا في ساعات اليوم المبكرة، وإن لم يتسني لكِ الخروج به لنزهة أو للحديقة، فاجلسي معه في الشرفة للعب لتستمتعا معاً بأشعة الشمس النافعة والهواء الطلق.
 
العادات الصحية

عودي أبنائك علي غسل أيديهم قبل وبعد الطعام، وقبل وبعد اللعب خارجاً أو التعامل مع الحيوانات أو تنظيف أنفهم أو استخدام التواليت، شجعيهم علي غسل أيديهم بالماء والصابون لمدة 30 ثانية علي الأقل، ضعي لهم الصابون المعطر والفوط الملونة بألوان زاهية أو رسومات محببة لهم، لتحفيزهم علي غسل أيديهم بشكل جيد.
إذا أصيب أحد أبنائك بالإنفلونزا فينبغي أن تتخلصي من فرشاة الأسنان التي استعملها خلال فترة المرض، فالفيروس قد ينتقل من فرشاة إلي أخري، أو قد يساعد علي تجدد دور الإنفلونزا مرة أخري لنفس الطفل.
حفزي أطفالك علي كل العادات السلمية مثل تغطية الفم خلال العطس، لمنع إنتشار العدوي، عدم الشرب والأكل مكان شخص أخر مصاب، وغيرها من العادات التي تحميهم - إن شاء الله - من الأمراض.
[اقرأي ايضا : كيفية تطهير المنزل بعد الشفاء من العدوى]

مخاطر التدخين السلبي

من واجبك كأم أو أب أن توفري لابنك البيئة الصحية المناسبة، لذلك فمن غير المنطقي أن تعرضي ابنك لمخاطر التدخين السلبي، فدخان السجائر يحتوي علي أكثر من أربعة آلاف مادة سمية، تهيج وتؤذي خلايا الجسم بشكل عام، كما يؤثر التدخين السلبي علي مستوي ذكاء الطفل ونموة العصبي وسرعة التنفس، قد يؤدي التدخين السلبي أيضاً لإصابة الطفل بالحساسية والتهابات الأذن وغيرها، لذا إن كان من المستحيل أن تمنعي عن أبنائك تأثير التدخين السلبي، فانصحي الشخص المدخن في عائلتك بتحمل المسئولية والتدخين خارج المنزل.
التسرع في إعطاء الدواء

 
يتساهل بعض الأطباء بإعطاء الطفل مضادات حيوية فور ظهور أي أعراض وأحياناً بدون أن يخضع الطفل للكشف السليم، فقط لكي يعطي لنفسه سمعة طيبة، وأحيانا تتساهل الأم بإعطاء أحد أبنائها مضادات حيوية بدون الرجوع للطبيب، والحقيقة أن كثرة اللجوء للمضادات الحيوية تؤدي بنتيجة واحدة وهي إضعاف الجهاز المناعي.
ويكفينا أن نعرف أن معظم الأمراض الشائعة التي تصيب أبنائنا تكون أمراض فيروسية، في حين أن المضادات الحيوية لا تكون فعالة في حالات الإصابة الفيروسية، بل في الإصابات البكتيرية فقط، لذلك فتناول طفلك لمضاد حيوي بدون أن يحتاج، يجعل جسمه لا يستجيب لنفس المضاد الحيوي إذا إصيب بعدها بعدوي بكتيرية تستلزم تناول مضاد حيوي، لذلك ينبغي أن تتأكدي في كل مرة أن مرض طفلك يستلزم بالفعل تناول الدواء.
[اقرأي أيضا : 6 علاجات طبيعية - غير كيماوية - للأطفال]
القلق والتوتر

 
من العوامل التي تضعف المناعة عند طفلك التوتر والقلق الدائمين، فإما أن أحد الأبوين دائم الضغط علي الأبناء، وكثير التوتر والمتابعة والانتقاد، أو دائم الخوف من المرض، مما قد يأتي بنتائج عكسية، ويخلق جواً غير مريح في المنزل، ويؤدي إلي تغلغل مشاعر القلق وعدم الاطمئنان والحزن، التي تؤثر سلباً علي المناعة، والحل دوماً هو توفير بيئة مستقرة وسعيدة قدر المستطاع، انشري الضحك والسعادة والحب في أجواء المنزل، فهذا كفيل بتقوية مناعة أبنائك، وضمان صحتهم الجسدية والنفسية علي المدي الطويل.