شجعي أبناءك على تكوين الصداقات

من خلال الصداقة، تتطور لدى الأبناء العديد من المهارات التي سوف يحتاجونها في الحياة. ترى الأبحاث أن الصداقة وسيلة فعالة للمساعدة على العلاج من أي مرض وتساعد الناس على أن يعيشوا أطول. بمعنى آخر، الصداقة ضرورية لإبنك صحياً ووجدانياً.
من السهل على الصغار تكوين صداقات، وكثير منها تنشأ مع زميله المجاور له في الفصل أو زملاءه في نفس الفريق الرياضي. ولكن الصداقة لها درجات مختلفة، فبعضها يستمر لسنوات طويلة وحتى نهاية العمر والبعض الآخر ينتهي بمجرد انتهاء العام الدراسي. بعض الصداقات تساعد ابنك على بناء ثقته بنفسه وبعضها سوف تصيب ابنك بقشعريرة كلما سمع اسماء أصدقاءه. 
في بعض الأحيان، يصعب على ابنك تكوين صداقات. بالضبط مثل البحر، بعض الأطفال ينطون في المياه مباشرة والبعض الآخر يقف على الشاطىء، ينظر، ثم يمد أصابع قدمه ليجس المياه.. فيكون دورك كأم، أن تساعدي ابنك في هذه الرحلة.. رحلة البحث عن صداقة.
ما هي نوع الصداقة الذي يحتاجه ابنك؟

بالنسبة للأطفال من سن ٢ إلى ٣:
في هذا السن، يندمج الطفل فيما يسمى بـ"اللعب المتوازي" وليس اللعب التفاعلي، فكل واحد يلعب وحده بجانب الأطفال الآخرين، ونادرا ما يتفاعلون. في هذه المرحلة، يتعلمون كيف يتشاركون في مساحة لعب واحدة وربما في الألعاب الموجودة حولهم. اقرأي المزيد على سوبرماما حول مواعيد اللعب وكذلك كيف تنظمين موعد لعب.
بالنسبة للأطفال من سن ٣ إلى ٦:
تتطور أساليب تفاعلهم كثيرا، فالطفل تعود على أن يتفاعل مع الأم والأب والأخوات والعائلة الكبيرة ويكون هو محط اهتمامهم ورعايتهم، أما الآن فهو محاط بكثير من الأطفال في سنة في الحضانة، وكلهم يطلبون الاهتمام والرعاية.
يمكن للأباء في هذه المرحلة المساعدة على تكوين وتطوير الصداقات. فيمكنك كأم تسهيل واقتراح النشاطات التي تشجع على التفاعل والمشاركة والتعاون والتعاطف مثل ألعاب الألغاز والتمثيل.
بالنسبة للأطفال في السنوات الأولى من المرحلة الإبتدائية (١-٣):
بينما يكبر الأطفال، فإنهم يحتاجون القليل من توجيه الآباء بخصوص الصداقة، فيبدأون هم في اختيار صداقاتهم بناء على اهتماماتهم الخاصة. فهم في هذه المرحلة، يمكنهم ملاحظة أوجه التشابه والاختلاف مع غيرهم من الأطفال وبالتالي يعرفون من يمكنهم التوافق معهم ومن يبتعدون عنهم.
اعطِ ابنك هذه المساحة من الحرية والاستقلال لاختيار الأصدقاء.
بالنسبة للأطفال في السنوات الأخيرة من المرحلة الابتدائية (٤-٦):
ستكتشفين أنك لا تعرفي جميع أصدقاء ابنك، فهو يتعرف على الكثيرين من المدرسة، ومن نشاطات ما بعد المدرسة (مثل التدريبات الرياضية). 
ما دورك في هذه المرحلة؟ بالطبع من المهم أن يكون لك دور. كوني مشجعة ابنك الأولى في الرياضة، واهتمي بأنشطته في المدرسة وشجعيه واحضري كل المناسبات التي يطلب منك حضورها. إلى جانب كل هذا، عليك بتوجيه ابنك ونصحه فيما يخص أصدقاءه والمعارك الاجتماعية التي يخوضها وكيف يمكنه التفريق بين الأصدقاء الجيدين والأصدقاء السيئين.
[ اقرأي أيضا : هل نرسل الأبناء إلى المعسكرات الصيف أم لا؟]

٥ نصائح لمساعدة ابنك على تكوين أصدقاء:

جهزي ساندويتشات يمكنه أن يشارك بها مع أصدقاءه: الطعام من أهم أدوات التفاعل. من لا يحب أن يكون صديقا لأصدقاء يحضرون البسكويت إلى المدرسة؟
اشتركي لابنك في أتوبيس المدرسة: فالفترة الزمنية اليومية في الاتوبيس من وإلى المدرسة تتيح للأطفال التعرف على بعضهم في بيئة آمنة.
النشاطات بعد المدرسة: مثل الرياضة ودروس البيانو، ودروس حفظ القرآن وحتى الكشافة، كل هذه فرص عظيمة ليتعرف ابنك على مزيد من الأصدقاء يشاركونه الاهتمامات نفسه، فتكون صداقة عميقة وطويلة.
ساعدي ابنك على استقبال الأصدقاء في البيت: جهزي بعض الألعاب، اخبزي الكيك والبسكوت والكب كيك، أو اطلبي لهم بيتزا أو برجر. ساعدي ابنك وأصدقاءه على قضاء وقت لطيف بالبيت.
كوني نموذجا: كلنا نعرف أن الأبناء يقلدون الآباء. إذا وجدك ابنك تهتمين بأصدقاءك وتستضيفينهم وتستمعين إليهم، سوف يكتسب منك المهارات نفسها.
إذا لم تسفر كل مجهوداتك عن قيام ابنك بتكوين صداقات، وتشعرين أن ابنك وحيد، لابد أن تقرأي عن المشكلات الاجتماعية وتحدثي مع المدرسين والأخصائيين النفسيين لمعرفة المشكلات التي يمر بها.