طفلك المكتئب

سؤال تتعجب منه بعض الأمهات ظناً منهم أن الأطفال ماداموا يلعبون و يأكلون و يلبسون جيداً ليس من حقهم الشعور بالاكتئاب ، وبعض الأمهات لا تهتم حينما يأتي إليها طفلها أو طفلتها قائلاً أنه يشعر بضيق أو حزن بداخله فتسخر منه و تتعجب هل لذلك الطفل حياه ونفسية حتى يكتئب !!.

إلا أن الدراسات تجيب على هذه النوعية من الأمهات قائلة أن الأطفال يتعرضون بكثرة للاكتئاب وخاصة الفتيات في سن المراهقة وذلك بسبب التغييرات التي يحدثها زيادة إفراز هرمون "الاستروجين" المسؤول عن التغييرات والتميز الجنسي في مرحلة الانتقال عند الفتيات من الطفولة إلى الأنوثة مما يتطلب كميات مضاعفة من وصول الدم إلى الدماغ.

كما أن الطفل أو المراهق يعيش عالمه البسيط و يعاني من مشاكل بسيطة حتى وإن كان خلاف مع أقرب أصدقائه ولكنه في وجهة نظره أكبر المشكلات التي تستحق منه الحزن و التفكير فليس من حقك كأم أن تسخري منه وتقللي من حجم مشكلته ، فلكي تكسبي طفلك و تساعديه على تحسن حالته النفسية والمزاجية يجب أن تشاركيه اهتماماته بجدية و على قدر كبير من الاهتمام و تفكري معه في حلها ولا تنقلي له جميع خبراتك مرة واحدة لأنه لن يستوعبها ولن يعمل بها فلابد أن يجرب مشكلات الحياة و البحث عن حلها بنفسه فالنصائح والكلام وحده ليس كفيل أن يُعلم الطفل ولكن الخبرات الحياتية هي الأكثر تأثيراً في حياة الأشخاص.

أما إذا كان سبب تغير نفسية الطفل غير مفهوم فلا تتناقشي معه كثيراً في الأمر حاولي الخروج به من هذه المرحلة بطرق غير مباشرة على سبيل المثال اشتري له هدية أو أفعلي له أكلة يحبها ، واصطحبيه مع الأسرة أو بعض الأصدقاء إلى نزهة جميلة.

وهناك بعض السلوكيات التي تصدر من الطفل أو المراهق تدل على إصابته بالاكتئاب:

* شعور الطفل أو المراهق بفقدان المتعة و عدم الرغبة في القيام بأي شئ .

* فقدان الثقة بنفسه و شعوره بأن ليس لديه أي هدف أو طموح في الحياة.

* شعور الطفل باليأس و الاحباط و ميله إلى الجلوس منفرداً.

* شعوره بعدم الحب وقله الاهتمام به.

وكلها أمور يستوجب التعامل معها على محمل الجد و البحث عن حل لها و إن لم تستطع الأم فعل ذلك بمفردها أو إلى جانب الأب فلابد من استشارة الطبيب.