القاهرة ـ صوت الإمارات
يعاني آباء الأطفال كثيري البكاء وتتحول حياتهم الي سلسلة من الإحباط والتعاسة، يٌقدر أن من كل ٥ أطفال حديثي الولادة يبكي طفل باستمرار دون سبب معروف يختلف البكاء الشديد عن البكاء العادي بأنه يبدو كما لو كان لا شئ يقدر علي إيقافه¸ يتحول بكاءه إلي صراخ في بعض الأحيان و يستمر لثلاث ساعات أو أحياناً يكون علي مدار الساعة، غالباً تتكرر نوبات الصراخ يومياً في نفس الميعاد، القاعدة التي يتبعها الأطباء للتفريق بين البكاء العادي و البكاء الشديد هي القاعدة" الثلاثية"، حيث يبكي الرضيع ثلاثة ساعات كل يوم، بمعدل ثلاثة أيام كل أسبوع، ويستمر في ذلك لمدة ثلاثة أسابيع وهذا على الأقل.
الحالة النموذجية للمولود كثير البكاء أن يشد ركبتيه علي بطنه، يغلق قبضته بإحكام، يغلق عينيه بقوة أو يفتحهما علي آخرهما، يقطب جبينه، ومن الممكن أن يحبس أنفاسه. في نوبة البكاء تزداد حركة الأمعاء ويمرر غازات، يبحث عن صدر الأم فقط ليرفضه وقد يغفو لدقائق فقط ليستيقظ ويكمل نوبة الصراخ. قليل من الأطفال يعانون من هذه الأعراض بحذافيرها، كل مولود حالة مختلفة عن غيره.
يبدأ البكاء الحاد عادةً في الأسبوع الثاني أو الثالث من عمر المولود ويكون أسوأ ما يكون في الأسبوع السادس، يظن والدي المولود أن نوبات البكاء سوف تستمر للأبد ولكن لحسن حظهم أن مع الأسبوع الثاني عشر غالباً تبدأ هذه النوبات في الاختفاء تدريجياً حتى الشهر الثالث من عمر المولود فتنتهي هذه النوبات نهائياً.
لا يوجد تعريف محدد لنوبات البكاء الحاد أو أسباب واضحة لحدوثه، هناك بعض التفسيرات الشائعة التي ثبت عدم صحتها كلياً أو جزئياً منها أن نوبات البكاء تساعد المولود على توسيع رئتيه والتدرب على استخدامها أو أنه يبكي بسبب غازات تسببها حساسية تجاه لبن الأم أو لبن البودرة، أو نوبات البكاء بسبب عدم خبرة الأهل في التعامل مع الطفل، أو نوبات البكاء تأتي لأطفال عانت أمهاتهن من مشاكل أثناء الحمل والولادة
آخر الأبحاث بينت أن هناك احتمالية لحدوث نوبات البكاء للأسباب الآتية:
تعرض المولود لأكثر مما يتحمله جهازه العصبي: في الأيام الأولي يستطيع المولود حجب كل المؤثرات الخارجية لكي يستطيع التركيز في النوم والرضاعة، ولكن مع الوقت يصبح المولود أكثر وعياً للمؤثرات الخارجية وفي بعض الأحيان تكون هذه المؤثرات أكثر مما يحتمل (أصوات جديدة، أضواء وروائح) وعندما يأتي المساء (ميعاد النوبات اليومي) يكون المولود تحمل الكثير من المؤثرات طوال اليوم وغير قادر علي تحمل المزيد فتأتي نوبة البكاء كنوع من تخفيف التوتر، إذا كان هذا هو سبب البكاء جربي معه كل أنواع التهدئة مثل الهز والمرجحة والغناء له)
الجهاز الهضمي الغير مكتمل النمو: هي نظرية أخري أن الجهاز الهضمي ينقبض بشكل مؤلم أثناء مرور الغازات مما يسبب الألم و بالتأكيد معه نوبات االبكاء (يرتاح بعض الأطفال في هذه الوضعية عند الضغط علي معدتهم لتخفيف الألم)
غالباً يتجه الأباء اليائسون من استمرار نوبات البكاء إلي أقرب طبيب ليوصف لهم الدواء السحري لإنهاء هذه النوبات، الحقيقة أنه لا يوجد وصفة سحرية ولا يوجد دليل علي أن الغازات هي المسببة للنوبات و لكن إذا ربط الوالدين نوبات البكاء بمرور الغازات كسبب للبكاء يمكنهم سؤال الطبيب لدواء آمن تماماً علي المولود، وهناك أيضاً أعشاب طبيعية آمنة تماماً ينصح بها الأطباء. نؤكد علي عدم إعطاء المولود أي نوع من الأدوية أو الأعشاب دون استشارة الطبيب
ارتجاع المرئ: تشير أخر الأبحاث إلي ارتجاع المرئ كسبب معروف لنوبات البكاء، يهيج الارتجاع المرئ و يسبب إحساسًا بعدم الراحة و نوبات البكاء ( لو ربط الوالدين بين نوبات البكاء وارتجاع المرئ عليهم عدم إطعام المولود ورضاعته أكثر مما يريد وإذا كان كبيرًا بما يكفي و بدأ الأكل عليهم تقديم الطعام الثخين لا الخفيف الذي لا يحتوي علي ماء كثير ليبقي أسفل المعدة وأيضاً تجنب الطعام الحمضي والدهني بكميات كبيرة).
التدخين: واحد من أسباب نوبات البكاء إذا كان البيت معبأ برائحة التبغ المزعجة والخطرة جداً لرئة الأطفال علي الأب التوقف فوراً عن التدخين في المنزل.
الرضاعة: في بعض الأحيان كمية لبن الأم تكون غير كافية (عادةً لبن الأم يكون في أقل كمياته وقت المساء) مما يسبب الإحباط ونوبات البكاء عند المولود، إذا تأكدتِ أن هذا هو السبب يمكنك استعمال مضخة الصدر في الصباح لتوفير اللبن دائماً لما يناسب احتياجات طفلك.
توتر الآباء: في بعض الأحيان توتر الوالدين يصل إلي أطفالهم بشكل لا إرادي ويكون سبب رئيسي في نوبات البكاء لذا عليك بالهدوء والاسترخاء، طبعاً سوبر ماما مدركة أنه من الصعب مع كل هذا البكاء الهدوء وأنه نظرياً شئ وعملياً شئ أخر لكن يمكنك اتباع هذه الخطوات للتخفيف من توترك حتي تتخطي هذه المرحلة الصعبة المتعبة للأعصاب.
نصائح يمكنك اتباعها للتخفيف من وطأة البكاء عليكٍ:
يجب عليكِ أخذ وقت مستقطع أثناء هذه النوبات فلا يمكن أن تتحمليها وحدك. عليك اشراك زوجك أو أحد الأقارب حتي لا يكون الضغط على شخص بعينه طوال الوقت.
نوعي بين ترك ابنك في السرير ليبكي ١٠ دقائق ثم التقاطه ١٠ دقائق أخري هذا التغير في النشاط قد يمنحه راحة.
سماعات الأذن لن تؤذي أحد فهي لن تستطيع حجب الصوت كلياً ولكن ستخفف من حدته حتي تحتفظي بأكبر قدر من هدوء الأعصاب.
التمارين الرياضية منفذ مخفف للتوتر المستمر يجب أن تحافظي عليه.
تكلمي عن معاناتك مع احد الأقارب أو الأصدقاء المقربين شاركيهم تعبك فهم موجودون للتخفيف عنك.