القاهرة -صوت الإمارات
ؤكّد خبراء علم النفس أنّ الحفاظ على الحياة الزوجيّة السعيدة والحميمة أصعب بكثير من بداية الزواج نفسه، ما لم يكن هناك تجديد مستمرّ. نتيجة ذلك، قد تحدث المصيبة الكبرى، ألا وهي الخيانة الزوجيّة، التي ينشأ عنها فقدان التوازن النفسي والعاطفي بين الزوجين، وبداية مرحلة من القلق والتوتّر في العلاقة الزوجيّة، تؤدّي بدورها، في كثير من الأحيان، إلى تدمير الحياة الزوجيّة، فالطلاق.
تقول أستاذة علم الاجتماع الدكتورة منى وصفي: "من الطبيعي أن يغار الرجل على المرأة، ولكنْ ما يجري اليوم هو أنّ المرأة هي التي تغار على زوجها، بخاصّة إذا كان قد تخطّى سنّ الأربعين". وتؤكّد أنّ أداء العديد من الزوجات لم يَعد كما كان في السابق، وأنّهنّ أصبحن مرهقات ومثقلات بالهموم اليوميّة، كونهنّ يعملن خارج المنزل، تماماً مثل الزوج، ثمّ يقمن بالأعمال المنزليّة ويولين الاهتمام للعائلة بأسرها. وهنّ بذلك يتحمّلن مسؤوليّات كثيرة. ما يزيد الطين بلّة أنّ بعض هذه النساء يهتممن بأولادهنّ أكثر من أزواجهنّ، مقارنة بدرجة الاهتمام الكبرى به في فترة شهر العسل أو السنة الأولى من الزواج. في كثير من الأحيان، يتراجع هذا الاهتمام بعد الإنجاب، ليصبح الزوج في المرتبة الثانية بعد الأولاد؛ فيشعر الرجل بتقصير الزوجة في حقّه. ومع انتشار تعدّد الزوجات والزواج العرفي، يصيب الزوجة نوع من الهلع والوسواس القهري، حيث تبدأ الشكّ في تصرّفات زوجها.
في هذا السياق، تشير الدكتورة منى إلى أنّه من الطبيعي أنْ تغار المرأة على زوجها، ولكنْ عندما تصبح تصرّفاتها تشكّل خطراً على علاقتهما، لن يكون خطأ أو تنازلاً منها إذا عدّلت من تصرّفاتها، لأنّ لهذه الغيرة سلاحاً ذا حدّين. فالرجل يختنق من القيود التي تفرضها عليه غيرة الزوجة، ويحاول، في هذه الحال، الفرار والبحث عن الرومانسيّة خارج البيت الزوجي، عن الجزء الذي افتقده في زوجته.
المرأة أقلّ خيانة من الرجل
من جانبه، يقول الدكتور علي متولي، أستاذ علم النفس التربوي في جامعة عين شمس، إنّ الزوجة تكون أحياناً شريكة في الخطأ، حتّى ولو خانها الرجل، مؤكّداً في الوقت نفسه أنّ المرأة تشعر بخيانة زوجها، والعكس صحيح. ففي العلاقة الزوجية، توجد حاسّة تكشف حالة الفتور تجاه الحياة، ويتمثّل هذا الفتور في تقاعس الزوجة عن أداء واجباتها كزوجة، أو على الأقلّ ممارستها بطريقة ميكانيكيّة، ومن دون أيّ حماس يُذكر. ومن هذه السلوكيّات أنّها لا تتناول الطعام مع زوجها، ولا تنتظره على العشاء، أو تذهب من دونه في بعض المناسبات التي كانا في العادة يذهبان إليها سويّاً. تتغيّر تركيبة الحياة المنزليّة، وتقلّ فيها الأوقات الحميمة، ما يؤدّي في النهاية إلى مغادرة أحد الطرفين المنزل.
صوت الرجل يفضحه
من جهة أخرى، يقول أستاذ الطبّ النفسي الدكتور هاشم بحري إنّ كلّاً من المرأة والرجل يشعر بخيانة الآخر له. ذلك أنّ تعايش الزوجين سويّاً لمدّة طويلة يمكّنهما من فهم حركات جسم كلّ منهما. وعند حصول الخيانة الزوجيّة، يمكن للغة الجسد أن تكشف الحقيقة. فلمسات الرجل الخائن لزوجته تصبح فاترة، ونبرة صوته تخلو من الحماس، والعلاقة الحميمة تنقطع بعد فترة تباعد. ثمّ يبدأ الزوج بالنفور من العودة إلى المنزل، وحين يعود أخيراً، يفعل ذلك لأنّه لا بدّ له من أن يعود: يكون عصبيّاً، لا يطيق نفسه، ولا يرغب في سماع صوت زوجته. ويرجع هذا التبدّل في التصرّفات ليس إلى مشاكل قد يعاني منها في عمله، بل لأنّ الجوّ العام في المنزل الزوجي بات يوتّره. وهذه الأسباب كلّها مجتمعة تؤدّي إلى حتميّة البحث عن علاقة أخرى.
ويؤكّد الدكتور هاشم بحري أنّ تجديد الحياة الزوجيّة المستمرّ ضرورة لزواج سعيد، لا يخلو من العاطفة والحميميّة.
أوّل مؤشرات الخيانة
- حين تشعر الزوجة بأنّ زوجها يهتمّ بامرأة أخرى.
- حين يتأخّر في السهر خارج البيت، ويتكرّر خروجه من دون مبرّر واضح.
- حين يتهرّب من اصطحاب زوجته معه في السفر.
- حين يكون عصبيّاً عند عودته إلى المنزل.
- حين يتصرّف وكأنّه لا يطيق أيّ شيء، حتّى نفسه.
- حين لا يرغب في الاستماع إلى زوجته.
تأثير عمل المرأة
وتعتبر استشاريّة علم النفس الدكتورة لنا يوسف، أنّ المرأة العاملة تكون عادةً أقلّ غيرة على زوجها وشكّاً بتصرّفاته من المرأة التي تبقى في المنزل. فلدى الأخيرة ميل إلى السيطرة على زوجها واحتكار كلّ اهتماماته وأعماله وأفكاره، فتحاصره بكلّ الوسائل والطرق، حتّى غير المشروعة منها. كلّ هذا بهدف ألا يكون قادراً على النظر إلى امرأة أخرى، وأن يبقى لها وحدها.
نصائح لإنجاح العلاقة الزوجيّة
ويضع الدكتور مجاهد بعض النصائح التي، إن اتّبعتها المرأة بذكاء، ستبعد المشاكل عن علاقتها مع زوجها:
- لا تكوني مهملة تجاه زوجك ومنزلك.
- لا تهملي نفسك، بل جدّدي إطلالتك كلّ فترة.
- استمعي إلى زوجك وتعاطفي معه في حال كان يعاني من المشاكل في عمله، أو على الصعيد الشخصي.
- شاركيه هواياته وأشركيه ما تحبّين: المطالعة، الاستماع إلى الموسيقى، مشاهدة الأفلام، ممارسة الرياضة...