متى تقبل المرأة بخيانة الرجل؟ ولماذا؟

 

انتشرت خلال السنوات الأخيرة ظاهرة خيانة الأزواج بشكل مبالغ فيه، خاصة بعد رواج مواقع التواصل الاجتماعي وبرامج المحادثات الجماعية، التي أدت إلى انفتاح العلاقات، واختلاط الناس مع بعضهم البعض، منهم الطيب ومنهم الخبيث. 

والأمر الذي يثير الجدل أن قضية 'خيانة الزوج' قد تلقى قبولاً مجتمعياً من الجميع مع مناداة الجميع للزوجة بأن تكون عاقلة وحكيمة وصبورة على زوجها حتى لا تخرب بيتها وتشرد أطفالها .. فهل هذه الأفكار مقبولة أم مرفوضة؟

وفي هذا الشأن تقول هويدا الدمرداش مستشارة العلاقات الأسرية 'إذا كنا نتحدث عن البيت الذي يُرتكب فيه رب الأسرة ما هو غير مباح - بدءاً بالشات مع صديقاته وانتهاءاً بكامل الخيانة الزوجية - ويطالب الجميع بالسكوت على زلاته وهفواته أحياناً بمحاولة التخفي وأحيانا بالعنف واستخدام القوة، فكيف إذاً نقوم بتربية أبناء يتم احتضانهم في جنبات هذا البيت الموبوء؟ كيف يتم إشباع الزوجة المسكينة بالحب الذي تزوجت من أجله في علاقة انصرف فيها الطرف الذكوري عن دوره في تقديم الحب والمودة الرحمة؟ 

وعن دفاع بعض أفراد المجتمع عن خيانة الزوج تقول هويدا الدمرداش' المفروض والمنطقي هو أن نعيب على الرجال انهزامهم واستسلامهم لهذا النوع من الإدمان الذي حرم الأسرة من جوها الطبيعي في توفير الحب والحنان والدفء الأسري'. 

وتشير الدمرداش إلى أن 'بعض الزوجات لم تستطع الصمود فبعضهن سقطن فريسة للأمراض العضوية المختلفة والأخريات تعيش على مضادات الاكتئاب وغيرهن أصبحن يرين أولادهن السبب في وجودهن في هذه الزنزانة التي تسمى 'بيت' فتوترت علاقتهن بالأبناء وبعضهن للأسف قد فتن بقصص حب سرية ظهرت في أثناء غياب الزوج عن دوره الطبيعي وانشغاله بأن يقوم بتغذية نزواته الخاصة'. 

وتوضح المستشارة الأسرية أن هناك حلولاً جذرية لمثل هذه الظاهرة التي باتت وباءاً اجتماعياً خطيراً وهي

 1- الاعتراف بالحال المزري على ما هو عليه.

 2- ضغط المجتمع واستنكاره لأخطاء الرجال في هذا النوع تحديداً بدلا من هذا الاستسلام المخجل.

 3- عوده لسنة الله في الزواج عن طريق تقديم التدريب اللازم للزوجات والأزواج وخصوصا الشباب منهم فيما يخص دور كل منهم في إقامة حياة زوجية سليمة.

 4- ضغط المجتمع يكون بقبوله لفكرة الطلاق من الأزواج الذين لا ينصاعون لفكرة الزواج الصحيح كما خلقه الله 

وهنا أود أن أذكر الجميع بالمفهوم الحقيقي لنص الحديث الذي يحتجون به وهو ' أبغض الحلال عند الله الطلاق ' وهذا يعني أننا في دائرة الحلال فيكون الطلاق أبغضه .. أما وقد خرجنا لدائرة الحرام فعلام تستندون في حماية الحرام من جانب الرجال؟ هل من العدل أن نقوم بتقييد النساء بأبغض الحلال بعد أن انصرف الرجال إلى الحرام؟'.