تمر مراحل الحياة على المرأة سعيدة مستقرة فتبدأ الحب ثم تتوج بالزواج وتنزين بالذرية الصالحة، فأصبحت المرأة شمسا تنشر أشعتها على الجميع، تهتم بالزوج وراحته وسعادته وتخطيط المستقبل، وتارة تلبي احتياجات أطفالها لتشعرهم بالأمان والحنان والحب والاهتمام، كما أنها لا تكتفي بذلك بل يصبح تفكيرها ومسئوليتها محور العائلة. وتقول المستشارة الأسرية المدربة مي طارق: العائلة بالنسبة للمرأة مصدر الحياة والسعادة لكن سرعان ما تكتشف عكس ذلك فتأتي مرحلة السكون والتي تشعر فيها بفقدان الذات وعدم احترامها وكأنها إحدي قطع المنزل فتهمل معظم الوقت كما أنها مجبرة على بعض المهام التي إن قصرت فيها يغضب عليها الجميع دون الاكتراث لمشاعرها، وماذا تريد وكيف تفعل ذلك لأن كل مايهمهم أن تتم شئونهم على أكمل وجه. وتضيف:  معظم النساء يقفن عند هذه المرحلة وكأن الحياة توقفت وتتحول جميع اللحظات إلى كآبة وتندب الحظ والحياة والزواج كأن ما كانت عليه من قبل هو الأفضل وتستمر الأماني في العودة إلى الوراء لتصحيح الأوضاع والمعظم الآخر منهن ينتظر اليد التي ستمتد لها لكي تنتشلها من هذا الحزن والإحساس القاتل. لكن في كلتا الحالتين دليل على ضعف المرأة، فيجب أن تعلم كل امرأة أن لا أحد يستطيع مساعدتها أو جعل حياتها أفضل إلا نفسها كما أن الزمن لن يعود للوراء وإذا عاد ستتخذين ما فعلته من قبل. لذلك قرري الآن أن تكوني نفسك ولا تكوني غير ذلك، اعرفيها جيدا وماهي مواطن قوتها لتعززيها ومواطن ضعفها لتقويها، وأن تسعي لفعل شيء يسعدك أنتِ ولأجلك.. فكري ما الذي يجعل الآخرين لا يعطونك الاحترام والاهتمام اللازم. وطبعا هنا تختلف الأسباب من امرأة إلى امرأة لكن معظم الأسباب تتمثل في أن الزوجة تعاني من ذلك، أعطت جميع اهتمامها للآخرين دون الاكتراث لنفسها، إذ كيف يكترث الآخرون لكِ إذا كنت أنت لا تكترثين لها وأحيانا لأن ليس لكِ أهدافا لنفسك حتي أحلامك لا يوجد بينها حلم خاص بكِ. فابدئي الآن، ابحثي عن نفسك وقيمتك وأحلامك، وماذا تستطيعين أن تفعلي لنفسك، ومع ذلك لا تقصري في حياتك العائلية لأنهم هم السند والملجأ الحقيقي، كما أنه إذا لم تنجحي في مملكتك الخاصة فلا طعم لأي نجاح آخر.