القاهرة - صوت الامارات
من الأمور المتعارف عليها شرعاً وعرفاً ولا تقبل الجدال أن العلاقة الخاصة بين الزوجين وكل ما يجري بينهما على فراش الزوجية سري للغاية بين الزوجين ولا يقبل البوح، ولا يمكن إنكار أهمية تلك السرية في الحفاظ على الحياة الزوجية واستقرارها وخصوصيتها، ولكن هل هناك سبب يستدعي يوماً ما أن تبوح المرأة بمشكلاتها في السرير إلى الأهل أو أن تلجأ إلى مختص لطلب المساعدة والحل؟ وهل هناك مشاكل في الفراش قد تستعصي على الزوجين ويتطلب حلها تدخل طرف ثالث؟ وما هي شروط هذا التدخل وتداعياته؟
هذا ما تجيبنا عليه المستشارة الأسرية أسماء حفظي في السطور التالية:
بداية تقول أسماء: بالطبع لكل قاعدة استثناء وضرورة تبيح استخدام ذلك الممنوع وكشف الستار عن الأحداث التي تدور داخل غرفة النوم أحياناً على سبيل طلب المساعدة، وأخرى للتأكد من عدم وجود قصور، ولكن متى؟ ولمن؟ هذا هو الفيصل.
لنبدأ بـ"متى؟"
إذا شعرتِ بالغربة في حجرة نومك عن زوجك وجب عليك الحديث، كذلك إذا لم تكتفي بالقدر الذي يمنح إليك من المتعة ووجدتِ أنك راغبة في قضاء وقت أطول في ممارستها والتلذذ بها، وإذا استشعرتِ النفور داخلك من العلاقة الحميمة والتهرب منها واختلاق الأعذار سواء لشعورك بالألم أو عدم رؤية الأمر ممتعاً أو عدم تفهمك لبعض الأمور الجوهرية في العلاقة، وإذا رأيتِ أن معلوماتك ضئيلة ورغبتِ في الحصول على المزيد والإبداع دون الوقوع في أخطاء قد تأتي بنتائج عكسية دون عمد أو ربما لديك معلومات ترين أنها خاطئة، وظننتِ أموراً عدة ظهر لكِ عكسها وتكرر الأمر أكثر من مرة، وإن كنت تخافين وقوع محاذير ما أو تشعرين بإخفاق العلاقة دون معرفة السبب أو يتكرر لديك الشعور بالألم، فأنت بحاجة لطلب لمساعدة، لكن السؤال كيف؟ وممن تطلبينها؟
هنا تجيب حفظي: على عكس ما قد يعتقده أغلب الأشخاص ليست الأم هي الملاذ الأفضل في مثل هذا الوقت، فالأم لا تعلم سوى تجربتها وبعض المعلومات من مصادر محدودة، وربما أيضاً تتحكم فيها نزعة الأمومة إذا سمعت من ابنتها شكوى ما، وقد تسيئ ردة الفعل، والعاقبة تأتي بما لا تشتهي السفن، ومما لا شك فيه أن التوجه للصديقات من أسوأ الأمور التي قد تقعين فيها أيضاً، فهن لا يملكن إلا تجاربهن، ولا يمكنك ائتمانهن على أمور بهذه الخصوصية، أما أنسب اتجاه في هذه الحالة فهو للمختص سواء كان استشاري العلاقات الأسرية والعاطفية أو الاستشاري المختص بالعلاقات الجنسية، وهو تخصص قد يجهل الكثيرون وجوده ومدى تأثير اللجوء إليه على تحسن العلاقة وتصحيح المسار في النهاية، فلا يوجد ما هو أهم من السعادة الزوجية لتبذلي الجهد والوقت في سبيل الحصول على قسط أكبر منها، لكن بالطريقة والاتجاه السليم.