رام الله ـ صوت الإمارات
العلاقة الحميمة من أهم ما يربط الزوجين ببعضهما، ووجود أي خلل بها قد يوثر في الحياة الزوجيَّة برمتها. وفي هذ الرسالة التي وصلتنا تقول صاحبتها: أنا متزوجة وأحبُّ زوجي كثيراً، وهو يكبرني بـ13 سنة، أنجبت منه ولداً وبنتاً، وهو مريض بالسكري منذ زواجنا ولا يستطيع أن يرضي رغباتي الحميمة، يعني نمارس العلاقة الحميمة مرَّة واحدة كل 20 يوماً، نصحه الطبيب بعدم استخدام الحبوب المقوية؛ لأنَّه يعاني من الكوليسترول، وأنا بصراحة أخجل أن أطلب منه العلاقة الحميمة وهو لا يستطيع أن يضغط على نفسه.. لقد مللت منه حتى أني بدأت أكره وجوده في المنزل فهل يذهب كل واحد منَّا في طريقه.. ما الحلُّ برأيكم؟
اختصاصيَّة علم النفس، أشواق الوافي، تجيب عن هذه المشكلة، وتقدِّم الحلَّ لصاحبة الرسالة؟
صديقتي أهلا بك، من المفترض أنَّ زوجك يبحث عن علاج لحالته؛ لأنَّ مرض السكري لا يعني توقفه التام عن الحياة؛ فنسبة كبيرة من مرضى السكري يمارسون حياتهم الخاصة والعامَّة بشكل طبيعي المهم ألا يستسلم المريض لإحساس المرض، وأن يقاوم ذلك الإحساس ليعيش الحياة بشكل طبيعي. في كل الأحوال زوجك مخطئ لاستسلامه، وأنت مخطئة لسلبيتك في التعامل معه، فدورك أكبر وأعظم فإذا كان زوجك يتعامل بشكل سلبي مع المرض فقد لا يعرف أنَّ مرض السكري كأي مرض يحتاج إلى الاهتمام والانتظام في العلاج؛ لأنَّ العلاج والانتظام في الغذاء والراحة والاستقرار النفسي تؤثر بشكل كبير جداً في حياة مريض السكري الخاصة والعامَّة. لذا أقول لك عن دورك في الترفيه عن زوجك وتخفيف عناء المرض عليه من دون أن يشعر بأنَّ مرضه نقَّص من رجولته:
• عزيزتي ابدئي من الآن في التفكير في كورس كامل لهذا الأمر:
ـ مساعدة زوجك على التغلب علي الإحساس بالمرض من جهة وجذبه ناحيتك من جهة أخرى.
ـ لا تلقي باللوم الكامل على زوجك لأنَّك زوجته وشريكته؛ ولأنَّ لك دوراً كبيراً في مساعدته في التأقلم مع المرض بضبط الغذاء والانتظام في الدواء والتخفيف عنه وإشعاره بأهميته وقيمته كرجل وأب.
ـ من الآن توقفي تماماً عن الشكوى وابدئي مع زوجك صفحة جديدة وكوني مع زوجك إيجابيَّة وتصرَّفي كزوجة محبَّة عطوفة. زوجك يحتاجك أكثر مما تحتاجين أنت إليه. لذلك عليك أنت الدور الأكبر فإن كان هو يهرب منك أو يخجل من مواجهتك، فأنت الزوجة والعطوفة ونبع الحبِّ والحنان. زوجك بحاجة إلى الشعور بالأمان والاستقرار النفسي ليتخلص من إحساسه بالمرض الذي سيطر عليه فأفقده الرغبة بكل شيء، بل وأفقده الثقة بنفسه فأدى به إلى حالة الإحباط التي تجعله يهرب منك ومن كل شيء حتى من أولاده.
ـ اعلمي أنت وحدك بيدك إعادته للبيت والترفق به ومعاملته معاملة طيِّبة، وعدم إشعاره بالمرض وطمأنته إلى أنَّ مرض السكري سهل التعايش معه في حالة الانتظام في الدواء والغذاء، وأنَّ عليه استشارة طبيبه ومتابعة التعليمات الطبيَّة بدقَّة، والحرص على صحته وهو أمر يعود إليك لتقويته ودعمه.
ـ وفي النهاية سيدتي فالأطباء يؤكدون أنَّ تغيير نمط حياة مريض السكري يساعد بشكل كبير على تحسُّن حالته المرضيَّة والعضويَّة والنفسيَّة، وهذا هو دورك الذي يجب أن يبدأ من الآن في التخفيف والترفيه عن زوجك واستقطابه نحوك بالحبِّ والحنان والتفاهم كزوجة ذكيَّة متفهِّمة حالة زوجها.