دبي – صوت الإمارات
تعدّ الحياة الجنسية السليمة مؤشراً على الصحة الجيدة؛ فالجنس يقلّل من ضغط الدم المرتفع، كما يعزّز الرضا في العلاقة العاطفية، ويعمل على تحسين نوعية حياتك عموماً
لكن هل بوسع الجنس مداواتك؟ بالطبع. فإلى جانب النشوة الممتعة، فإن الجنس يستطيع أن يساعدنا في التغلب على الآلام المرتبطة بعدد من المشكلات الصحية. وعلى الرغم من أنه لم تثبت بصورة قطعية قدرة الجنس على التخلص من الأمراض، فإنه في النهاية لا ضير من المحاولة، خاصة وأنّ الجنس، المقترن بالحب، يسهم بلا شك في تعزيز شعورنا بالسعادة، ويمنحنا ذاك الإحساس بأننا مرغوبون ومطلوبون، وهو إحساس لا يعادله أي إحساس آخر.
فيما يلي عدد من فوائد الجنس التي تتجاوز النشوة، وتجعلنا نشعر أفضل نفسياً وجسدياً، وتحسن صحتنا بوجه عام
تخفيف آلام حصى الكلى
لا شيء يضاهي الآلام الناجمة عن حصى الكلى. في هذا الخصوص، أشارت دراسة صدرت مؤخراً في مجلة “جورنال أوف يورولوجي” إلى علاج فريد من نوعه: فممارسة الجنس بانتظام من شأنها تخفيف آلام حصى الكلى كما تمنع الحصى الجديدة من التشكّل. وتتمثل الفائدة في إفراز أوكسيد النيتروز أثناء ممارسة الجنس، وهو ما يؤدي لارتخاء عضلات الحالب، ما يفسح بدوره المجال للحصى كي تنزل، وهون أمر ينسحب على الرجال والنساء على السواء. على أن البعض يرون أن الرجال قد يستفيدون أكثر من النساء من هذه الخاصية؛ ذلك أن الرجال يقذفون من مجرى البول نفسه، خلافاً للنساء. وفي جميع الأحوال، يتعين علينا عند اشتداد آلام الكلى التوجه إلى الطبيب.
التغلب على الاكتئاب
يرى بعض خبراء النفس أن الجنس يجعلنا أكثر سعادة. ثمة دراسة أسكتلندية تشير إلى أن الجنس يقلّل من التوتر والمشاعر السلبية. ومن المعروف أن ثمة هرمونات يفرزها الجسم أثناء العملية الجنسية، وهي الدوبامين والسيروتونين، وهي هرمونات سعادة ذات أثر جليّ على المزاج، حيث تعمل على تحسينه.
ومع ذلك، تظل العلاقة بين الجنس والاكتئاب جدلية؛ فالاكتئاب قد يؤدي إلى فقدان الرغبة الجنسية، على غرار المفعول الذي تقوم به الأدوية المضادة للاكتئاب، التي تعمل على تراجع الرغبة. لكن شعور المرأة أو الرجل بأن شريك حياته لا يرغب فيه جنسياً قد يؤدي إلى الشعور بالاكتئاب. فهل عدم ممارسة الجنس يؤدي إلى الاكتئاب، أم أن الاكتئاب يؤثر على الرغبة الجنسية ويتسبب في خمودها؟ سؤال لا يزال مطروحاً للبحث. وعليه، إذا كنت غير مهتم بالجنس أو فقدت شعورك بالمتعة المرتبطة به، وتشعر بالحزن أو الكآبة، عليك مراجعة الطبيب.
التخفيف من الصداع النصفي
يعدّ الصداع النصفي واحداً من أكثر أنواع الألم شدة؛ ذلك أنه عصيّ على الاحتمال والعلاج. وغالباً ما تتعلل المرأة في العادة بالصداع كي تعتذر لشريكها عن ممارسة الجنس. لكن ثمة دراسة منشورة في مجلة “سيفالاغيا” أظهرت أن ثلث النساء اللاتي مارسن الجنس أثناء معاناتهن من نوبة الصداع النصفي تخلّصن من الألم؛ وهو ما يعني أن النشوة الجنسية تعترض طريق الصداع وتوقف الألم. ويعود السبب في ذلك نظراً لأن النشوة الجنسية تفرز إندورفينات قوية، تعمل كمسكّن للآلام. كما أن الجنس يجعل الأوعية الدموية تتوسّع، الأمر الذي يعمل على تقليل حدة بعض أنواع الصداع.
معالجة نزلات البرد
في دراسة جديدة نُشرت في مجلة “فيسيولجي آند بيولوجي”، وجد باحثون أن الناس الذين يمارسون الجنس عدة مرات في الأسبوع، لديهم مستويات منخفضة من “الكورتيزول”، وهو الهرمون المقترن بالإجهاد، بالإضافة إلى مستويات مرتفعة من الإميونغلوبلين، وهو مؤشر على سلامة الجهاز المناعي. على أن هذا لا يعني ألا نتخذ التدابير الوقائية من أمراض البرد والزكام كي لا نعدي شريكنا.
تقليل آلام الدورة الشهرية
هذه الفائدة تقتصر على المرأة طبعاً. فعوضاً عن تمرير جِراب الماء الساخن على بطنكِ المتشنّج أثناء الحيض، مارسي الجنس من دون إيلاج وبلوغ النشوة الكاملة؛ فمجرد الشعور بالإثارة الجنسية يعمل على زيادة تدفق الدم، الأمر الذي يخفف من تقلّص العضلات، المقترنة بتلك الآلام الشديدة.
إيقاف سلس البول
هل تعانين عزيزتي من بعض السلس البولي حين تقومين بجهد معين، كالركض أو ممارسة التمرينات الرياضية؟ لعلها واحدة من أكثر شكاوى النساء رواجاً. عليك إذن بالجنس، الذي يعد تمريناً حيوياً لمنطقة الحوض وتقوية العضلات، على نحو يسهم في إيقاف سلس البول أو الحد منه. فوفقاً لدراسة أمريكية، يشكّل تعلم التحكّم بعضلات الحوض طريقة مثالية لإيقاف السلس البولي. كما أن النساء اللاتي يتمتعن بعضلات حوض قوية، يكنّ أكثر قدرة على إرضاء الشريك وبلوغ النشوة أثناء ممارسة الجنس. بيد أنه في الحالات المستعصية من السلس البولي فإن الجنس قد يزيد المشكلة سوءاً، لذا يتعين التوجه إلى الطبيب فوراً.
يساعد على النوم
لعلّ هذه بشرى سارة لمن يعانون من الأرق؛ إذ يعمل الجنس على إفراز جرعة قوية من هرمون الأوكسيتوسين، الذي يجعلك تشعر بالاسترخاء والرغبة بالنوم. وبالنسبة للمرأة تحديداً، كشفت دراسة نشرت مجلة “جورنال أو ويمنز هيلث” أن مستويات الأستروجين تزداد عقب ممارسة الجنس، وأن النساء اللاتي يرتفع لديهن هذا الهرمون ينمن بشكل أفضل.
التقليل من مخاطر أمراض القلب
هل يملك الأشخاص الذين يمارسون الجنس بكثرة قلوباً أقوى؟ أم أن الأشخاص الذين يتمتعون بقلوب أقوى قادرون على ممارسة الجنس بشكل أكثر؟ قد يكون من الصعب الجزم بهذا الأمر. لكنه وفقاً لدراسة نُشرت في مجلة “أميركان جورنال أوف كارديولوجي”، فإن الرجال الذي يمارسون الجنس مرتين أسبوعياً يقل لديهم خطر الإصابة بأمراض القلب بمعدل 50 %. وهذا الأمر ينسحب على النساء أيضاً. فالجنس رياضة، والرياضة مفيدة للجسم، فما بالكم إذا كانت هذه الرياضية ممتعة، تعزز مشاعر الحب لديك وتنعش العاطفة وتجدد الرومانسية.