باريس - مارينا منصف
رفضت امرأة فرنسية، تغيير صورتها الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" إلى علم بلادها، في أعقاب الهجمات المتطرفة على باريس قائلة إن ذلك سيكون "خطأ كبيرًا".
وحدَّثت شارلوت، المولودة في باريس وتقيم حاليًا في بورتسموث، حالتها الخاصة على صفحة التواصل الاجتماعي ردًا على الهجمات المتطرفة يوم الجمعة التي تسببت في مقتل 129 مواطنًا.
وأوضحت أنها لو فعلت ذلك في كل مرة يقع فيها حادث وحشي في أنحاء العالم، فإنها ستضطر إلى عمل ذلك مرات عديدة في اليوم، وحازت مشاعرها على إعجاب أكثر من 128 ألف متابع.
وتتضامن ملايين المستخدمين على "فيسبوك" حول العالم مع فرنسا، بوضع صورة العلم الفرنسي ثلاثي الألوان فوق صورهم الشخصية تعبيرًا عن تضامنهم مع باريس.
وكتبت شارلوت التي تعمل رئيسًا لتحرير المجلة الإلكترونية العالمية "الفن يحفظ الأرواح"، على صفحتها في الـ"فيسبوك": "لن أغير صورتي الشخصية للعلم الفرنسي على الرغم من أنني فرنسية من باريس، لأنني لو فعلت ذلك من أجل باريس فقط سيكون خطأ، وإذا فعلته بعد كل هجوم عبر أنحاء العالم، سأكون مضطرة لتغيير الصورة مرات عديدة في اليوم الواحد، فقلبي مع العالم كله، لا للحدود، ولا للتسلسل الهرمي، فحياة كل إنسان تمت مهاجمته بسبب معتقدات متطرفة، سواء اعتمدت على الدين أو الإجحاف أو التكسب، لها قيمتها عندي، لا تكن جزءا من ثقافة "نحن وهم"، فهي العقلية التي يريدها منك مروجو الحروب".
وتلقت شارلوت دعمًا هائلًا بسبب هذه الجمل مع تعليقات مشجعة، حيث كتب شخص: "لن أغير صورة بروفايلي أيضًا لنفس السبب"، وكتب أخر: "أحببت ما كتبتيه وأتفق مع منشورك تمامًا، لا تسمحي للآخرين بإسكاتك"، بينما علق رجل أخر قائلًا: "كنت أود أن أكتب شيئًا كهذا، إلا أنك تناولت الموضوع بقوة وبلغة محددة". وأضاف معلق آخر: "بالضبط، وما يجب أن يُقال هو أنني أكن لكي احترامًا كبيرًا".
ومع ذلك، تلقت شارلوت أيضًا ردود فعل عنيفة من بعض الناس ممن كانت تعتبرهم أصدقاء يتابعون منشورها يوم السبت، وقامت بتحديث حالتها على الفيس بوك أمس لتوضيح أن رسالتها الأصلية لم يكن المقصود منها هو النقد
وأضافت: "أنا حزينة لأن أصدقاء بعينهم كانوا بهذا القدر من التشكيك بي، وقالوا مثل هذه الأشياء الجارحة عن الكيفية التي أعيش بها حياتي.. ليست لدي مشكلة مع هؤلاء الذين يضعون العلم الفرنسي كصورة بروفايل شخصي، ولكنني فقط أوضحت لماذا لا أفعل ذلك وأنا فرنسية".
ونشرت شارلوت هذا المنشور عقب الهجمات التي وقعت على باريس مساء الجمعة، وكانت هجمات استهدفت حفل موسيقي ومطعم ومخارج إستاد فرنسا، وأعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عن الهجمات، قبل إعلان الحداد ثلاثة أيام في باريس كلها حزنًا على أرواح الضحايا.
وكثفت القوات الفرنسية في باريس الأحد، من انتشارها وأغلقت المواقع السياحية أبوابها في واحدة من أكثر المدن السياحية التي تتم زيارتها في العالم، بينما حقق المحققون مع أقارب الانتحاريين المشكوك فيهم ممن شاركوا في أعمال عنف منذ الحرب العالمية الثانية.