لندن - كاتيا حداد
كلما ازدادت أعداد المنضمين الشباب من مسلمي أوروبا إلى تنظيم "داعش" المتطرف، تزايدت معها التقارير التي تفيد بانضمام الكثير من الشابات إلى صفوفه، بهدف الجهاد في سورية والعراق أو الزواج من أعضاء التنظيم، الأمر الذي يُعد تطورًا في أساليب التجنيد لدى الجماعة دفع إلى انضمام الآلاف من شباب وفتيات أوروبا وخارجها للمشاركة في القتال.
وأكدت السلطات البريطانية الأسبوع الماضي فقط، إحباط محاولة شابتين السفر إلى سورية للمشاركة في القتال الدائر هناك، فيما اعتقلت قوات الأمن شابة بالغة من العمر 25عامًا بعد الاشتباه بتخطيطها لتنفيذ عمليات متطرفة ذات صلة بالحرب في سورية.
واستوقفت السلطات نهاية الأسبوع، عددًا من الفتيات من ضواحي دنفر وشقيقتين من أصول صومالية وبصحبتهم صديقة سودانية أثناء محاولاتهم السفر إلى سورية، ولعلَّ هذه الأحداث والتطورات الأخيرة فيما يتعلق بانضمام فتيات أوروبا المسلمات إلى الجماعات المتشددة مثل "جبهة النصرة"
،و"داعش" الذي يسعى إلى تأسيس دولة الخلافة في سورية والعراق.
وأفادت تقارير عدة بأنَّ أعدادًا كبيرة من المنضمين جاءوا من فرنسا وبريطانيا، فيما جنّد "داعش" عددًا من المواطنين الأستراليين والبلجيكيين والأسبانيين.
ومنذ أشهر عدة مضت، بذل التنظيم المتطرف جهودًا حثيثة لإدراج عدد من النساء إلى قوائمه، بعدما نشر عددًا من تسجيلات وصور للنساء المجندات لديه، واللاتي يعملن على إنتاج منشورات جديدة وإنشاء منتديات عبر الإنترنت. ولا يزال العدد المحدد للسيدات المشاركات في القتال غير واضح حتى
الآن، غير أنَّ عددًا من المحللين، قدَّروا النسبة التقريبية بحوالي 20% من الفتيات والنساء الآتيات من أوروبا.
من ناحيتها، أشارت المحاضرة والمتخصصة في الدراسات الدفاعية في كلية "كينغز" في لندن كاثرين اي براون، إلى أنَّه "في الوقت الذي تنجذب فيه عدد من النساء إلى فكرة الزواج من المقاتلين، ترى أخريات أنَّ انضمامهما بات ضروريًا للتنظيم بفضل ما يوفره من أفكار ومزاعم حيال اعتماد سياسات مثالية بالمشاركة في القتال واعتبار أنفسهم جزء من الحياة الجديدة التي أسسها التنظيم" موضحة أنَّ "المزج بين العنف والألفة يُعد أمرًا مهمًا بالنسبة إلى أفراد التنظيم، لقد أقحمت بعض النساء أنفسهن في الحياة السياسية بعدما شعرن بالعزلة في أوروبا".
فيما أكد أستاذ الطب النفسي الثقافي وعلم الأوبئة في جامعة "كوين ماري" كمال الديب بوهي، على هامش مؤتمر صحافي نظّمه المركز الإعلامي للعلوم في لندن، أنَّ الشابات المسلمات مثلهم مثل الرجال قائلًا "هناك وباء منتشر بين الفتيات الراغبين في الانضمام إلى صفوف الجهاديين".