جيهان أنور السادات

أثنى البعض على جيهان أنور السادات بصفتها رائدة في مجالات حقوق المرأة في العالم العربي، واستنكر البعض مواقفها باعتبارها هادمة للعائلات ووجهت إليها اتهامات بأنها مجرد ناطقة بلسان زوجها الرئيس الراحل أنور السادات، وذات تاثير زائد عن اللازم عليه في السراء والضراء .

شخصية تتعارض حولها الأحكام بسبب أفكارها ونشاطاتها لمصلحة المرأة والأسرة في المقام الأول. بعد اغتيال زوجها كان عليها الوقوف على قدميها ورغم أنها كانت تستطيع البقاء في مصر لقضاء بقية حياتها بجانب عائلتها لكنها سعت لتحقيق هوية لنفسها فانتقلت إلى الولايات المتحدة الأميركية وأتمت رسالة الدكتوراه وشرعت في التدريس وإلقاء المحاضرات.

قبل زواجها من أنور السادات وهي في السادسة عشرة من عمرها كانت ترى في نفسها زعيمة، كانت مثلا زعيمة على الأطفال في أسرتها وكانت تشعر دائما بأن حياتها ستكون خاصة ولن تكون عادية مثل الأخرين . منذ أن كانت في الثانية عشرة من عمرها تأثرت بموجة الوطنية التي اجتاحت مصر ورغم أن والدتها كانت تنتمي إلى الجنسية الإنكليزية لكنها كانت تتمنى زوال الاحتلال الإنكليزي عن مصر .

منذ طفولتها وهي مغرمة بقراءة التاريخ والشعر والروايات وأصبح أنور السادات فارس أحلامها قبل أن تتعرف عليه بعد أن كانت تسمع عن أخباره من حسن عزت أحد أقاربها وما كان يحصل مع السادات من أحداث تشبه الأفلام الروائية فأحبته قبل أن تراه . تحقق حلمها وتزوجت من أنور السادات وأصبحت سيدة مصر الأولى وهو اللقب الذي تحصل عليه أول زوجة رئيس للجمهورية بعد ثورة 1952 ، وكانت أول سيدة مصرية تخرج إلى العمل العام، كان لها مبادرات اجتماعية ومشاريع إنمائية عديدة، وأسست جمعية الوفاء والأمل وكانت من أهم المشجعات لتعليم المرأة .

عرفت بشخصيتها الجذابة وحضورها الآثر ووقوفها إلى جانب زوجها في الأوقات العصيبة مع أنها كانت تصرح في العديد من المناسبات بأنه لم يكن يشركها في أي قرار من قراراته السياسية، وكانت جيهان السادات القوة الدافعة وراء إصدار مرسوم عام 1979 الذي أطلق عليه "قانون جيهان" وكان يلزم الزوج بإبلاغ الزوجة قبل تسجيل الطلاق، وأعطت الزوجة الحق في تحريك دعوى للمطالبة بالنفقة، وتم إطالة فترة حضانة الطفل مع الأم، كما أعطى القانون للزوجة حق الاحتفاظ بمنزل الزوجية . ولا تزال جيهان السادات حتى الآن محط أنظار وسائل الإعلام وهي غالبا ما تظهر في البرامج التلفزيونية في السادس من أكتوبر من كل عام، وهي ذكرى انتصار العرب على العدو الصهيوني الذي يصادف في اليوم نفسه ذكرى اغتيال زوجها أنور السادات.