واشنطن - رولا عيسى
تسعى المرشحة الديمقراطية لسباق الانتخابات الأميركية الرئاسية هيلاري كلينتون، الجمعة، حولت خطأها بشأن الاستفتاء على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إلى منحى إيجابي لحملتها الانتخابية .وقالت هيلاري، وزيرة الخارجية السابقة، إن "خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يؤكد الحاجة إلى التحلي بالهدوء، والثبات والقيادة من ذوي الخبرة في البيت الأبيض".
وأضافت كلينتون، وفقا لما ذكرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أنه استنادا على شعار حملتها "أقوياء معا"، إن خروج بريطانيا الصادم من الاتحاد الأوروبي" يؤكد حاجتنا إلى الوقوف معا لحل تحدياتنا التي نواجهها كدولة، وليس البكاء على كل مشكلة على حده"، وعلى غرار الرئيس الأميركي باراك أوباما تفضل كلينتون دفع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون المملكة المتحدة لـ"البقاء" داخل الاتحاد الأوروبي، إلا أن الناخبين البريطانيين، يوم الخميس، دعموا خروجا دراماتيكيا لبريطانيا من الشراكة العابرة للقارات، وكان المرشح الجمهوري للبيت الأبيض دونالد ترامب انتقد كلينتون لإساءتها فهم الحالة داخل المملكة المتحدة، وقالت إنها و أوباما "يخطأون دائما وهذه هي المشكلة معهم". وفي بيان، صباح الجمعة، حاول كلينتون قلب الطاولة على ترامب، الذي أيد علنا حملة "الخروج من الاتحاد الأوروبي"، بقولها إنه سيقود الولايات المتحدة إلى نفس الهاوية.
ورأت كلينتون أن الولايات المتحدة تحتاج إلى قائد محنك "لحماية أموال الأميركيين وسبل عيشهم" لدعم أصدقائنا وحلفائنا، للوقوف في وجه أعدائنا، والدفاع عن مصالحنا، وبدأت كلينتون، بيانها، بتمديد نفس غصن الزيتون نفسه للشعب البريطاني الذي مده رئيس الولايات المتحدة الحالي، وقالت:"نحن نحترم خيار شعب المملكة المتحدة، فمهمتنا الأولى تتمثل في التأكد من أن حالة عدم اليقين الاقتصادي التي أنشأتها هذه الأحداث لا تضر بالأسر العاملة هنا في أميركا"، وأضافت: "علينا أيضا التأكيد على التزام أميركا الواضح والراسخ إزاء العلاقة الخاصة مع بريطانيا والحلف الأطلسي مع أوروبا".
ونظم فريق كلينتون مؤتمرا صحفيا، بعد ظهر الجمعة، للرد مرة أخرى على تعليقات ترامب، صباح الجمعة، خلال إعادة افتتاحه لملعب للجولف في اسكتلندا، حيث قال:"كما تعلمون، عندما تقل قيمة الجنيه الاسترالني، سيأتي الناس إلى تيرنبيري، وبصراحة، والجنيه الاسترليني في نزول، ودعونا نرى ما تأثير ذلك"، وأشارت حملة كلينتون إلى أنه يمكن اتهامه بدعم "الخروج من الاتحاد الأوروبي"؛ لأنه يمثل "فرصة عمل جيدة بالنسبة له" على الرغم من أنها تزعزع استقرار الأسواق المالية العالمية.
ويأتي دعم كلينتون الفاتر لحملة "البقاء" داخل الاتحاد الأوروبي بعد يوم من عقد أوباما، لمؤتمر صحفي مشترك مع كاميرون في بريطانيا، وجادل بقوة لصالح موقف صديقه. وقال جيك سوليفان المستشار السياسي لكلينتون، أنها اتفقت في اليوم التالي مع كاميرون و أوباما، ووفقا لسوليفان، فإن "هيلاري كلينتون تعتقد أن التعاون عبر الأطلسي أمر ضروري، وأن التعاون يصبح أقوي عندما تتحد أوروبا، وقالت إنها تقدر دائما قوة المملكة المتحدة في قوة الاتحاد الأوروبي، كما تُقدر صوت البريطاني القوي في الاتحاد الأوروبي"، ولم يعترف كلينتون ولا أوباما، اليوم، في بياناتهم الأولية أنهم على الجانب الخطأ من هذه القضية، وقال الرئيس الأميركي، في بيانه، الذي صدر قبل نصف ساعة قبل حملة كلينتون، :"لقد تحدث الناس في المملكة المتحدة، ونحن نحترم قرارهم"، وأضاف:"العلاقة الخاصة بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة دائمة، وعضوية المملكة المتحدة في حلف شمال الأطلسي ،حجر زاوية حيوي من الخارجية للولايات المتحدة، والأمن، والسياسة الاقتصادية"، وتابع:"وكذلك علاقاتنا مع الاتحاد الأوروبي، التي فعلت الكثير لتعزيز الاستقرار وتحفيز النمو الاقتصادي، وتشجيع انتشار القيم والمثل الديمقراطية في جميع أنحاء القارة وخارجها". وأوضح أوباما: "كلا الجانبين سيبقيان شريكا لا غنى عنه للولايات المتحدة، حتى لو بدأنا التفاوض بشأن علاقتهما المستمرة لضمان استمرار الاستقرار والأمن والازدهار لأوروبا وبريطانيا العظمى وأيرلندا الشمالية، والعالم".