واشنطن - صوت الإمارات
أجرت إيفانكا ترامب زيارة رسمية إلى النصب التذكاري لانتفاضة غيتو وارسو في بولندا يوم الثلاثاء، إلا أن الحاخام الأكبر أصدر بيانًا ينتقد فيه عدم احترام ترامب لهذا المكان، إذ أنه لم يحضر مع ابنته وزوجها لزيارة النصب التذكاري. ووضعت إيفانكا إكليلًا من الزهور على هذا النصب التذكاري إكرامًا لقادة انتفاضة وارسو في أثناء قيام الحرب العالمية الثانية، ولكن أصدر زعماء اليهود، بما في ذلك الحاخام الأكبر، مايكل شودريتس، بيانًا يوم الأربعاء يتحدث أمام 5 آلاف بولنديًا بفشل الرئيس الأميركي ترامب.
وقالوا: "نحن آسفين على ما فعله دونالد ترامب، على الرغم من أننا نتحدث أمام العامة وعلى بعد ميلًا واحدًا من النصب التذكاري إلا أنه كسر القاعدة الجديرة بالثناء، جنبًا إلى جنب مع الكثير من النصب التذكارية الأخرى، ونأمل أن هذا الاستخفاف لا يعكس مواقف ومشاعر الشعب الأميركي". وأضاف:"منذ سقوط الشيوعية عام 1989، يزور جميع الرؤساء الأميركيين ونوابهم هذا النصب التذكاري لانتفاضة غيتو وارسو عند زيارتهم مدينة وارسو".
وتابع الحاخام مايكل شكدريتش : "إن زيارة إيفانكا لهذا النصب بمثابة أمر مهم ليس فقط لأنها يهودية وليس لأن أجدادها من الناجين من الهولوكوست، وهي محرقة إبادة جماعية قُتل فيها ما يقرب من ستة ملايين يهودي على يد النظام النازي لأدولف هتلر والمتعاونين معه، بل مهمة لها شخصيًا. "ولكن إنه أمر محزن أيضًا لأن والدها الرئيس ترامب أول رئيس أميركي لم يزر النصب التذكاري للانتفاضة منذ 25 عامًا".
وقد اعتنقت إيفانكا ترامب اليهودية منذ زواجها من غاريد كوشنر اليهودي، والذي رافق الرئيس في هذه الرحلة. وقامت إيفانكا أيضًا بزيارة متحف تاريخ اليهود البولنديين والذي استعرضه معها الحاخام مايكل شكدريتش. ثم غردت على تويتر :"إنه من المؤثّر للغاية أن تكون قادرًا على زيارة النصب التذكاري لانتفاضة غيتو وارسو ومتحف تاريخ اليهود البولنديين".
وأضافت على حسابها في "انستغرام" :"إنه كان شرفًا وفخرًا لي أن أكنّ كل الاحترام والتقدير وأتذكر هؤلاء الذين حاربوا بكل ما أوتوا من مثابرة لمواجهة هذه الصعاب".
وأشاد ترامب في حشد 5 آلاف بولندي والذين هتفوا باسمه منوهًا لهم كمثال للقوة التي يتمنى أن يراها في دول حلف شمال الأطلسي، ووصف البلد بأنها "صميم قلب أوروبا الجغرافي" وأشاد برجال البلد في تخلصهم من النازيين الظالمين والمُحتلين الروس في القرن الماضي.
واعترف الرئيس ترامب بانتفاضة غيتو في تصريحات له وتحدث عن الإبادة الجماعية للبولنديين التي حدثت في محرقة هولوكوست. وقال :"تحت احتلال مزدوج قد عاش الشعب البولندي آلامًا تفوق الوصف من: مجزرة غابة كاتين والاحتلال وإبادة محرقة هولوكوست وانتفاضة غيتو وارسو وتدمير عاصمة هذه الدولة الجميلة ووفاة ما يقرب من فرد من كل خمسة أفراد في الشعب البولندي. ولم ينخفض عدد سكان اليهود بعد قتل النازيين ملايين المواطنين من اليهود في بولندا بشكل منهجي إلى جانب عدد لا يُحصى من الحروب الأخرى أثناء هذا الاحتلال الوحشي".
واضاف: :"في صيف عام 1944 كانت تستعد الجيوش النازية والاتحاد السوفيتي لمعركة رهيبة ودامية هنا في وارسو، ووسط هذا الجحيم على الأرض، نهض مواطني بولندا للدفاع عن وطنهم. وأنا اتشرف جدًا بانضمامي اليوم على المنصّة لأتحدث عن انتفاضة غيتو وارسو. وقد وصل كلًا من إيفانكا وغاريد، اللذان يشغلان مناصب استشارية في البيت الأبيض، إلى وارسو مع الرئيس ترامب وزوجته الأولى عن طريق طائرة سلاح الجو الواحد، التي تُقل رئيس الولايات المتحدة. وكان الرئيس ترامب قد التقى بالرئيس البولندي في وقت سابق وحذره من أن مستقبل الغرب موضع شك، وأشاد بالشعب البولندي وقال :"سننجو وننتصر، إذ تذكرنا التجارب البولندية بأن الدفاع عن دول الغرب لا يعتمد فقط على الأسلحة ولكن على إرادة شعب".
وتحدث ترامب عن مهاجمة الإرهاب في الشرق الأوسط، وقال: :"نحن نقاتل الإرهاب الإسلامي جذريًا وسنحقق الانتصار، فقد عانت أميركا وأوروبا من أكثر من هجوم إرهابي، واحدَا تلو الآخر ونحن سنعمل على وقف ذلك، والعبرة في الأفعال لا في الأقوال". وأشار أيًضا إلى كوريا مؤكدا:"أنها ستواجه عواقب جسيمة لإطلاقها الصاروخ العابر للقارات". واعترف أن روسيا :"من الممكن أن تكون قد تدخلت في الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2016" والتي شهدت انتصاره على المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون. وتعهد بالعمل مع بولندا في التصدي لتهديدات روسيا، إذ أكّد بالفعل دعوته مجددًا لأعضاء منظمة حلف الشمال الأطلسي على الوفاء بالتزاماتها المادية.