عارضات الأزياء وتجبرهن على العمل في سرية

يُستهدف مجال الأزياء من قبل رجال الدين الذين يقاتلون "التدهور الأخلاقي" في إشارة إلى السلطة المحدودة للرئيس المعتدل.

وأوضحت صحيفة التايمز البريطانية أن "سابا هومامي"، عارضة أزياء، تخطط للانتقال إلى باريس بعد أن أجبرت السلطات عارضات الأزياء على العمل في سرية. وتضطر "هوماني" إلى التصوير في أماكن سرية من طهران، ولا تنشر  صورها إلا في مواقع خاصة، لأن النظام الإيراني ربما يعاقب المرأة التى لا ترتدى غطاء للرأس بالجلد.

إن التصوير في السر يعكس صورة المجتمع الإيراني وسياسته وتعامله مع المرأة بعد نحو أربعة عقود من الثورة الإسلامية على نظام الشاه وزوجته فرح التي كانت هي نفسها عارضة أزياء.

قبل عامين فقط، في أيلول / سبتمبر 2015، ظهرت هومامي على منصة عرض الأزياء  في العاصمة الإيرانية  بفستان زفاف عاري لأول عرض للأزياء العامة منذ ثورة 1979، وعلقت على ذلك "كان ذلك لطيفا جدا، ". وأضافت "لسوء الحظ، اتضح أن ذلك العرض هو الأول والأخير".

مثلت العارضات والمصممون والمصورون أمام المحاكم الثورية الإيرانية للاعتذار عن "التدهور الأخلاقي". وأغلقت مدرسة لتعليم عرض الأزياء وشركة أزياء.

حكومة الرئيس حسن روحاني، وافقت على إقامة عروض الأزياء ولكن جهاز القضاء يعترض عليها، وهو جهاز متعلق بالمرشد الأعلى، علي خامنئي، الذي قال إن "من أكبر أخطاء الغرب هي المساواة بين الجنسين".

ونقلت الصحيفة عن سيد علي الأنصاري، أستاذ تاريخ إيران في جامعة سانت أندرو، قوله "إن الرئيس في إيران يصبح كأنه زعيم المعارضة، بينما تبقى مقاليد الحكم في يد المرشد الأعلى، علي خامنئي، ودولته العميقة".

وأشار تقرير لمنظمة العفو الدولية عن إيران إلى أن "نصف خريجي الجامعات الإيرانية نساء"، ولكنهم لا يمثلون إلا نسبة 14.9 % في سوق العمل، وواحدة من كل ثلاث إيرانيات جامعيات لا تجد عملا.  وتصف المنظمة هذه الأرقام بأنها دليل على التمييز ضد المرأة، التي تسعى إلى اكتساب حق حرية اللباس، وحق المشاركة في المنافسات الرياضية، وإنهاء القيود مثل الحاجة إلى إذن الزوج أو الأب للسفر. وفي إشارة إيجابية واحدة، عينت الحكومة امرأة لقيادة شركاتها الوطنية. وستترأس فرزانة شرفاني (44 عاما) الحاصلة على الدكتوراه في هندسة الطيران، شركة ايران للطيران.