المتدربة السابقة في البيت الأبيض مونيكا لويسنكي

تحدثت المتدربة السابقة في البيت الأبيض مونيكا لويسنكي، عن علاقتها مع الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون، في عمل انتاجي جديد يحمل اسم  "The Clinton Affair"، وهو عبارة سلسلة من المقابلات الحصرية واللقطات الأرشيفية التي تكشف تفاصيل فضيحة بيل كلينتون في التسعينيات وتأثيرها المستمر في الولايات المتحدة.

وكشفت لويسنكي عن اللحظة التي شجعها فيها الرئيس الأسبق على انكار علاقته ببولا جونز التي كانت اتهمته بالتحرش الجنسي بها. وهذه هي المرة الأولى التي تعلن فيها لوينسكي فعليًا أن بيل كلينتون أجبرها على إنكار علاقته بها إذا تمت دعوتها للإدلاء بشهادتها في قضية باولا جونز، مشيرة إلى أنها "أجبرت على الصمت القسري بمنحها حصانة من المقاضاة إذا أوقعت بالرئيس"، إلى أن خرجت التحقيقات إلى النور أمام العالم، وفيها توضيح لعلاقة جنسية بين بيل ومونيكا.

وتتذكر مونيكا هذه اللحظة عندما استيقظت لتجد عائلتها تمسك بالصحف، وتقرأ الفضيحة المنشورة فيها، وكيف شعرت بأن حياتها الخاصة لم تعد لها وجود وتحولت إلى شأن عام. وقالت مونيكا إنه على مدى سنوات كان يتم تقديمها على أنها مشكلة سياسية أو "الفقرة الساخرة فى آخر الليل"، لكنها قررت أن تقوم بدور جديد، دور الراوي لقصتها الخاصة.

في عام 1995، بادرت مونيكا، التي قررت أن تلتحق بالتدريب في مكتب ليون بانيتا كبير موظفي البيت الأبيض بدون أجر، بالاعتراف للرئيس بإعجابها به، وأنها تحبه. فضحك كلينتون ودعاها إلى المكتب الخلفي. كما تحدثت عن الهدايا التي منحها إياها ومنها أشعار لوالت وايتمان، لكن بعد أن بدأت الإغواء، خرجت لعبتها عن السيطرة ووصلت إلى اقامة علاقة جنسية، والتي كشفت عنها وسائل الإعلام في ذلك الوقت.

ودارت الشكوك بين فريق كلينتون الرئاسي داخل البيت الأبيض حول وجود علاقة بين الاثنين، وهو ما اضطرهم إلى اتخاذ قرار بنقل المتدربة في إدارة الشؤون القانونية إلى وزارة الدفاع الأميركية . وشكّت لوينسكي بأن قرار نقلها جاء بموافقة من كلينتون، وظلت تنتظر مكالماته بعد منتصف الليل، حيث وعدها بأنه سيعيدها إلى البيت الأبيض بمجرد انتهاء الانتخابات.

وحول افتضاح أمر هذه العلاقة، قالت لوينسكي إنها "شعرت باليأس وعدم الأمان تجاه الرجل الذي أحبته ونكث بوعده لها بإعادتها إلى البيت الأبيض"، ولذلك لجأت إلى زميلتها السابقة ليندا تريب ووثقت فيها، لكنها قامت بتسجيل جميع مكالماتهما، وسلمتها إلى المدعي الخاص  وفى المواجهة بين تريب ومونيكا أمام المدعي العام، حاولت التمسك بالقول إنها تحب كلينتون، فقاموا بتهديد عائلتها.

تم استجواب كلينتون أمام مجلس الشيوخ لمدة 12 يوما، لكن تمت تبرئته، وفشلت محاولات عزله من منصبه من قبل الأغلبية الجمهورية في "الكونغرس" بسبب قدرته على اختيار ألفاظه بعناية، فهو كمحام كان قادراً على اختيار كل كلمة خلال محاكمته الطويلة، وتدريجيا استطاع أن يستعيد سيطرته على الساحة السياسية، ويعود أكثر قوة بفضل "كاريزمته". وفى أوج هذه الفضيحة، فكرت الفتاة، في الانتحار بسبب شعورها بالخزي من تأثير كل ما حدث على عائلتها.
 
ولأول مرة يتحدث والدا مونيكا، الدكتور برنارد، (هو أحد اليهود الألمان الذين فروا إلى أميركا الوسطى خلال الحرب العالمية الثانية)، وزوجته  السابقة مارسيا، في الحلقة الثانية من الفيلم الوثائقي، قائلا: "كنا نشعر بسعادة غامرة عندما التحقت ابنتنا بالتدريب داخل البيت الأبيض، وبسعادة أكبر عندما دعانا كلينتون إلى التقاط صورة معه داخل مكتبه، إلا أننا لم نتصور أبدا ما آلت إليه الأمور في وقت لاحق".

سرعان ما خرج هذا التدريب عن السيطرة عندما اكتشف أن لوينسكي على علاقة مع الرئيس ، وأجبرها مسؤولو مكتب التحقيقات الفيدرالي على المساعدة في التحقيق مع كلينتون. وكشفت لوينسكي أنهم قاموا بذلك عن طريق التهديد بمقاضاة والدتها ، حيث انهارت في البكاء وهي تتذكر كيف أن فريق كينيث ستار والعناصر الفيدرالية قالوا إنها ووالدتها ستواجهان 27 سنة في السجن بتهمة الكذب حول وجود علاقة مع الرئيس، وذلك بعد فترة تحقيقات استمرت 12 ساعة حيث احتجزوها واستجوبوها داخل فندق " ريتز كارلتون".

وتقول مونيكا: " سألتهم مراراً هل يمكنني أن أتصل بأمي ، وكانوا يقولون لا، انتِ تبلغين من العمر 24 عاما لا تحتاجين إلى مساعدة من أحد حول ما يجب القيام به". ثم أخبرت لوينسكي الرجال أنه عليها أن تتصل بشخص ما ، إما والدتها أو محاميها ، قبل أن تتخذ هذا القرار واضطروا في النهاية للموافقة.

وقالت إنها ذهبت للاتصال بوالدتها واستدعتها من مركز تجاري محلي. وأضافت أن والدتها حاولت حملها على الهدوء والتنفس قبل أن تدرك أخيراً الوضع الذي كانت ابنتها فيه في ذلك الوقت.

تذكرت والدة مونيكا أيام ابنتها السابقة في الحلقة الثانية من الفيلم الوثائقي، في حين نشرت بعض الصور لطفولتها. وقالت مارسيا والدة مونيكا : "كانت مونيكا فتاة صغيرة جميلة وذكية للغاية لكنها عنيدة حقا". وأعلنت عن اللحظة التي علمت فيها عن فترة تدريبها: "لقد كنت فخورة بها وكنت سعيدة للغاية بشأنها".