الفتاة الكاثوليكية البيضاء "ماريا جوليا سيرجيو"


استطاعت الفتاة الكاثوليكية البيضاء "ماريا جوليا سيرجيو" الملقبة بسيدة الجهاد تحويل عائلتها بالكامل إلى الإسلام ودفعتهم لبدء حياة جديدة في سورية مع تنظيم "داعش"، وسافرت ماريا العاملة في مركز اتصالات سابقًا برفقة زوجها المسلم الألباني إلى سورية مؤخرًا في عام 2014 للانضمام إلى "داعش".

وظلت ماريا (28 عامًا) في اتصال دائم مع والديها "سيرجيو" و " أسونتا" وشقيقتها الكبرى "ماريانا" في محاولة لابتزازهم عاطفيا وتحريضهم من خلال الدعاية الإسلامية عبر سكايب حتى وافقوا على اتباع خطى ابنتهم.

وكشفت عمليات تصنت الشرطة على المحادثات عبر سكايب كيف استطاعت العروس الجهادية التي غيرت اسمها إلى "فاطمة" دعم زوجها الذى رجم فتاة أخرى حتى الموت بسبب الزنا، كما أنها أخبرت شقيقتها أن غير المؤمنين يجب أن يقتلوا في أراضيهم.

ويعود أصل عائلة ماريا إلى بلدة "توري دل غريكو" بالقرب من نابولي، وانتقلت العائلة التي عانت من صعوبات اقتصادية إلى Inzago بالقرب من ميلان منذ عشر سنوات للاستفادة من الكنيسة الكريمة والجمعيات الخيرية المحلية التي ساعدتهم وفقا لما أشارت إليه التقارير.

وزعمت العائلة أنها ستترك إيطاليا تحت إصرار ابنتهم المتطرفة لبدء حياة جديدة لدى تنظيم الدولة الإسلامية داعش بحلول نهاية حزيزان/ يونيو، إلا أن شرطة ديغوس لمكافحة الإرهاب في إيطاليا رصدت ساعات من المحادثات بين أفراد الأسرة عبر سكايب، واعتقلت الشرطة العائلة واتهموا بارتكاب جرائم إرهابية وتم سجنهم ورُفض الإفراج عنهم بكفالة خشية الفرار إلى سوريا، وتوفت " أسونتا" والدة فاطمة فى مأساة غير متوقعة وهى تنتظر توجيه التهم إليها في السجن.

ووبخت فاطمة والدتها أوسنتا قبل وفاتها مع بقية العائلة لأنه لا يزالون يعيشون بين غير المؤمنين والذين أسمتهم "الحيوانات"، وأصرت على أن يتخلوا عن حياتهم من أجل الهجرة وأن يتركوا إيطاليا ويأتوا إلى الدولة الإسلامية وإلا فإنها لن تحبهم مجددا.

وكشفت تسجيلات المكالمات الهاتفية عن سؤال والدتها ببراءة عما إذا كانت تستطيع إنماء حديثة نباتية فيما يسمى بالدولة الإسلامية وما إن كانت تستطيع أن تجلب قط الأسرة معها، ولكن الابنة المتطرفة أخبرت والدها أن يسحب والدتها من شعرها لأن ليس لها الحق في إبداء الرأي وأنها تدين بالطاعة العمياء لزوجها.

ولم تخجل الفتاة المتطرفة من وحشية نظام داعش كما تفاخرت بكون زوجها رجم فتاة حتى الموت بسبب ارتكابها الزنا وفقا لما كشفته التسجيلات، ولم يقاوم عرض الفتاة المسلحة سوى جدتها التي رفضت بدء حياة جديدة في سورية التي مزقتها الحرب، وسخرت منها حفيدتها المسلحة، معتبرة إياها غير مؤمنة ويجب تركها وراءهم.

وقالت فاطمة في إحدى المحادثات مع أختها "ذهب رجل متزوج مع امرأة أخرى ولذلك قام زوجي سعيد والإخوة المجاهدين برجم الزانية حتى الموت، فقط لو تشاهدين ما الذى يفعله المجاهدون من أجل محبة الله، إنهم يتركون البيت والمال والزوجة والأطفال ويأتون إلى هنا للقتال، هناك مجاهدين أعمارهم 15 أو 16 عامًا وقتلوا 50 من غير المؤمنين".

وأوضح المحققون أن الأسرة وافقت على الانضمام لفاطمة بعد الضغط عليهم، حيث وبختهم بسبب عيشهم بين الكفار مشيرة إلى أنها كان يجب أن تكرههم، واستمعت شرطة مكافحة الإرهاب إلى فاطمة وهى تحرض عائلتها على قتل غير المسلمين، وقالت فاطمة في التسجيلات "لا توجد صداقة بيننا وبين الكفار حتى لو كانوا والدينا، وأنا على استعداد للشهادة باسم تنظيم الدولة الإسلامية، يناديكم الله وأبو بكر البغدادي للهجرة، إنهم يطالبون العالم أجمع بالجهاد من أجل الله لأننا يجب أن ندمر غير المسلمين ونقتلهم".

وزعمت فاطمة أن الخلافة ستشمل إيطاليا في نهاية المطاف مضيفة " سيكون هناك معركة كبيرة في روما وسيموت فيها الكثير من المجاهدين"، وأشادت فاطمة بمنفذي الهجوم على "شارلي ابدو" في كانون الثاني/ يناير، موضحة أنه هجوم مشروع لأن المجلة كانت تسخر من النبي محمد، وادعت فاطمة أنها تلقت تدريب على الأسلحة في فبراير موضحة أنها تعلمت كيفية إطلاق النيران ببندقية كلاشنكوف والمسدس.

وكانت والدة فاطمة تشعر بالشك حول مغادرة إيطاليا إلا أن فاطمة طالبت والدها باستخدام سلطة عليها، مشيرة إلى أنها لا تملك الحق في إبداء الرأي، وأضافت فاطمة "إذا أمرني زوجي بعدم الذهاب للخارج فلن أذهب، ويجب على المرأة أن تسجد أمام زوجها وأن تدين له بالطاعة المطلقة".

وتنوعت المحادثات بين فاطمة ووالدتها في الأمور الدنيوية، حيث سألتها والدتها عن نوعية حقائب السفر التي يجب أن تحضرها معها، وشجعتها الابنة المتطرفة بحديثها عن المنزل الكبير لها في سوريا الذى يضم اثنين من الحمامات، كما أخبرت والدتها أنها يمكنها زراعة أي الخضروات التي تريدها، مضيفة لوالدتها "يمكنك استغلال سوريا بالكامل لأن سوريا بها الكثير من الأراضي المتروكة".

وتم احتجاز الوالدة "أسونتا" (60 عام) يوم الإثنين في سجن منفصل عن زوجها ومنحت الإقامة الجبرية، ودخلت "أسونتا" المستشفى قبل أسبوع لإجراء عملية جراحية في بطنها ولكنها تحسنت بعد العملية وقبل وفاتها.

ويعتقد أن فاطمة اعتنقت الإسلام في عام 2007 عند زواجها الأول من رجل مغربي يعمل كصانع بيتزا لكنها طُلقت منه في وقت لاحق، كما تزوجت شقيقتها ماريانا من مسلم مصري وتحولت إلى الإسلام أيضًا، وارتدت فاطمة الحجاب التقليدي الذى يغطي الشعر في عمر 21 عامًا ، وظهرت فاطمة في أحد البرامج في عام 2009 لدعم الحجاب قائلة "الله يخبرنا أن نرتدي الملابس التي لا تثير الرجل".

وكانت فاطمة من بين الموقعين على رسالة إلى السياسي الإيطالي "كارلو أزيليو" ضد مشاريع قوانين حظر النقاب في المباني العامة، وعملت فاطمة في مركز اتصالات قبل زوجاها ووصفت بواسطة أحد زملاء العمل بكونها فتاة محجبة عادية جدًا جاءت لتعمل، ثم تزوجت فاطمة من Aldo Kobuzi وهو مسلم ألباني يعيش في Grosetto في توسكانا في 17 أيلول/ سبتمبر عام 2014، وألقى القبض على خمسة من عائلة Kobuz مع والدة فاطمة ووالدها وشقيقتها في الأول من تموز/ يوليو.

ويعيش في Grosetto المجند البوشناقي الشهير "بلال بوشناق" ولكن لم يتضح ما إذا كان Kobuzi على اتصال به، وتم الزواج في مسجد Treviglio بوساطة شخص كندي يعمل لدى داعش ومطلوب من قبل الشرطة الإيطالية، وبعد 4 أيام من الحفل الإسلامي للزواج اتجه الزوجان من مطار روما إلى اسطنبول ثم إلى غازة عنتاب جنوب تركيا قبل العبور إلى سورية.

وأرسل Kobuzi الذى غير اسمه حاليًا إلى سعيد للتدريب في العراق لمدة ستة أسابيع قبل الانضمام إلى صفوف المجاهدين، وأشار المحققون إلى أن فاطمة ظلت على اتصال مع عائلتها بعد فترة وجيزة وكانت تثني على نظام الحياة في ظل حكم داعش، ولفت المحققون إلى أن عائلتها كانت على استعداد للمغادرة، حيث استقال والدها "سيرجيو" من عمله وباعوا أثاث المنزل على الإنترنت، كما جهزوا الورق للحصول على جوزا السفر.

واتهم سيرجيو وأسونتا بالسفر بهدف الإرهاب بينما تواجه شقيقة ماريانا والألبانيون اتهامات أكثر خطورة، ويعتقد المدعون أن العائلة ربما تكون على اتصال مع واعظ الكراهية التركي Shefqet Krasniqi وهو إمام المسجد الكبير ف Pristina والذي يشتبه في تجنيده الجهاديين في إيطاليا في سجن "كوسوفو"، كما يشتبه في تحريضه على الكراهية والعنصرية والتعصب الديني.

وعقد Shefqet Krasniqi فى كانون الأول/ ديسمبر 2013 قبل اعتقاله لقاء في مسجد هلال في Grosseto مسقط رأس Kobuzi، ومنذ ذلك الحين لم يُسمع من فاطمة لكنها أصرت أن عائلتها لم تكن تخطط لتصبح إرهابية لكنهم فقط أرادوا الحصول على حياة أفضل في الدولة الإسلامية باعتبارها البلد المثالي.