نيويورك ـ مادلين سعادة
أكدت الممثلة الأميركية أنجلينا جولي، أن فيلمها الأخير "المتماسك" يناقش مسألة أهمية مواجهة الحروب بالعزيمة، موضحة أنه يقدم رسالة إعلامية.
وبينت الممثلة الأميركية، أنها عندما طلبت من الأخوين جوول وإيثان كوون كتابة سيناريو مقتبس عن كتاب لورا هيلينبراند المسمى "المتماسك" أو "غير المكسور" كانت قد قرأت الكتاب أكثر من مرّة وقررت اختياره ليكون فيلمها الجديد كمخرجة.
وكان ذلك قبل أربع سنوات، وابتاعت حقوق الكتاب الذي هو من نوع "البيوغرافي"، وأسندت الكتابة أولًا إلى ريتشارد نيكلسون وريتشارد لاغرافانيس في عام 2012، ثم اختارت الأخوين المخرجين كوون لإعادة الكتابة في مطلع العام التالي.
وفي منتصف سنة 2014 بوشر التصوير الذي تم بكامله في أستراليا، وقبيل نهاية السنة بات الفيلم جاهزًا للعرض، ومع مطلع هذا العام احتل رقعة متواضعة من العروض التجارية، ولو أنه أخفق في دخول محراب سباق أفضل فيلم أو أفضل مخرج (رشّح لأوسكار أفضل تصوير الذي قام به البارع روغر ديكنز، الذي يصوّر عادة أفلام كوون).
وتكلف إنتاج الفيلم 65 مليون دولار، أنجز 152 مليون حول العالم، من بينها 116 مليون في الولايات المتحدة وكندا.
وذكرت أنجلينا في حوارها إلى "الشرق الأوسط"، أن بطل القصة "كان جزءا مهمًّا من السبب الذي دفعني لتحقيق هذا الفيلم.. الشخصية هنا حقيقية. حين قابلت لويز فعلًا وجدته إنسانًا رائعًا، وأصبح بالنسبة لي بمثابة أب، كان شخصًا يجعلك تحس بالألفة سريعًا، وأعتقد أنه أحب الناس طوال حياته، وما هو مميّز به أنه لا يحمل ضغينة حتى على معتقليه، وقال لي: "هذه كانت الحرب وهي انتهت"، وهذا ما أردت سماعه".
وأضافت "كان لويز سعيدًا بالفكرة، لكني لا أنسى أنه قال لي ذات مرة وأنا أخبره بأن موعد بدء تصوير يقترب: "لا تصنعي فيلمًا عن كم أنا عظيم، لا أريد أن أبدو متميزًا، اصنعي فيلمًا يؤكد للناس أن في ذواتهم عظمة".
وبشأن اهتمامها بالحروب التي يعيشها العالم أو بالأخص الشرق الأوسط، ذكرت "لدي اهتمام بالتأكيد بما يحدث حولنا، لكني صنعت كلا هذين الفيلمين لسببين مختلفين، "بلاد الدم والعسل" كان عبارة عن سؤال شغلني وأردت أن أبحث عن جواب له، وهو كيف يتحوّل جيران الأمس ومواطنو دولة واحدة إلى أعداء".
وتابعت الممثلة الأميركية، أن "المتماسك" وضعه مختلف، لم أكن أبحث هنا عن حقائق لأعلنها، لأن الكتاب كان هو الحقيقة التي تكفيني لكي أستمد منها ما أريد، ما كنت أريده هو تأكيد ذلك الإيمان الذي لم يخبُ داخل لويز وهو يعيش واحدة من أصعب مراحل حياته. جابه القوّة التي فرضت عليها بقوّة الرفض في داخله".
وبينت في حوارها لـ"الشرق الأوسط"، أن الفيلم "ذكّرني بأننا نحتاج لأن نواجه الأوضاع الصعبة التي نعيشها اليوم بسبب هذه الحروب وأن ننتصر. ألا ننكسر. قوة عزيمته هي ما نحتاج إليه لكي نستمر في تأدية الرسالة".
وأضافت بشأن أنها قدمت عملين أحدهما يقدم شخصية خيالية والآخر واقعية، قائلة "زامبريني مات ونحن لم ننته من العمل على الفيلم، كان ذلك صدمة بالنسبة لي، لقد أحببته بالفعل، لهذا يعني لي الكثير".
واستطردت في حديثها "حين دخل المستشفى كان في السابعة والتسعين من عمره، وأُبلغت بأنه دخل المستشفى فأخذت الفيلم ولم يكن جاهزًا بعد وعرضته عليه، كنت أرقب ردود فعله وهو يشاهد الفيلم، هذا كان له أثر إيجابي في نفسه وفي نفسي. كنا سعيدين بذلك".
وسئلت بشأن أن بطل القصة كان شخصية حقيقية مما يتطلب اعتماد قدر أعلى من الواقعية، أجابت بـ"نعم"، "لكن ذلك لم يكن يقلقني لأننا كنا ننطلق من كتاب يؤرخ كل شيء ومن سيناريو مكتوب بعناية كبيرة، لكني لم أكتف بذلك. كما قلت كلما تحدّث مع الآخرين، وأنا أتكلم عن رجل في التسعينات من عمره، كان لا يزال محبًا وواثقًا من أن كل فرد فيه شيء عظيم في داخله. كان متواضعًا حيال تجربته. هذا لا تستطيع أن تكتبه في السيناريو بل عليك أن تجد طريقة لكي تضعه في الفيلم"/ معبرة عن أملها أن تكون نجحت في ذلك.
وأشارت جولي إلى أن لويز زامبريني كان رياضيًا فاز بسباقات جري وعاد إلى الرياضة مرّة واحدة بعد الإفراج عنه، مضيفة أنه بالنسبة إلى التوازن هذا كان بديهيًا، فهذه السيرة كانت تفرض على الفيلم أشياءً متعددة. تابعناه، كما رأيت، حين كان صبيًا وحين صار شابًا، ثم حين التحق بالحرب وحين القبض عليه وما بعد. كل مرحلة عليها أن تكمل التي قبلها وتهيئ لما بعدها".
وبشان عملها كمخرجة، أوضحت أنجلينا جولي، أن "الإخراج هو بؤرة اهتمامي الآن، ودافعي ما زال هو نفسه وهو تقديم الحكايات التي أريد تقديمها، تلك التي أرغب بها لأنها حكايات خاصة، عندي القدرة على أن آخذ مشروعًا معينًا وأضمن له كل ما يحتاجه من وقت وعناية واهتمام، والفيلم الأول علمني الكثير مما استفدت منه وأنا أحقق هذا الفيلم".
ونفت الممثلة وجود أي ضغوض في الإنتاج، مبينة أن "الضغط هو أنك مع ميزانية كبيرة عليك أن تحسن صرفها وإدارتها، هناك قدر محدد من المال لكل عمل ولا تستطيع أن تتجاوزه، عليك أن تصرفه في محله، طبعًا الأمر نفسه في كل فيلم، لكن المهمة صعبة أكثر في فيلم فيه طائرات وتصوير في البحر وإقامة معسكرات".
وكشفت أنجلينا جولي، عن فيلم جديد يجمعها بالممثل براد بيت، معلنة أنهما يبحثنان منذ سنوات عن مشروع جيد، وكنت فكرت في قصة هذا الفيلم قبل سنوات وأجلت العمل عليها مرات، ثم اتفقنا أن علينا أن نقوم بتحقيق هذا الفيلم الآن، لقد حان وقته".
وبشأن أنها ستقوم بإخراج فيلم يقوم ببطولته زوجها، أكدت أنها "كمخرج تريد أن تحمي الممثلين جميعًا وأن تساعدهم، وكممثلة أنا تحت ذات الرغبة، أعتقد أن التجربة مهمة لكلينا ونابعة من حب واحترام كل منا للآخر".