دبي - صوت الامارات
يا «فرحة ما تمت»، الجملة الأكثر تداولاً بعد وقوع حالات الطلاق السريعة خلال شهر العسل، لأسباب «تافهة»، كان من الممكن تجاوزها من قبل الزوج أو الزوجة، إلا أن حالة النفور المبكر بينهما أدت إلى الانفصال، ومن بين هذه الحالات واقعة طلاق تمت بعد 15 دقيقة فقط على توقيع عقد الزواج بين الزوج وولي أمر الزوجة.
كما طلبت زوجة أخرى الطلاق أثناء وجودها في تايلاند، في ثاني أيام شهر العسل، بعدما اكتشفت تحدث زوجها مع أخرى عبر «واتس آب».
واعتبر محاميان أن معظم حالات الطلاق المبكر، خصوصاً أثناء شهر العسل، كانت لأسباب تافهة وصغيرة، نتيجة عدم معرفة كل طرف بطباع وتصرفات الآخر، وقصر فترة الخطوبة، نتيجة للزواج التقليدي، كما أن من بين الأسباب عدم اقتناع أحد الطرفين بالآخر، وقبول الزواج تلبية لطلب الأسرة.
المستشار القانوني، عيسى بن حيدر، ذكر أن الطلاق السريع في شهر العسل يأتي نتيجة اكتشاف أحد الأطراف لعيوب في الآخر، إذ تعتقد الفتاة أنها تزوجت فارس أحلامها، بينما الحقيقة غير ذلك، كما قد تكتشف أنه يعاني مرض الشك، أو لديه علاقات بأخريات، أو أنه صعب المعاشرة، ويعتدي عليها بالضرب، وينتج ذلك عن عدم إفصاح الزوجين خلال فترة الخطوبة عن مشاعرهما أو تفاصيل حياتهما الخاصة، ومحاولة كل طرف إخفاء عيوبه عن الآخر، خشية فشل الزواج، وتالياً يقع الطلاق المبكر، لذا من الضروري أن يتعرف كل طرف، طوال فترة الخطوبة، إلى الآخر بشكل صحيح، لبناء حياة مشتركة قائمة على الاحترام والمودة.العادات والتقاليد أيضاً كان لها دور في حالات طلاق سريعة، وفق بن حيدر، فمثلاً هناك آباء يرغمون بناتهم على الزواج بشاب غني أو أحد أفراد الأسرة، دون النظر إلى مشاعرهن تجاه هذا الشخص، ما يدفعهن عقب الزواج إلى البحث عن أي عيب في الآخر، وتهويل أي مشكلة قد تحدث للتخلص من هذه الزيجات، التي تمت في الأساس تلبية لأوامر الوالدين.
وروى بن حيدر قصة زواج وطلاق تعد الأسرع على الإطلاق، قائلاً: «اتفق والد عروس من عريس ابنته على دفع 100 ألف درهم مهراً، تتم كتابتها بعقد الزواج، منها 50 ألفاً عند توقيع العقد، وبقية المبلغ عقب الخروج من المحكمة. وفي يوم عقد القران، ذهب الطرفان وأقاربهما ومعارفهما إلى مكتب القاضي، حيث تم توقيع العقد، وتنفيذ الجزء الأول من الاتفاق، وبعده مباشرة بدأ الأب في مطالبة زوج ابنته بدفع بقية المبلغ، لكن الزوج طلب منه مهلة خمس دقائق لإحضار المبلغ من مركبته، إلا أن الأب أصر على استلام المبلغ فوراً، وطلب منه أن يرسل أياً من أصدقائه لإحضار المبلغ، الأمر الذي جعل الزوج يشعر بالإهانة، فطلق زوجته قبل أن تمر 15 دقيقة على الزواج». فيما ذهب المحامي، محمد جاد المولى، إلى أسباب أخرى في الطلاق خلال شهر العسل، مثل تهور أحد الطرفين، وعدم وجود تقارب فكري بينهما، إضافة إلى وجود حالة نفور بينهما قبل إتمام الزواج، نتيجة الزواج التقليدي، لأنه لا يسمح بطول فترة الخطوبة، التي يمكن من خلالها تعرف الزوجين إلى بعضهما بعضاً فترة أطول، كما يجب على الزوجين الصبر على أخطاء بعضهما، لأن الحب والمعاشرة يأتيان بعد الزواج، خصوصاً في حالات الزواج التقليدي. ومن بين الحالات، وفق جاد المولى، حالة لزوجة طلبت الطلاق في الأيام الأولى من شهر العسل، بعد اكتشافها على هاتف زوجها رسائل قديمة على تطبيق «واتس أب» بينه وبين امرأة أخرى، ورغم أن المحتوى كان طبيعياً، ولا يحمل ما يشير إلى وجود علاقة، إلا أنها اعتبرت ذلك خيانة، وعادت على الفور إلى الدولة، ورفعت دعوى طلاق للضرر. وحسب جاد المولى، فإن الرسائل النصية للزوج وعلاقاته ما قبل الزواج ليست مبرراً لحدوث الطلاق، إذ إن الزواج يَجُبُّ ما قبله، ولا يصح للزوجة التفتيش عن ماضي زوجها أو العكس، وفي الواقعة المذكورة كان الأولى للزوجة تجاوز الموضوع، ولو رأت تقصيراً من جانب الزوج تسعى إلى تغيره إلى الأفضل، بدلاً من طلب الطلاق، لأن الأخطاء البسيطة لن تهدم الأسرة ومكوناتها، كما أنه بعد الزواج يتغير الزوج، ويبدأ بالالتزام الأخلاقي والديني، والحفاظ على منزله وأسرته.