فتيات مصريات يروّضن الحيوانات المفترسة ورياضة كمال الأجسام

لم تقف الأنوثة بما تحمله من صفات الرقة والجمال حاجزاً بين حلم ثلاث فتيات مصريات امتهن أشغالاً كانت حكراً على الرجال لفترة طويلة، فاستطعن فرض أنفسهن من دون أن يؤثر ذلك في حياتهن الخاصة، كي لا تبقى مهن الحراسات الخاصة «بادي غارد»، وترويض الأسود ورياضة كمال الأجسام حكراً على الرجال.

بدأت هند عثمان وجيه (30 سنة) حياتها العملية في مجال الحراسات بالعمل لدى شركة لتأمين الحفلات والممثلين المشهورين قبل سنتين. إلا أن ذلك لم يرض طموح الثلاثينية التي أرادت حماية شخصيات أكثر عرضة للخطر كالديبلوماسيين والشخصيات السياسية، فلجأت إلى وزارة الداخلية المصــــرية للحصول على دورة تأهيلية.

قــــول وجيه: «لم يكن الأمر سهلاً، إذ قـــوبل الطلب في البداية بالرفض معللاً بكوني أنثى مدنية لم يسبق لها العـــمل في مجال الشرطة، وأن هذه الدورة مقتصرة على ضباط الشرطة والجـــيش فقط»، لكنها أصرت على الحــصول على تلك الدورة «من منطلق أن عــمل الحراسات الخاصة لا يقتصر على الرجال»، فأرسلت للمسؤولين عن الدورة صوراً لها وهي تردي زي الحراسات وتستخدم السلاح، لإقناعهم بأنها تتمتع بلياقة بدنية عالية. وحصلت في النهاية على الدورة.جاء ذلك نقلا عن صجيفة الحياة

وتتحدث الحارسة عن صفات عدة يجب أن تتوافر في من يسعى إلى ذلك العمل منها «حس خاص لاكتشاف الأخطار قبل وقوعها والرد السريع وامتلاك معلومات عن الإسعافات الأولية وغيرها من المهارات الخاصة». وأشارت إلى أنها الفـــتاة المصرية الأولى التي تعمل في مجـال حماية الشخصيات المهمة فـــي مــصر، وكرّمتها المنظمة الألمانية لضباط الحراسات الخاصة، معتبرة أن تعلم الفتاة فنون القتال والدفاع عن النفس أمر واجب من قبيل حماية نفسها وقتل غريزة الخوف لديها.

لم يتوقف طموح وجيه عند حماية الديبلوماسيين، بل امتد إلى «حلم أن تصبح ضمن طاقم حرس رئيس الجمهورية»، إضافة إلى تطلعها إلى القيام بأدوار رئيسة في أفلام «الأكشن»، كما تسعى إلى الحصول على دورة في الرماية لتصبح أول رامية محترفة. وأكدت أن عملها فى مجال الحراسات الخاصة لم يمنعها من الارتباط.

من مجال الحراسة إلى ترويض حيوانات مفترسة يستمر تفوق مصريات فيه، فتقول أنوسة مدحت كوتة (25 سنة) التي تعمل في السيرك القومي إن سبب عملها في هذا المجال يعود إلى عائلتها التي تعمل في هذا المجال، واحتكاكها بحيوانات مفترسة كانت توجد في منزلهم، إلى أن لاحظت عائلتها موهبتها وقابليتها للعمل في ترويض الحيوانات المفترسة.

أصبحت كوتة من أهم مدربي الأسود والنمور في الشرق الأوسط والعالم، بفضل أخيها حمادة الذي دربها إلى أن حصلت على تصنيف عالمي، محققة السبق على الفتيات المصريات اللواتي يعملن في ذلك المجال.

وتقول إنها تمكنت من ترويض الحيوانات الأكثر شراسة وهي «الأسد والنمر الأبيض». حتى الآن لم تستطع العشرينية أن تجمع بين عملها وحياتها الشخصية، مفضلة الأولى، فكثير ممن تقدمن لخطبتها اشترطوا عليها ترك ترويض الحيوانات المفترسة إلا أنها رفضت.

وأخيراً في مجال التدريب برياضة كمال الأجسام، تقول خلود عصام (28 سنة) إنها لعبت ألعاباً قتالية مثل الكاراتيه والكونغو فو في سن مبكرة، ثم انتقلت إلى التدريب في مجال كمال الأجسام والتي بدأته باللياقة البدنية ثم حمل أثقال أوزان متوسطة. وتضيف أنه قبل عامين بدأت التركيز في لعبة كمال الأجسام، لكن هناك عوائق تقف أمامها أكبرها أسرتها التي ترفض عملها باعتباره يقلل من فرص زواجها، «فدائماً ما تقول العائلة لي إن رجلاً لن يقــــبل أن يتزوجني بتلك العضلات بل إن من هــــم مثلي ينعتن بصفات الرجال»، لكن على عكس مخاوف الأسرة، «هناك رجال كثر يتقدمون لخطبتي لكنني أرفض»، مؤكدة أنها في كامل أنوثتها .