الأعراس الإماراتيـة تعتبر "فرحـة باهظة الثمن"

كثُر الحديث في الفترة الأخيرة عن طفرة واضحة، و(فاقعة)، من البهرجة والمبالغات في الأعراس الإماراتية، جعلت الكثير منها محل استهجان، لفرط البذخ، والإنفاق المفرط وغير المعقول، فما معنى أن تتكلَّف ليلة عرس سبعة ملايين درهم، مهما كان الله قد أنعم على صاحبه من رزق، أو أن يدفع عريس 300 ألف درهم على "كوشة" العرس وحدها، ويشترط على من صممها تحطيمها بعد العرس، كي لا يقلدها أو يستعملها أحد غيره.

هنا تقف مؤسسة الزواج، المزمع تأسيسها، حائرة أمام "المسؤولية"، وموازين "الأولويات"، و"الكماليات" الخاصة بحفلات الأعراس.

وتقع في طقوس من الشكليات وأنماط من التقليد التي ترهق كاهل الأشخاص وتستنزف الجيوب، وتضع حتى غير القادرين في سباق اجتماعي مع القادرين، تضطرهم إلى اللجوء لقروض بنكية طويلة الأمد، هدفها فقط مجاراة الأقارب والجيران، وألا يصير العريس وأهله موقع نقد المدعوين، أو الأصدقاء.

هاجس التقليد

سامر قطاط، الذي يعمل منذ 18 سنة في سوق تنظيم الأعراس الإماراتية، استعرض شيئاً من تجربته معها، وقال: "أظن أننا قادرون اليوم أن نستوعب العلاقة بين الكلفة الخيالية للأفراح الإماراتية، وعزوف كثير من الشبان عن الزواج، وذلك بسبب الطلبات المجحفة والالتزامات المالية المفروضة من قبل العروس وعائلتها، وعامة ما تعتمد هذه (المطالبات) إما على (الغيرة) من تجارب الأعراس الخيالية لبعض الصديقات والأقرباء، أو على التقليد غير الواعي لأعراس الغير، وهذا ليس مرتبطاً كما يعلم الكل فقط بتكاليف حفل الزواج، بل بالأرقام المتصلة بالمهر والسكن والفرش، وبعض التفاصيل التي تتخطى أحياناً حدود المقبول والمتوقع، وسقف المساعدات التي يقدمها الديوان الحكومي للمقبلين على الزواج، وذلك بسبب الأرقام غير المعقولة التي يقدمها هؤلاء الشباب للحصول على الدعم المالي، ونوفرها نحن عند الطلب"، ويتابع: "هذا إلى جانب (الكوشة) التي تختارها العروس وتجبر عليها العريس، التي قد تبدأ أحياناً من 150 ألفاً لتبلغ حدود الـ300 ألف درهم، أما كلفة بعض الأعراس فيمكن أن تراوح بين 900 ومليون درهم، وهذا ليس أمراً يومياً بقدر ما هو وارد جداً في الإمارات".

وعن بعض المبالغات الغريبة التي تعرّض إليها سامر يقول: "أتذكر أنني أشرفت على عرس إماراتي كلَّف صاحبه سبعة ملايين درهم، كما قامت شركتنا بتحضير (كوشة) بـ135 ألفاً اشترط صاحبها أن يتم تحطيمها بعد انتهاء الحفل، للتأكد من عدم تقليدها، ولكن كل مظاهر البذخ التي قابلتها خلال تجربتي الطويلة في الميدان تصب غالباً في بوتقة الرغبات المبالغة للعروس، التي يضطر العريس إلى تنفيذها، ما يقلب موازين الأشياء لديه ويجعل الـ50 ألفاً التي خصصها ليدخل القفص الذهبي تصير بقدرة قادر 200 ألف، ما يضع كلينا (الشركة والعريس) في وضع محرج، وبين التوفير والربح نحاول تخفيف العبء وتقليص التكاليف، من خلال ما تطرحه شركتنا من تسهيلات، باعتبارها مصدراً مزوّداً لجميع مستلزمات تصنيع الديكورات والكوش وكل تفاصيل الحفل".